| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 1/9/ 2009



سكاكين الإخوة في صدر وظهر العراق ..ولكن لماذا؟

محمود القبطان
 
سبحان الله ما ان تمر مدة قصيرة على حدث أو أحداث الا وتثار بوجه شعب العراق قضية جديدة ودمار وقتل وكأن الشعب الذي اكتوى بالحروب العديدة لم يكفيه أن قدم الآلاف من الضحايا,وميزانيته تضخ ما فيها للخارج لكي ترضع من ينتظر أو من يريد الوقوع بهذا البلد. فلم تمر أيام على الانفجارات الدامية الا وتوترت الأجواء مع سوريا, وبدأت الوساطات من الجيران لتصفية الأجواء,ومن قبلها سلسلة سرقات ومحاولة سرقة البنوك وما أحدث ذلك من ارتباك على كافة الصعد .

وقبل هذا وذاك كانت الأجواء مع "الشقيقة" الكويت قد توترت عدة مرات بسبب الديون التي تركها على رقبة الشعب العراقي الطاغية المجنون بسبب رعونته واستخفافه بأموال الأجيال القادمة ,ولم تلتفت الى ذلك حتى عائلته التي شاركته الجنون والسرقة فلهفت" ما استطاعت قبل مغادرتها,وكأن المليار دولار وأقل بقليل مثله من اليورو التي سرقها المجرم قصي من البنك المركزي في 7 نيسان 2003 لم يكن كافيا.

كل هذا والشعب العراقي كان يتضرع من الجوع والعوز. وتتراكم المآسي والديون وتكثر المطالبات بالتعويض,ولكن من أين يكون الدفع وعجلة الإنتاج معطلة ما عدا النفط ؟ العالم "الكافر" غير الشقيق تنازل عن معظم ديونه وبعضهم تنازل بالكامل عن ديونه القديمة ,ربما ليشتركوا بالاستثمار والدخول الى السوق العراقية الواعدة ,وهذا حق لهم ويستأهلون, لكن ما يدمي القلب هو موقف الحرامية العروبيون الذين جننوا صدامهم وأدخلوه بحروب لا ناقة للشعب العراقي فيها ولا جمل , لكنها دمرت العراق وجيلين من الشباب جراء ذلك.

الى أن أحتل الكويت الذي لطالما تشبث حاميهم بالدفاع "عن السعودية اذا دخل جندي سوفيتي فيها" حسب ما ذكره في إحدى خطبه الجنونية في 1979 ولذلك ولأنه خائن لكل وعوده أحتل البلد الصغير والجار , الكويت. وجراء ذلك يدفع الشعب العراقي فاتورة تهوره ليومنا هذا.

إصرار الكويت على التعويضات وإيقاف كل محاولة من جانب العراق للخروج من البند السابع الذي يكبل العراق بكل تحركاته الاقتصادية الى حد ان " الشقيقة" الكويت وقفت حجر عثرة أمام شراء طائرات للخطوط الجوية من كندا,وبغض النظر عن أصولية هذه الصفقة وكما ورد اليوم على الانترنيت, لكن موقف الكويت لا يتصف لا بالإخوة ولا بالجيرة ولا يتفق مع الإسلام الذي يتشبثون به, وسوف تظل العلاقات بين البلدين في حالة ركود لا بل تشنج من فترة الى أخرى وهذا ليس في صالح الكويت أولا ولا في صالح العراق ثانيا لأنه يعطل التقدم والبناء.

وما أن يحاول العراق أن يتقدم بأمل الى الأمام ولو خطوة واحدة الا ويرمى بسكين جديدة في الظهر ليوقف المسيرة , ان كانت هناك مسيرة فعلا في البناء.

اتفق الجميع ,بقناعة أم من عدمها, على أن يكون العراق فدراليا وديمقراطيا يعتمد أسلوب التدوال السلمي للسلطة عبر الانتخابات "النزيهة",هكذا يقول الدستور المحنط, ويتمتع إقليم كردستان بخاصية نظرا للظروف غير الطبيعية وعلى مر عقود من السنين لما تعرض إليه الشعب الكردي من تعسف الحكومات المتتالية التي تعاقبت على حكم العراق.

