| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الجمعة 20/11/ 2009



قبطان السفينة يتخطى الأمواج بسلام

محمود القبطان 

لقد اتفق الحزب الشيوعي العراقي مع الأقرب إليه توجها في بناء العراق الجديد على إعلان كتلة اتحاد الشعب بعد ان حاول البحث عن شركاء من بين التيار الديمقراطي,لكن الكثير من هذه المحاولات لم تأتي ثمارها فقد تشتت البعض في هذا التيار وركضوا خلف وعود المقاعد البرلمانية أو على الأقل هكذا يتصورون. فمن كان شيوعيا و"تاب"لا يعتبر شريكا أساسيا لفترة طويلة مع أحزاب طائفية أو قومية,ومن كان في مدنيون و"تاب" أو في أية تسمية أخرى كان مع الشيوعيون يوما ما سوف لا يُؤتمن أيضا بسبب معرفتهم له من أن انتمائه لكتلتهم ذو صبغة أنانية وشخصية ومن أجل منصب هنا أو هناك أو مقعد في البرلمان القادم وسوف يفضلون على المدى المنظور أعضاء كتلتهم وقد تبرز بعد الانتخابات وتوزيع المهام انسحابات من بعض الكتل التي لم تتنازل لبعض من حلفائها ما وعدت به قبل الانتخابات.

اذن هكذا حسم الحزب الشيوعي وأصدقاءه التقدميين والديمقراطيين أمرهم ليخوضوا الانتخابات باسم الشعب تحت كتلة أو قائمة اتحاد الشعب.وهذا سر كبير لقائمة لا تركض وراء المناصب وإنما همها الاول والأخير بناء عراق ديمقراطي للجميع.

وكما زار الحزب بعض "العلمانيين"الذين اتفقوا مع الكتل الطائفية قبل بزوغ فجر اتحاد الشعب كقائمة بحد ذاتها زار الحزب آخرون لتنبيهه من ان قبوله بالانضمام أليهم,الكتل الطائفية,أفضل من أن يبقى خارج قبة البرلمان.لكن إصرار قيادة الحزب عن ابتعادها عن كل تشكيلة طائفية وعرقية كان الجواب الذي انتظره أعضاءه وأصدقاءه وأنصاره,وهذا كان المتوقع بالرغم من بعض المقالات التي ظهرت قبل القرار النهائي الأخير,والتي لا تخلو من الإخلاص وحسن النية,بإسداء النصيحة للانضمام الى قائمة دولة القانون. وكنت قد كتبت على ضوء هذه النصيحة أن انضمام الحزب الى أية قائمة طائفية أو عرقية سوف تعني انتحارا سياسيا وخيبة أمل للجماهير التي لطالما ساندت الحزب في كل الظروف الماضية. هذا لا يعني عدم التعاون بعد الانتخابات ومهما كانت النتائج التي سوف تحصل عليها قائمة اتحاد الشعب.والبقاء خارج البرلمان,وهذا سوف لن يحصل,أفضل ألف وألف مرة من الوقوف خلف الكتل الحيتانية الكبيرة الطائفية.

وفي حملة انتخابية جديدة ومن نمط متحضر شرعت شبيبة "حانت ساعة العمل"بطرق الأبواب لزيارة العوائل لشرح ما تريده قائمة اتحاد الشعب.ومن المفرح أن معظم هؤلاء من الشباب.وكنت قد أُقحمت في نقاش قبل فترة وأثناء النقاش حول الانتخابات,فكان أحد الجالسين قد "أكد" انه لم بقى في الحزب الشيوعي العراقي غير كبار السن,حيث الشباب في واد والحزب في واد آخر.كنت قد أخبرته ومن مشاهدة في التلفزيون عن أول احتفال لثورة أكتوبر في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فكان كبار السن هم من أحتفل وكان العدد قليل جدا قياسا لما كنا نراه سابقا قبل الانهيار,ولم تمضي سنة أخرى حتى خرج الشباب الشيوعي جنبا الى جنب مع "الختيارية"ليشكلوا تظاهرة كبيرة,وهكذا بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي فما ان استرجع الحزب بعضا من عافيته حتى انخرط الشباب في صفوفه وهذا ليس بجديد على الشعب المعطاء حيث رفد وسوف يرفد الحزب بخيرة أبناءه البررة,وقد أعطيت المعني الصور الجديدة شباب "حانت ساعة العمل" فسلّم صاحبي أمره الى الصور التي تحكي قصة الحزب الذي شيده فهد والذي لا يموت.

لقد أبحرت سفينة الحزب في البحر السياسي الهائج ولقد نجحت في عبور الأمواج العالية العاتية من الإرهاب والقتل والتهميش ووصلت الى الميناء بسلام ولم تخذل ركابها"الشعب", وسوف تستمر في الإبحار الآمن الى محطات جديدة مادام ان هناك قيادة"قبطان"حكيمة تعرف كيف تتخطى الأمواج العاتية ومعها العاملون في هذا السفر الطويل"الجماهير" لبناء عراق جديد وآمن وديمقراطي يضمن حقوق الجميع دون تمييز .


20091120


 

free web counter