| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 1/4/ 2010



حمى الفدرالية وموقف الإعلام اللامسؤول

محمود القبطان  

لقد أصبحت نتائج الانتخابات في حكم الاتفاق عليها بين الفائزين,رضينا أم أبينا,حتى وأن اختلفوا الفرقاء فهناك نتائج أقرتها الأمم المتحدة وبعد ضغوط خارجية متعددة ولذلك كل طرف رابح في الانتخابات ,مهما ارتفع صوته الاحتجاجي,ذهب للإقليم ليلتمس السماح بتشكيل الحكومة القادمة,هذا شأنهم,ولكن ما هو السبب في تصاعد وتيرة المطالبة بتشكيل إقليم البصرة وفي هذه الأيام بالتحديد؟

لقد حاول عراب الفدرالية في البصرة القاضي وائل عبداللطيف أن يفرض واقعا جديدا في البصرة بعد صولة الفرسان وحرك كل ما استطاع من إعلام وشخصيات لتنفيذ فكرته ومن معه.واستقر الرأي على أن يجري استفتاء في البصرة وفي حالة حصول 10% من الأصوات يُحال الطلب إلى مجلس النواب ,لكن ليس دائما تجري الرياح كما تشتي السفن ,فلم يصل التصويت إلى النسبة المُقررة ففشل المقترح.

والكل يعلم أن شهية فكرة الفدرالية في البصرة جاءت بالضد من مطامع المرحوم عبدالعزيز الحكيم في إقليم الوسط والجنوب والتي فشلت هي الأخرى فشلا ذريعا وعلى أنقاضه تبنى القاضي عبداللطيف الفكرة والتي أجهضها أهل البصرة أنفسهم دوم تدخل دول الجوار"الحريصين"على تقدم البصرة.

كان حزب الفضيلة حاكما للبصرة ويعرف الجميع كيف أتى هذا الحزب وسيطر على البصرة في أول انتخابات برلمانية ويعرف الجميع ماذا حل بالبصرة بعد سيطرة ميليشيات جيش المهدي ومن ثم عصائب أهل الحق والقتل العشوائي الذي انتشر كأي مرض وبائي فلت من السيطرة.تقدمت الحكومة إلى البصرة وضربت هذه الميليشيات بقوة ,والتي ذكّر بها اليوم مقتدى الصدر بمناسبة التحالفات الجديدة,وسوف لن ينسوا للمالكي فعلته في ضربهم ولذلك يقفون ضده برئاسة الوزارة مرة أخرى,وحصل الانفراج المؤقت وتنفس الناس الصعداء وبدأ الشارع البصري يمتلأ بالناس مرة أخرى.

لكن هذا الانفراج لم يطول حيث ما أن فاز حزب الدعوة بانتخابات مجالس المحافظات في البصرة حتى بدأ حصر الأنفاس يشتد مرة أخرى على البصريين.ولم تمضي سنة على تلك الانتخابات المحلية إلا وحلت مناسبة انتخابات البرلمانية.وسيطر حزب الدعوة باسم ائتلاف دولة القانون على البصرة .ألان تبدأ قصة الإلف ميل!

يظهر يوميا تقريبا على الفيحاء"الحيادية"رئيس مجلس محافظة البصرة,وليس محافظها, بفكرته الجديدة القديمة بضرورة جعل البصرة إقليما,وقد هدد الرئيس الجديد بقطع النفط عن بغداد في أول تصريح له إذا بغداد أصرت على المركزية وإذا لم تفرز الأصوات يدويا ووو.هذا التصريح يشبه,كما ذكرت سابقا تصريح مصبح الوائلي محافظ البصرة السابق عندما سمح خبرا مفاده إن المالكي يعتزم إقالته من منصبه.هذه أولا خطوة نحو الإقليم وبشجاعة لا نظير لها ويعني بعد كل مشكلة الإقليم مع المركز بهدد الرئيس الجديد بقطع النفط.كل هذا جرى والسيد القاضي وائل عبداللطيف لم يسمع صوته لأنه ائتلف مع الائتلاف الوطني العراقي وتحت عباءة السيد الحكيم حيث إن المجلس الأعلى ألغى الفكرة,لكن من أخذ الأمر على عاتقه في الترويج للإقليم هو محمد الطائي مدير قناة الفيحاء.

