محمود القبطان
الأحد 1/4/ 2012
تعهد مَن ولِمَن... والقمة العربية ال23محمود القبطان
مازال حدث اقتحام مقر جريدة طريق الشعب يشغل بال كل الوطنيين العراقيين وردود أفعال من أحزاب وفعاليات عراقية وعربية.ربما تصور من أشار بإصبعه من الجهة المقابلة للمقر في السماح لبقايا البعث في الجيش أو الشرطة باقتحام المقر والعبث بأثاثه البسيطة وليست الفخمة والمذهبة والعريضة التي تسع لفيل كما في الدوائر العليا وخصوصا عندما يجلس المسؤول ويديه بالكاد تصل الى أطراف الكرسي لبعضهم,,تصور,أو تصوروا, أن الأمر سوف يتعدى بخير ومادام الناس منشغلة بالقمة العربية وما يشغلها كيف سوف تتدبر أمور عيشها ,لاسيما الكسبة,خلال 10 أيام طويلة خلال العطلة الجديدة,لكن ما قرأناه اليوم أن آمر اللواء الثامن,ربما,ذهب الى المقر وأعتذر "لسوء التصرف والعبث بالأثاث"وأمر بالتعويض المادي..هكذا وببساطة جاءوا واعتذروا. ولكن لم يفصحوا عن التعهدات التي اجبر الحراس عليها وعلى أوراق بيضاء,واتفق مع الأستاذ د.كاظم حبيب حين قال كان على الحراس أن لا يوقعوا على أية وثيقة أو ورقة.لأنني أعتقد,إن ما وراء ذلك التعهد أمور خطيرة سوف يظهروها مستقبلا في الهجوم أو الاقتحام القادم,وهي سلسلة سوف لن تنتهي إلا بتطبيق قوانين احترام حقوق الإنسان والحريات ولإشاعة الديمقراطية الحقيقية,وهذا لعمري سوف لن يراه العراق في ظل حكومة الشراكة اللا وطنية التي لا تحترم الدستور ولا المواثيق الدولية بخصوص حرية التفكير وحرية الأحزاب والصحافة وحرية المرأة .
مَن يتعهد لِمَن؟
أعتقد,وبديهي,أن تقدم الحكومة بأسم رئيسها المالكي وباعتباره القائد العام للقوات المسلحة,القوة التي هاجمت المقر بدرايته,اعتذارا صريحاً يذيعه الناطق بأسم الحكومة علي الدباغ أو من ينوب عن المالكي وأن يتعهد بأن لا تتكرر مثل هذه الاقتحامات,وأن تمزق التعهدات التي اجبر عليها الحراس,وأن تسترجع كافة ألأسلحة التي صادرتها القوة الهمجية المهاجمة وكأنهم عثروا على معمل تفخيخ السيارات في بغداد,ولم يخجلوا من العبث مكاتب قيادة الحزب البسيطة وسكرتير الحزب هو نائب سابق,ضربوا كل الأعراف والتقاليد التي يتبجحون بها عرض الحائط لمجرد أن 31 آذار قادم.المجرم مشعان الجبوري يعفى عن جرائمه اليوم وغداً عزت الدوري وحارث الضاري بعد أن أكد لهم الإرهابي م.الجبوري بضرورة الرجوع للعراق ونسى القضاء"المستقل" العراقي دماء الأبرياء التي هُدرت طوال التسعة أعوام السابقة بروح طائفية وإجرامية لم يعرفها العراق من قبل.والمفارقة الكبيرة والمحزنة بينما يتنازل العراق عن دماء أبناءه لأجل المجرم المدان الجبوري في حين تقيم ليبيا دعوة ضده لمساندته ألقذافي الهالك ضد ثورة الشعب الليبي,تكتب الفضائيات اليوم على شريط أخبارها أسفل الشاشة,ماذا يقول عبدالخالق حسين بعد أن تيقن من الخبر؟هل سوف يبحث بين دفاتره تبريراً جديداً لفعل رأس الحكومة وبواسطة البعث القديم والدعوچی الجديد عزت الشاه بن "ال"دوري. يقول حسين ربما ,اذا صح الخبر,إن الحكومة سوف تستخدمه لاكتشاف الإرهابيين.ومع هذا يعتبر ذلك الفعل جريمة,حسب جوابه لي أمس الأول ,وماذا يترتب على مثل هذه الجريمة ,يا د.عبدالخالق حسين,وحسب القانون العراقي؟ولكي لا نتعجل بالأمر,كما يطلب السيد حسين,لنرى ماذا سوف يكشف لنا الإرهابي الجبوري من شبكات الارهاب التي أمتلئ العراق بها؟اليوم التقيت بمهندس متدين جدا ويميل الى المالكي,وتجنبت الحديث عن المجرم الجبوري والعفو عنه وعن جرائمه,فقد رأيت الصديق في قمة الاحتقان حيث قال:كنت قد أبقيت خيطا رفيعا للمالكي في نفسي عسى أن يحدث شيء ليصلح ما دُمِر,لكن بخطوته بالعفو عن الجبوري قطعت هذا الخيط ولا أمل في الإصلاح في ظل هذه الحكومة وهذا الشخص,ولا أمل في قضاء مُسيس بعد.ويعلم ,كغيره ,إن العفو عن المجرم الجبوري جاء من أجل عيون بعض دول الخليج الداعمة للإرهاب والقتل.
