| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 20/3/ 2010



ما بعد نتائج الانتخابات لقائمة اتحاد الشعب

محمود القبطان  

مقدما لا بد من القول,وهذا ليس من باب التبرير,إن اشتراك اتحاد الشعب بالانتخابات كان ضروريا ولا لبس فيه حيث إن الانتخابات ليست فوزا فقط وإنما خسارة وإخفاق . وان لم تظهر ليومنا هذا النتائج الأخيرة ,وان علمت بعض القوائم مقدما قبل غيرها بعدد المقاعد البرلمانية التي سوف تحصل عليها ,ولكن من المؤكد إن اتحاد الشعب في موقع من خسر الانتخابات وان لم يكن هذا نهاية المطاف التي يتمناه أكثر من حزب أو قائمة أو طارئ على قائمة ، اشترك بقائمة تحت مظلة إحدى القوائم الطائفية ليضمن موقعا لأربع أعوام قادمة . وأقول أيضا إذا كانت بعض القوائم قد خسرت عشرات المقاعد فليس عسيرا على القائمين على العملية الانتخابية إن تحذف حتى المقعدين للحزب الشيوعي , لان "البعبع" إن بقى في البرلمان قد يفضح كل مستور يراه وهذا بحد ذاته عامل تعب وأرق للبعض . إذا غاب القط العب يا فار!

الحملة الانتخابية لقائمة اتحاد الشعب
هل كانت الحملة الانتخابية بمستوى الحدث ؟ اشك في ذلك بالرغم مما بذله القائمون على الحملة للأسباب التالية :

1: الحملة الانتخابية بدأت بوقت متأخر نسبيا , كما للآخرين , لكن باقي القوائم قد بدأت حملتها بوقت مبكر وبدون غرامات وإنما "زعلت" المفوضية عليهم وهددتهم بالغرامات.

2: قلة الدعم المادي الذي هو مؤشر مهم للدعاية الانتخابية ويعطي حرية الحركة على مساحة أكبر في المناطق لاجتماعات جماهيرية.

3: الحملات الانتخابية لحزب محاط بأعداء أشداء على كافة المستويات كان يجب أن تبدأ منذ أربعة أعوام وليس في 3 أسابيع قبل موعد الانتخابات .

4: كتب العدد الكبير من الكتاب والأدباء والشعراء مئات المقالات وقصائد الشعر الجميل والمحرض والهادف,لكن السؤال كم من الناس كان يقرأ تلك المقالات والقصائد الجميلة التي تتغنى بالديمقراطية وأحزاب القائمة ,وخصوصا الحزب الشيوعي . الكهرباء المقطوع أو المقطّع, وقلّة عدد من له حاسوبه الشخصي, وبالتالي كانت هذه الأعمال والأفعال وعلى أهميتها , كانت ذو تأثير جد قليل ومحدود. كيف يقرأ العامل أو الفقير في إحدى المدن ,أية مدينة, مقالا أو دعاية شعرية لهذه القائمة. هل كانت مثل تلك الدعاية للنخبة, سواء المثقفة أو الممارسة لاستعمال الانترنيت, وليس للفقير . الشارع كان يحتاج لقاءا جماهيريا متكررا وفعالا ومستمرا لكي يُكسب صوته من بين تلك الألغام التي وُضعت أمامه لتحول بينه وبين التفكير الجدي لانتخاب الأفضل . أين نحن من هذا وذاك ؟

5: ماذا قدم الخارج لنصرة القائمة ؟
اعتقد, وسوف لن أكون متجنيا على أحد, انه الحد الأدنى!! لماذا ؟ لان الدعم المالي كان ,وأنا على يقين , في أدنى مستوياته, لاسيما ممن يتحملون مسئولية بعض التنظيمات حيث اعتمدوا على تبرعات بسيطة وبسيطة جدا لا تغني ولا تشبع من فقر, كما يُقال . لقد كنت في العراق أثناء الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات العالم الماضي, وكنت قد نوهت لأحد القادة في الحزب الشيوعي العراقي إن على الملتزمين تنظيميا في الحزب أن يتوجهوا إلى العراق وعلى الأقل شهرين أو حتى شهرا واحدا ليشاركوا في الحملة ودعوة الناس لانتخاب القائمة آنذاك, مدنيون. وفي هذه الانتخابات كانت نفس دعوتي وأنا كنت في العراق, لكنني لم أرى شيوعيا يحمل بطاقة العضوية في الحزب ,لكن هذا لا يعني بالمطلق عدم حدوث مثل هذه المبادرات الفردية, ممن أعرفهم شخصيا في الخارج كانوا في دوامة الاشتراك في إدارة الانتخابات في الخارج عبر الاشتراك كمراقبين .

عدم التهيؤ لاستحصال الوثائق الرسمية المطلوبة بفترة لابأس بها قبل الانتخابات مما حرم الكثيرين من الإدلاء بأصواتهم في حين أن من كسب جوازا عراقيا بخلاف كل القوانين وهو لم يرى العراق ولم ينتسب إليه كان له الحظ في التصويت وعددهم كبير وكبير جدا.

6: لماذا كانت اتحاد الشعب في 15 محافظة فقط ؟ أولا إنها مغازلة غير مبررة لقائمة التحالف الكردستاني, وثانيا لو نظرنا ما هو دور أو شعبية بعض الأسماء المبعدة عن بغداد من قبل ائتلافاتها لتحل في محافظات الإقليم لرأينا مدى الخطأ الفادح الذي وقعت فيه قائمة اتحاد الشعب. لماذا كان للتحالف الكردستاني قائمة في الديوانية أو البصرة أو أي محافظة أخرى دون أن يفكر القائمون على اتحاد الشعب بنفس العملية, أم هل كان حصارا على اتحاد الشعب للظهور بإقليم كردستان ؟

ما العمل؟
الوقت متأخر جدا لان نعرض الحلول, لكن ربما تفيد بعض الشيء للمرحلة القادمة.

