| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               السبت 20/10/ 2012



العراق منقوص السيادة منذ عقود

محمود القبطان        
 
   مر العراق بمراحل قاتمة في انتقاص سيادته من قبل حكامه ودول إقليمية ودولية عابرة للقارات,نتيجة تصرف حكامها الذين لا يعرفون غير لغة القسوة ومصادرة حريات شعبهم,وفي النتيجة حتى تبقى السلطة بيد هذا الحزب الحاكم أو ذاك عليه أن ينبطح سياسيا أمام الأجندات الخارجية ثمنا وشكرا لبقائه في إدارة السلطة.والأطراف المتناغمة مع لحن السلطة تقبل بأي شيء لكي تستمر على امتيازاتها,وأن حدث ما يعكر هدوء سماعها لذلك اللحن فأنها تحاول الضرب على القفا لكي تنقص من احترامها للدولة والوطن.

    وفرضت الكويت البند السابع بتدخل أممي على العراق ومازال العراق مقيدا به نتيجة اعتداء صارخ عليها كدولة جارة للعراق من قبل رئيس عراقي أرعن ومجرم,ومازال العراق يئن تحت سياط البند السابع وما يتبعه من أضرار على الاقتصاد العراقي وقضم المئات من الكيلومترات على الحدود مع الكويت لصالح الأخيرة كنتيجة الخسارة في الحرب لنظام صدام,لابل تعدى القضم الصارخ الى أن وصل الى المواني العراقية أيضا وكان أول انتقاص للسيادة العراقية. وثانيها, دخلت القوات الأمريكية والبريطانية فأزاحت نظام صدام البغيض,بالرغم من عدم وجود في الأفق القريب وقتها من حل آخر.وثالثها,تدخل إيران والسعودية وتركيا بفرض أجنداتها على العراق كل من طرفه الطائفي المقيت لزرع الفتن بين مكونات الشعب العراق المتآخية دوما.ويمكن أن نعدد الكثير من الحالات لفقدان العراق لسيادته الى أن نصل ,وليس بالبعيد وصول وزير خارجية تركيا الى كركوك بدون إذن الخارجية العراقية والاجتماع مع مكونات المحافظة وكأنه في محافظة تركية.وحضور وزير الخارجية التركية الى كركوك لم يأتي اعتباطا وانما جاء بعد فرضه على قيادة الإقليم,أولا,وثانيا وكأنه وكيل لتركمان العراق ليقرر كيف سوف تسير الأمور بعد ذلك وليس من أجل أعمار المحافظة أو مساعدتها في حل قضاياها المعلقة.واليوم يأتي التدخل السافر في شؤون العراق من قبل تركيا في خرق صارخ جديد لسيادة العراق بتسيير أكثر من 128 حافلة للحجاج عبر الطريق البري الى مكة,والغريب ان تلك الحافلات سمح لها بالدخول من إقليم كردستان.وكأن العراق خارج الجغرافية والأعراف الدبلوماسية والأكثر غرابة أن كل ركاب الحافلات والذاهبين الى الحج كانوا من الرجال فقط.فهل أضربت نساء تركيا من السفر الى الحج عن طريق البر وعبر العراق هذا العام,أم إن هناك أمر خفي تحت يافطة الحج؟ثم لماذا تسمح قوات الحدود في الإقليم(البيشمرگه) لمسافرين عبر العراق بدون سمة دخول من السفارة العراقية أو قنصليتها  في تركيا؟هل يسمح لعراقي بالدخول الى الإقليم بهذه السهولة؟حسنا فعلت السلطات الاتحادية بإرجاع الحافلات الى من حيث أتت للحصول على سمات الدخول من قنصليات العراق في تركيا.

    ويعرف مسؤولي الإقليم مدى التوتر بين العراق وتركيا فلماذا يزيدون الطين بلّة؟أم إن هناك أدوات ضغط جديدة على الحكومة العراقية المترنحة والفاقدة لحلول أزماتها المتراكمة والمُرحّلة في الوقت الذي يرسل الإقليم وفدا للتفاوض الى بغداد؟ماذا يفيد الإقليم إذا ما حدث أمر خفي من إرسال المئات من الرجال الأتراك الى العراق بحجة السفر الى الحج,وهذا لا يمكن استبعاده وإن كان افتراضا؟هل حدود الإقليم تحترمها تركيا؟

   وسوف تستمر خروقات الدول المجاورة لسيادة العراق ما دامت العقلية التي تحكمه قاصرة على حل مشاكلها الداخلية والتي تركتها لحلول الدول المجاورة والعابرة للقارات.

 

20121018

free web counter