وألان وبعد أن انقشعت غيوم الظلم والقهر عن الإقليم خاصة وعن العراق عامة جرت انتخابات عامة وللإقليم وللمحافظات ويتمتع الشعب العراقي ككل بحريات لم يعهدها من قبل. حصل إقليم كردستان على 17% من الميزانية العامة للدولة, وبدأوا باستخراج النفط من المنطقة بالرغم من أنف الحكومة المركزية والبرلمان,وأزادوا فبدأت المطالبة بالمناطق "المتنازع عليها" كما يحلو للقيادة السياسية الكردية تسميتها,وأزادوا فثبتوها في دستورهم الذي اقروه بالإجماع ليحرجوا به الحكومة المركزية كأمر واقع,وكما صرح بذلك قبل أيام كريم أحمد الذي تحول الى قومي أكثر من أي قومي آخر, حيث يريد الشيوعي المخضرم كما يدّعى ألان, تثبيت حدود كردستان .

وألان يخرج رئيس الإقليم مسعود البر زاني, وفي خضم مأساة الأربعاء الدامي في 19 آب وتداعيات الحدث على كافة الصعد, يخرج رئيس الإقليم ليطالب الحكومة المركزية بتعويضات الإقليم,لاحظ هنا ليس الشعب الكردي,عن الحروب التي شنتها الحكومات السابقة على الإقليم, وهذا نص قوله لأحدى الصحف الأجنبية التي التقاها قبل يومين, ويضيف ان على الحكومة المركزية ان تبني 80 قرية حديثة هناك.

البقرة الحلوب, الحكومة المركزية, عليها الدفع الى الكويت ولإقليم البرزاني الكردستاني وربما للصومال وكما لا يخفي الى المصريين بسبب تعطل أعمالهم في الكويت والى البنغلادشيين وغيرهم ,نتيجة جنون الحكومات السابقة.!

وهنا يثير السيد رئيس الإقليم أكثر من تساؤل مشروع وهو: لماذا هذا التصعيد ألان بالذات؟

وأين تذهب أل 17% من ميزانية الحكومة المركزية لإقليم كردستان ومنذ أعوام عدة؟

وأين تذهب واردات الكمارك ومنذ أكثر من عقدين من الزمن؟

وهل أعلن الانفصال تماما عن المركز ليطالب الإقليم "الدولة" بالتعويضات ؟ اذا كان الجواب أن الإقليم ما زال داخل الدولة التي تسمى لحد يومنا هذا العراق ,فلماذا لا نطالب ببناء العراق من أقصاه الى أقصاه دون تمييز والشعب العراقي يستحق ذلك بكل ألوانه وأطيافه ؟

الحروب الإجرامية التي شنت ضد الشعب الكردي كان فيها على الدوام من الأكراد الذين تعاونوا مع الحكومات السابقة ,وألان تطالب الجهات الرسمية السياسية الكردية بالقصاص من مجرمي الحروب من العرب ، لا سيما التي شنها نظام صدام المباد, لكن هل رأى او سمع احداً من الناس المظلومين أن كرديا أحيل الى المحاكمة ووقف الى جانب سلطان هاشم أو غيره من العسكريين في النظام السابق ؟ هل تبخر هؤلاء " بويتنا وأحنا نلعب بيه " ؟ ترى من يحاسب السراق من البيشمركة التي سرقت بنوك الموصل وأمام كاميرات المصورين الأجانب وهم يسحلون أكياس النقود؟

وتأتي السكاكين على ظهر العراق وهو يريد أن يدبر أمره مع الكويتيين, وما أن يستدير تأتيه السكاكين على صدره وبتفجيرات,19 آب الدامي, حيث خلطت الحابل بالنابل فلم يستطيع أحد ليومنا أن يثبت باليقين من دبرها أو من منهم المدبرون هل البعث, القاعدة,إيران عبر فيلق القدس,الصدريين , أم تيار من المريخ ؟ كل الاحتمالات أصبحت واردة.

وما أن يبدأ (العمال,الموظفين) لان في العراق لا توجد طبقة عاملة , بتنظيف أماكن الانفجارات ,يريد العراق أن يستدير الى جهة أخرى حتى تأتي "سكاكين الإخوة في الوطن والدين والجوع والشبع والقهر والحرية,القيادة السياسية الكردية لتطالب بتعويضات على الحروب التي شنت على ارض كردستان العراق على مدى 70 عاما وبناء 80 قرية,ولا اعلم لماذا هذا الرقم فقط وإنما يمكن إضافة 70 أو 90 قرية أخرى,على قاعدة: طالب أكثر تحصل أكثر.

هذه هي تصرفات القيادة السياسية الكردية التي لا تخدم مصالح الشعب الكردي خاصة ولا مصالح الشعب العراق عموما.

أن صب الزيت على النار يحرق الجميع دون استثناء. فهل يعي المعنيون من سياسيي الإقليم هذا؟



20090901


 

free web counter