| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                        الأحد 20/2/ 2011



 الزيدي..المالكي ..وجعفر الصدر..وتظاهرات المحتجين

محمود القبطان  

كثيرة هي المشتركات بين الأسماء الثلاث ولكن ليس بالضرورة في الايجابيات.ومع أخذ النظر بالاعتبار الأحداث الثورية في المنطقة العربية فما يحدث في العراق ليس بعيدا عن تلك الزلازل السياسية.

نجح نادي الأدباء وسقط كامل الزيدي
امتحان صعب مر به مبدعي العراق من فنانين وأدباء وشعراء عندما تجرأ كامل الزيدي وبمعيته مسلحين بغلق نادي اتحاد الأدباء العراقي بحجة حماية المواطنين من ما يحدث هناك!!وقد احتج هؤلاء المبدعون على تلك التصرفات التي لا تليق إلا بمن ورث سياسات وعنجهيات أقزام صدام ما قبل عام 2003 .خرج المبدعون في تظاهرات احتجاجية وسلمية ضد تلك الإجراءات التعسفية بحقهم وضد الحريات التي كفلها الدستور,والذي أعتبره مؤقتا لأنه لابد من تغيره,واستمرت الاحتجاجات الى أن ظهر المالكي بنفسه ليعلن إن ليس هناك من يحق له التضييق على الحريات التي كفلها الدستور,وفي كتابه التحريري في إعادة فتح النادي المذكور أشار بعبارة واضحة الى أن هذه التصرفات تأتي لتغطية فشل عمل بعض المؤسسات ومن يديرها.وقد أعلن المالكي في الفضائيات إن ليس هناك أية جهة تستطيع تقنين الحريات المكفولة دستوريا وقد عددها وفي الأخير ذكر ضمان الحريات الاجتماعية,ولو بنبرة صوت منخفضة,لكنه ذكرها ,ويعلم "حسين"كامل الزيدي وآخرون ماذا تعني تلك الحريات الاجتماعية.ومن جانبه قال الزيدي انه يبارك لاتحاد الأدباء إعادة فتحة وان لم يغلقه ولكنه "هدد" بإعادة غلق النادي إذا باعوا"خمرا" وسوف يتعرضون للمسائلة القانونية.وقد كان الزيدي قد صرح انه ليس هناك قوة في العراق تستطيع فتح هذا النادي,وهي إشارة واضحة في تحدي المالكي والسلطة التنفيذية.

وقد جاءت خطوة المالكي في إعادة فتح النادي متأخرة ولم تكن بمعزل عن الأحداث الثورية في المنطقة العربية,وكان عليه باعتباره رأس السلطة التنفيذية في حماية الدستور والحريات أن يُحاسب الزيدي ,لابل يقيله بسبب تصرفاته الغير مسئولة حتى لا يتجرأ أحد على الإقدام على تلك الأفعال مرة ثانية.

نجح المبدعون في الامتحان ..وسقط كامل الزيدي
في خطوة جريئة أقدم المهندس جعفر الصدر على تقديم استقالته من عضوية البرلمان احتجاجا على المحاباة وعدم العمل من أجل الشعب وتوقف بناء الدولة والفساد المستشري في كل كيان الدولة و المحاصصة.لقد برز اسم جعفر الصدر أثناء عملية تسمية رئيس الوزراء في الدورة الحالية كحل وسط بين المعترضين على المالكي,ولكونه نجل الشهيد محمد باقر الصدر.ولكنه لمعرفته بدهاليز العملية السياسية ابتعد عن الظهور وحتى قبوله بفكرة تسميته كرئيس وزراء ولتشبث المالكي بالمنصب .وقد بقى جعفر الصدر في البرلمان اعتقادا منه انه يستطيع أن يؤثر ايجابيا في عمل البرلمان,ولكنه اصطدم بجبال سياسية من الفساد وعدم الاكتراث بمعاناة الشعب وفقدان الخدمات ولذلك وجد نفسه بين مُفترق طرق أما أن يستمر ويكذب على نفسه ويبقى عضوا برلمانيا مع جيش من الحمايات وأكثر من 40مليونا من الدنانير أو أن يستقيل ويستغني عن كرسي البرلمان ويذهب ويتظاهر في الشارع من أجل توفير الخدمات والعمل للعاطلين عن العمل واجتثاث الفساد .فضل الحل الأخير ليضيف الى السياسة العراقية سابقة لم تحدث من قبل. رفض الامتيازات وفضل البقاء في الشارع وهذه تحسب له.ولم تكن هذه الخطوة بعيدة عن ما يحدث في الشارع العربي منذ أكثر من شهر.أما من يبقى في هذا البرلمان المهلهل والذي يستنزف الميزانية العراقية من"خردة" الرئاسات الثلاثة,فأن من يدعي انه يُحارب الفساد الإداري والمالي عليه أن ينظم الى جعفر الصدر ويطالبوا بانتخابات جديدة وتعديل الدستور ومحاسبة سراق أموال الشعب ومعاقبة المفسدين ومن يقف ورائهم,وإنهاء المحاصصة القومية والطائفية وتوزيع "واختراع"المناصب للترضية,وهذا ما وقع فيه أياد علاوي والذي فضح فيه نفسه بقبوله لحد ألان بمنصب لم يوكل إليه وسوف يمر الوقت عليه وهو ينتظر ويكشف زيف ادعاءاته بتفضيله المصلحة العامة على الخاصة.ولو كان له شيء من هذا لبقى في المعارضة ومن داخل البرلمان لتصحيح مسار العملية السياسية إن كان صادقا. وما زالت الحكومة غير مكتملة وسوف تبقى هكذا لفترة غير قصيرة والاجتماعات تتباعد فتراتها بين الخصوم وكل شيء مُعطل بإرادة المالكي و مستشاريه.