القمة العربي في بغداد
لا أتكلم عن تكاليف القمة فهناك من هو أكثر علما وإطلاعا بها مني ,لكنني أريد أن أؤكد على حقيقة أن العطل الرسمية ازدادت ب50 يوما عن سابقاتها وهو أربعين يوما لشهر محرم وعشرة لشهر صفر إضافة الى العشرة أيام القمة لموظفي وكسبة بغداد,وقد تثبت هذه العطل بعد أن تعتزم الجهات المعنية دينية بإمرة أحزابها وحكومية بعقد مؤتمرات جديدة دورية وسنوية حتى يكون عدد العطل والتعطيل عن العمل في العراق سبعة أشهر أو أكثر بقليل.وبالمناسبة الأمين العام لمنظمة العمل الإسلامي أشاد بالمؤتمر العربي وطلب من العراق عقد مؤتمره القادم في بغداد بعد أن رأى حسن الترتيب والضيافة وحصر الشعب في بيوتهم لتأمين سير السيارات المصفحة للوفود.ماذا جنى العراق من كل هذا؟انتهاء عزلته من محيطه العربي بترأسه المؤتمر لعام كامل.نعم هذا يحصل مثلما كانت الدولة العظمى قطر تدير الجامعة العربية ودويلاتها كما تريد.وماذا عن الحضور؟
قبل أسبوعين من انعقاد المؤتمر هذا ظهر على الفضائية العراقية د.جاسم الموسوي وأستاذ في جامعة بغداد,ربما,حيث قال إذا لم يحضر من الملوك الرؤوساء أكثر من النصف,وتحديدا 13 أو أكثر على العراق أن يطلب تأجيل المؤتمر.ماذا قال أمس:لقد نجح المؤتمر بامتياز والعرب يحتاجون العراق وليس العراق يحتاج العرب.
ملك الأردن.لم يحصر وأرسل مندوبه وأكيد بضغوط قطرية وسعودية حيث من هناك تنهال عليه الأموال لتمشية أمور مملكته.وربما يريد النفط العراقي مجانا له ,لأنه يسمح للعراقيين بالإقامة في بلده,وربما سوف يبيع البنزين وباقي المشتقات للعراق بالسعر التجاري العالمي.
ملك البحرين لم يحضر.ولنفس السبب بضغوط من السعودية وقطر إضافة الى موقف العراق من الانتفاضة البحرانية التي جيرها العراق طائفيا وعطل البرلمان عمله عشرة أيام للكسالى تضامنا مع الشعب البحراني في وقت كان على البرلمان أن يعمل ساعات مضاعفة لشعبه ليري ألآخرين مدى جديتهم في إسعاد الشعب العراقي.و"جلالة" الملك وزير الخارجية, وطمأن السيد المالكي الوزير البحراني إن العراق لن يتدخل بشؤون الدول العربية الأخرى وإن شعوبها هي التي تقرر ماذا تريد في إشارة لانتفاضة الشعب البحراني .وزادت البحرين في تكبرها حيث أعلنت أن الحظر على الطائرات العراقية والإيرانية سوف يستمر ,ولم يمضي أكثر من يوم على انتهاء مؤتمر القمة التي أكدوا فيه على التعاون الاقتصادي!! ولم يشر البيان الختامي للمؤتمر الى انتفاضة الشعب البحراني بينما أشارت وبإسهاب الى انتفاضة الشعب السوري والقارئ الكريم يعرف السبب.
قطر أرسلت المستمع سفيرها في الجامعة والذي لم ينبس بكلمة واحدة في المؤتمر ,حسب أوامر أميره المفدى.ويقول الحمد رئيس الوزراء كان بأمكاننا أن نرسل وفدا أعلى لو كانت العراق قد انصف السنة.ويبدو أن أمير قطر ورئيس وزرائها أصبحوا وكلاء على سنة العراق الأشراف.
السعودية أرسلت سفيرها في الجامعة العربية أيضا وقد تفضل وتكلم في المؤتمر مشكورا.
كيف سيتعامل العراق ووزارة العدل العراقية مع مجرمي القاعدة من السعودية مستقبلا من خلال عدم وصول وزير خارجيتهم حتى للمؤتمر؟
الإمارات العربية نفس التمثيل الواطئ في المؤتمر بالرغم من إن العراق لم يكن له مع الإمارات أية مشكلة,لكن أوامر فوقية من قطر والسعودية أملت عليهم التمثيل الهزيل هذا بالرغم من الاستثمارات الكبيرة لها في العراق.
تونس.مثلها رئيسها المؤقت والذي أعتذر باسمه وباسم حكومته وشعبه على اشتراك بعض مواطنيه بالإرهاب في العراق وقتل الأبرياء.جرأة وصراحة كبيرتين تستحق الثناء,لابل زاد بأن هناك اتفاق بإلغاء سمة الدخول الى تونس للعراقيين.
الكويت حضرت بأعلى تمثيل بحضور أميرها ليس تمردا على الاتحاد الخليجي وإنما لحل المشاكل العالقة مع العراق والتي تقلقها حتى وإن حل القانون الدولي مكان القوة.
وأخيرا شكر السيد المالكي الجميع على المتاعب والمضايقات التي رافقت المؤتمر شعبا ووزارات وقوات أمنية,ونجح المؤتمر.وأهم "نجاحات "الخطة الأمنية أثناء تطويق بغداد من 25 الى 29 آذار هو الهجوم على مقر الحزب الشيوعي العراقي حيث مُنع الإرهابيون من الدخول الى بغداد,ولو لحين.
يا أصدقاء وأعضاء ,وأنصار الحزب الشيوعي العراقي:ليكن احتفالكم في سينما سمير أميس وفي حدائق أبو نؤاس مميزاً وكبيراً وتأكيدا لوجود الحزب من أجل الوطن والشعب الذي لم ولن تخيفيه خطط وأساليب بقايا البعث القديمة والجديدة.
لتبقى راية 31 آذار عالية وخفاقة في ربوع العراق رغم كل الأراجيف والافتراءات.
20120330