الأمر الذي يُسوق له رئيس مجلس البصرة هو الإقتداء بفدرالية إقليم كردستان ويقول سوف تكون حكومة في البصرة ورئيس وزراء ورئيس إقليم أسوة بإقليم كردستان مع ابتسامة نشوة النصر المبكر, والتطور الذي يشهده الإقليم هناك بعيدا عن الدولة المركزية.هذا الإنشاء جميل,حيث العمران وأهل الإقليم يديرون شئونهم بأنفسهم.لندع الأرقام والحقائق تتكلم.

إقليم كردستان جاء بعد سقوط النظام كتحصيل حاصل للاتفاقات في المعارضة العراقية السابقة التي أقرت الفدرالية لمحافظات الشمال الثلاث حيث لم تكن بينهما لا كركوك ولا مناطق متنازع عليها تصل بدرة وجصان,وربما قليل من البصرة.نعم في إقليم كردستان ومنذ 19 عاما حدث عمران وبناء وهناك القرية الألمانية والإيطالية والفرنسية وووو لكن من يملك هذه القرى السكنية الحديثة والجميلة ومن اشتراها ؟وهل بنيت في حلبچة أم في المدن؟ماذا استلم أهل الضحايا في هذه المدينة المنكوبة وغيرها من القرى من حصة الأعمار الذي حصل في مراكز المدن الرئيسية؟الإقليم يستلم 17 مليار دولارا سنويا كما هو في 2010 أي أكثر من ميزانية سوريا ب1 مليار دولار,ونفوس سوريا 24 مليون نسمة وفيها 14 محافظة (حسب ما كتبه د.ماهر البغدادي في صوت العراق في 29 آذار)أما الرواتب الخيالية التي يتقاضها المسئولون فحدث ولا حرج.أما في البصرة فتروج الفيحاء وعن لسان رئيس مجلس محافظتها للفدرالية أسوة بإقليم كردستان.فهل تلك التجربة مثالية لابد من تكراراها ليستفيد سياسيوها دون شعبها؟ هل تريدون إزالة الفقر من حي الحيانية وخمسة ميل والجمهورية والتنومة والمدينة والأطراف الأخرى بتجربة لن يحصد ثمارها غير "أبطالها".هل عمل أحدا من الذين وصلوا إلى حكومة البصرة (هكذا يحلو للبعض إن يقول حكومتنا شعورا بالعظمة)على العمل من اجل تعيين الخريجين؟أم هل راقب احد من السياسيين عمل البلدية؟هل انتهت التجاوزات على أملاك الدولة؟هل شاهد البصري شارعا نظيفا ومبلطا طيلة السبع سنوات من حكم الإسلام السياسي المتخلف.هل من ركب حصان المحافظة في البصرة كان مؤهلا لإدارتها أم كان الهم الأول والأخير سرقة أموال الشعب؟أين يوجد العذر المشبوه في فكرة الإقليم؟يدعي الرئيس"الجديد" إن المركزية الشديدة تعطل الأعمار في البصرة والنهوض بها ولكن ماذا قدم الإسلام السياسي الحاكم منذ 7 أعوام؟أين ذهبت الأموال الخرافية ؟وأين الأعمار؟مندوب شركة شيل يقول العراق يستورد الغاز من إيران في الوقت الذي يحرق في العراق؟ لماذا لا تعطى الاستثمارات إلى شركة شيل إذا كان هذا القول صحيحا؟من الذي يمنع رفع الغوارق من شط العرب وبسرعة؟هل إن الحكومة المركزية هي المُعطل لكل هذه المشاريع العملاقة؟ إذا كان كل شيء يأتي بأمر من الحكومة المركزية كيف تعمل الموانئ والمستشفيات وباقي المؤسسات في البصرة؟أم إن شهوة(اقرأ حمى)الإقليم وصلت إلى رئيس المجلس الذي كان يسكن في الإيجار ومعلوم نوع عمله قبل سقوط النظام ومجرد أن تبوأ منصبه الجديد اشترى البيت نفسه ويحلم بأن يكون رئيسا للإقليم.مدير الموانئ الأسبق المرحوم مزهر الشاوي كان يعمل بأمر الحكومة المركزية بعد ثورة 14 تموز لكنه جعل من المعقل جنة من جنان الدنيا ووزع الأراضي في حي الأندلس على كل الموظفين والذين كانوا يسكنون في بيوت الحكومة التابعة للموانئ بإيجار يكاد يكون مجاني مع الأثاث البيتية الرئيسية.موظفي شركة نفط الجنوب كانوا يسكنون في أجمل البيوت الحكومية مع أفضل الرواتب.ليفتح مسئولي البصرة أعينهم وينظروا ماذا حل ببيوت المواني وشركة النفط بعد تمليكها لاسيما بعد السقوط؟ربما يعلم الجميع ,وهو ليس سرا,إن سلام المالكي اشترى بيتا في المعقل الذي كان مخصصا للمهندسين وكان قد سكن فيه عندما كان وزيرا للنقل ومساحته 1150 مترا مربعا اشتراه بسعر تمر ألزهدي.المشكلة يا أيها السادة هذا الفساد المالي والإداري وليس الحكومة في بغداد,وهذا لا يعفي الحكومة المركزية من أخطاءها في الروتين المحاصصة ,هو السبب الرئيسي خلف كل الإخفاقات التي تحدث في كل العراق والبصرة واحدة من المحافظات التي ظلمت بالرغم من مواردها الطبيعية .سوف لن يعينها تأسيس الإقليم لان الفساد قد استشرى في كل مرافق الدولة ودون استئصال هذه الآفة سوف لن ينهض العراق .احد الإسلاميين قال في مجلس فاتحة مؤخرا من ضمن الأحاديث التي دارت (إننا استلمنا الدولة بعد أن أتوا بنا من الخارج ولا خبرة لنا في إدارتها وفشلنا).الدولة كلها ملتهية في تقسيم الوزارة والحصص على الفائزين والوطن والمواطن في آخر القائمة التي سوف لن يصلوا إليهم إلا في الانتخابات القادمة وعندها سوف تنبري الأصوات التسقيطية فيما بينهم من اجل مزيدا من السلطات وإعادة الانتخاب لوزارة ربما ثالثة والمتباكية على تعاسة الشعب الذي لم يستلم شيئا منهم. .