من هو التالي في الاستقالة من أعضاء البرلمان لينظم الى صفوف المحتجين؟

كتل التحالف الوطني تخرج في التظاهرات..
ليس غريبا أن يتظاهر مؤيدي التحالف الوطني ضد الحكومة بسبب فقدان الخدمات والفساد المالي والإداري.لكن الغريب إنهم,القيادات في المجلس الأعلى والتيار الصدري,استيقظوا وفجاءة من نوم عميق ليدعوا الناس بالتظاهر على فقدان الخدمات,وعلى لسان الحكيم وقيادات التيار الصدري وكأنهم لم يشتركوا في هذا الفساد والابتزاز .الم يكن سرقة تلك التصرفات والأعمال في الاستيلاء على بنايات وقصور الدولة دون حساب ورقيب؟الم يكن ترهيبا وترويعا للناس ببناء الجدران العالية لعزل مناطق في الكرادة لحماية المجلس الأعلى وانتشار المسلحين؟الم يكن فسادا في إغلاق الطرق الرئيسة من أجل حماية فرد لم يكن له وزنا سياسيا من قبل 2003 بسبب وصوله الى البرلمان بالتزكية أو التزوير والناس يبقون يدورون حول الشوارع لإيجاد مخرجا ما للوصول الى أماكن عملهم ولو متأخرا؟ألم يكن كذبا ورياء ً في الصحوة ما بعد أحداث تونس ومصر من سياسيين كانوا قد نعموا بنعمة الشهادات المزورة ويعفى عنهم مؤخرا ليخرجوا ألان ليعلنوا وقوفهم مع شيوخ لم يكن لهم وجود من قبل ليركبوا الموجة من الاحتجاجات؟الم تكن الخدمات مفقودة منذ ثمانية أعوام؟لماذا حولوا المساجد والجوامع والحسينيات الى منابر سياسية للتسقيط بدل أن تكون لتعليم الناس ودعوتهم الى العمل وعدم التجاوز على الشبكة الكهربائية وعدم التعدي على بناء ودور الآخرين ورفض الرشاوى والتزوير بالإضافة الى الموعظة الدينية إن كانوا مخلصين للدين؟

احتجاجات الحكيم والصدر صحوة متأخرة لركوب الموجة لكنها تسكن في خانة الكذب للتغطية على أفعالهم وأعمالهم التي أدت بالعراق مع حلفائهم الى ما وصل إليه بعد ثمانية أعوام.

سوف تخرج جموع الناس الى الشارع في 25 شباط وبكثافة ,وان أغلقوا ساحة الفردوس بسبب"الصيانة" ولكن هناك شوارع عديدة في بغداد وباقي المحافظات للتظاهر بسبب فقدان الخدمات والالتفاف على الحريات العامة وازدياد الفقر وفقدان الكثير من مواد البطاقة التموينية وصولا الى إلغائها حسب أوامر و"نصائح"البنك الدولي,والبطالة والفساد المالي.

على المحتجين أن يطالبوا بإزالة الحواجز الكونكريتية من كل أنحاء العراق لان إرهابي القاعدة والبعث لا يعوقهم حاجز ما ,لان من يتضرر من تلك الجدران هو المواطن العراقي.عليهم أن يطالبوا بكنس المفسدين من كل مواقع الدولة من أعلى المناصب الى أوطئها.لن يستقر العراق إلا بإعادة الانتخابات وبشكل سلمي وديمقراطي.على المحتجين أن يطالبوا ببرلمانيين بدون حمايات وسيارات مصفحة ,من يريد أن يعمل للعراق فأن من يحميه هو شعبه وليس المدججين بالسلاح,ومن يخاف على حياته البقاء في بيته لان العراق يحتاج لشجعان وليس مصاصي تعب الأجيال.وعلى المتظاهرين الحذر من دخول عناصر تخل بسلمية احتجاجاتهم وان تبقى محافظة على المال العام وعدم الانجرار وراء استفزازات تأتي من هنا أو هناك,عليهم إن يحافظوا على حضارية التظاهر ليس في بغداد فقط وإنما في كل أنحاء العراق.

ويستمر غليان الشارع في المنطقة كلها لتهتز وتسقط عروش ,وفي النهاية تنتصر الشعوب.

 

20110220



 

free web counter