سوف يتقدم إلى البرلمان 325 برلمانيا بين مستحق وبين من لم يحصل إلا على بعض الأصوات وبرحمة قانونهم الانتخابي الجديد. ماذا سوف يقدم هؤلاء للشعب والوطن ,هذا ما سوف تظهره الأعوام القادمة.

من احد احتفالات قائمة اتحاد الشعب قبيل الانتخابات كانت في بغداد في ملعب القوة الجوية وكان الحضور كبيرا جدا حسب ما أخبرني أحد الإخوة الحاضرين لتلك المناسبة في اتصال هاتفي معي أثناء الاحتفال. وقد قُدّر الحضور بأكثر من 15 ألف محتفلا,فهل من المعقول إن تحصل القائمة في بغداد على أكثر بقليل من 16600 صوتا فقط ؟ أين ذهبت أصوات اتحاد الشعب ؟ إلى هذا الحد تخافون هذه القائمة ؟

ربما أستبق الإحداث وأقول إن الحزب الشيوعي العراقي قد يكون خارج البرلمان للدورة القادمة وهذا ليس غريبا ليس لعدم قدرته لشغل مقعدا في البرلمان وإنما العكس هو الصح لا بل الأصح , ومع شعوري بنوع من المرارة لكن اعلم جازما أن النضال من خارج البرلمان يعطي القدرة على حركة أوسع وأقوى. وبالتالي لا يبقى مبررا لمن يقول ضرورات العمل قد تمنع الانتقاد المباشر بسبب دعم العملية السياسية. دعم العملية السياسية شيء وكشف السراق والسرقات والفضائح التي يقترفها حرامية القرن ال21 في سلطة الفرهود شيء آخر. أن حلبچة دُمرت وقتل أبناءها الأبرياء وتقام المآتم كل عام وفي هذا العام كانت الذكرى ال25 للكارثة ووقفت الهامات دقيقة حداد ,والضحايا وعوائلهم يستحقون ذلك وأكثر ولكن ماذا قدمت الحكومة في الإقليم لأهل هذه المدينة منذ عام 1991 وليومنا هذا ؟

لقد أقاموا نصبا للضحايا لكن الساسة المسيطرين على كل ثروات الإقليم والسلطة : نسوا "أن يبنوا بيتا واحدا لأهل الضحايا. أين تذهب الأموال ؟ وهذا يشمل كل العراق من شماله إلى جنوبه وهناك أمورا لا بد من كشفها ومن هنا يستطيع الحزب الشيوعي العراقي أن يقدم الكثير للشعب وأن يأخذ موقعا متميزا جديدا يحرك الشارع من جديد وهذا المطلوب لا غير. وبمناسبة ذكر حلبچة أن قائم مقامها هرب منذ 6 أشهر ولم يعرف احد أين هو ألان بسبب سرقاته الكبرى وقد عين شخصا آخرا مكانه لكن الجميع يعرف لأي حزب ينتمي ومن يدعمه, هذه نقطة من بحار السرقة المنتشرة في العراق كما سرقوا أموال أمانة العاصمة, ومن قبلهم أموال وزراء الكهرباء والدفاع والحديث يطول ويطول لكن أين اللجان التي تشكلت لفضح تلك السرقات الكبرى وما هي النتائج التي توصلت إليها تلك اللجان ؟ إنها في طيّ الكتمان لم يحن وقت نشرها لأنها تشكل أدلة تربص ضد الآخرين.

الإعلام المستمر المقروء والمسموع والمرئي والجيد لإدارة أية عملية انتخابية . تشجيع كل المبادرات التي من شأنها تعديل قانون الانتخابات. أن يكون الإعلام العين الساهرة لأداء البرلمان وإقرار القوانين وتعديل ما اتفق عليه ومن ضمنها الدستور وقانون الأحزاب . تشجيع الجماهير لإجبار البرلمان لإقرار القوانين التي تمس الشعب وليس النخب, استخدام كل الوسائل الممكنة والقانونية السلمية لتحقيق مطالب الشعب دون أي تردد. الشارع سوف يحسم سير البرلمان إن تلكأ.

كنت , وبمبادرة شخصية, قد أرسلت الرسائل الالكترونية والمقالات التي كتبتها عبر الانترنيت وعبر التلفونات الخلوية (الأس أم أس) لأصدقاء في العراق وفي السويد لتشجيعهم إلى التصويت لقائمة اتحاد الشعب. أحدى بنات احد أصدقائي وكانت رسائلي إليها لتشجيعها على انتخاب قائمة اتحاد الشعب قد أُصيبت بخيبة وقالت عمو لم نحصل على أصوات كثيرة. قلت لها لا يهم , هذه محاولة وهذه ليست نهاية المطاف, هناك انتخابات, سميها معارك , قادمة سوف نعمل معا من أجل الأفضل وسوف نربح المعركة لا محال.

على الحزب الشيوعي العراقي أن يفكر بوسائل الدعم المالي المستمر من أصدقائه وأعضائه منذ اللحظة التي انتهت بها الانتخابات,لا وقت لنضيعه مرة أخرى. وهناك الدعم البشري المهم جدا ,وهذا ما سوف أكتب عنه قريبا, راجيا تحمل صراحتي مقدما.

 

20100320




 

free web counter