على الإعلام أن ينظر للعراق بعينين ومرة واحدة.أن يقول لماذا هذا الجوع والأمية منتشرة في العراق؟ماذا سوف ينال الفقير من الإقليم هنا وهناك ولنا تجربة في شمال العراق؟أمس 30 آذار وعلى الفيحاء يسعد صباحك يا عراق تقول المذيعة :أليكم مناظر خلابة من البصرة تكحل العيون بجمالها والخ من الكلمات الجميلة وإذا بأول منظر لشط العشار الذي أصبح حاوية للنفايات والخراب الذي يلف منطقة العشار,فأي كحلة توضع على عيون المتلقي من الصباح الباكر؟لماذا لا ينتقل السيد الطائي إلى البصرة مع فضائيته ليكون مركزه هناك للبث المركزي وهو ألان مستمر في برنامج التوجيهي للفدرالية وترويجها من البصرة شخصيا؟

كل الشعوب تبدأ بالبناء معتمدة على كوادرها وتحسين ظروف معيشة الطبقات المحرومة عبر العمل والإنتاج وتقديم الخدمات الصحية والتربوية والبلدية والكهربا والماء الصافي الصحي وكل الخدمات ومن ثم يقرر الشعب هل يؤسس لفدرالية أم حتى ينفصل أن أراد وليس العكس الإقليم ثم الخدمات .

هل تستطيع فضائية الفيحاء أن تؤسس لبرامج أكثر عراقية وتدعو إلى العمل وعلى كل المستويات وتفضح المعطلين في بناء الدولة بحيادية تامة وتفضح الفساد والفاسدين ومن يقف ورائهم وتقول مثلا أين أموال محافظة البصرة التي اختفت في إحدى أدراج مكاتب السادة الكبار الصغيرة جدا؟

 

20100331




 

free web counter