| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 19/5/ 2009



ما بين المشهداني و....الحكيم

محمود القبطان

يمثل كل من السيد محمود المشهداني والسيد الحكيم الابن تياران سياسيان إسلاميان متعصبان,الأول ينتمي الى جبهة التوافق والثاني الى المجلس الإسلامي الأعلى وقد مثل كل منهما الوجه المتعصب لطائفته التي لم يكن للشعب العراقي رأي فيه لاسيما وان كلا الجبهتين عدّت نفسها ممثلة, ولو زيفا, لتلك الطائفة التي تتكلم بأسمها.

ينطق المشهداني بتصريحات غاية في السذاجة حيث يريد من الناس تصديق أكذوبة بعثية لطالما تشبثوا بها وهي أن الشيوعيين قتلوا ودمروا واعتدوا الى آخره من الأكاذيب التي لا تنطلي على أي إنسان ذو وعي وعقل سويين. يذكر "بإرهاب" الشيوعيين في عام 1958 وهم يذكرون عام 1959 وهذه أول فلتة من السيد المُقال. وإذا تكلم عن عام 1959 فليذكر لنا حادثة واحدة تعرض لها من قبل الشيوعيين. وإذا يريد طمس الحقائق فما تلقاه الشيوعيون في عهد الشهيد عبدالكريم قاسم لم يتعرض له أي بعثي , وكانت مظاهراتهم لا تلاقي الاعتقالات والضرب بالعصي من قبل رجال الأمن كما كان يتعرض لها الشيوعيون.

وإذا يريد من دجله إن يذكر بأحداث الموصل وكركوك فليرجع الى أرشيف شركات النفط العالمية ودورها في كل ما حدث والمخابرات المصرية ،وإذا أراد إن يذكر بأرقام القتلى فليرجع الى كتابات الكاتب المبدع السيد حامد الحمداني والسيد جرجيس فتح الله.

اعتاد الناس في العراق على ترهات سمعوها من فم السيد المشهداني لاسيما عندما كان يدير مجلس النواب وبفشل لا يحسد عليه وتدخلاته الفجة والتلفظ بكلمات لا تليق إلا بسياسي فاشل وصل الى أعلى المواقع عبر التقاسم الطائفي العفن الذي أدى بالبلاد الى ما وصل العراق إليه بعد 6 سنوات من إزاحة اعتى وأجرم نظام العالم.

بالمناسبة بينوشت بعد كل أجرامه لم يتعدى ما قتل بأنقلابه الفاشي الأمريكي أكثر من 3500 مواطن شيلي واجنبي, فماذا فعل حزبه السابق الذي هجره بعد احتلال العراق في 2003 ؟ المقابر الجماعية التي لها بداية ولا تعرف لها من نهاية.

وكل هذا الهراء السياسي من قبل المشهداني يراد منه تبرير قبول البعث مرة أخرى لإدارة الدولة لان هذه الدولة لا تدار إلا بقتلة أو هكذا أراد إن يقول بعد تفكير طويل من الراحة وبجعبته 40000 دولار شهريا "تقديرا" لتعبه, ومئات الآلاف العوائل العراقية تنام في العراء لا بل وبدون عمل.

ليحدث الشعب العراقي عن مزايا البعث بعد كل ما حدث بالعراق وليقنعه بجدوى قبول هذا الحزب الذي لا يعرف غير الغدر والقتل في العملية السياسية. واعترافات أبو عمر البغدادي, ولو بشكل أولي, فهي خطيرة وأتهم أحد الأحزاب التي كان معهم في جبهة التوافق, ومن كان يحتضن الإرهاب,ومن أحتضن صابرين الجنابي ,وبأشتراك البعثيين مع هذا الإرهابي في القتل والتفجيرات والتمويل. فهل بعد كل هذا يريد أن يرجع البعث الى السلطة؟

بعد هذه التصريحات أتمنى على السيد المشهداني أن يأتي للعراق ويعمل من اجله ويقدم البديل غير الطائفي البعيد عن نفس البعث في الغدر والحروب والقتل وأن يحترم آراء الآخرين وأن يحترم المرأة (المكبعة) والسافرة,وأخيرا يتبرع بنصف راتبه الشهري الى فقراء المنطقة التي كان يعمل فيها بعد الدوام الرسمي.
وأن يطلب من الحزب الكارثي الذي يريد له أن يعمل حاله حال الحزب الشيوعي ,أن يعتذر للحقبة التي حكم فيها العراق (لم ولن يفعلها) بالحديد والنار ودمره عبر حروبه العبثية, فهل هو فاعل؟

أما مولانا السيد الحكيم الابن الذي استيقظ من سباته لقرب الانتخابات البرلمانية نسبيا وابتداء حملة التحالفات والتي بشّر بها السيد والده بتحالف وطني عراقي بعد خسارة ائتلافه انتخابات المحافظات,انبرى السيد الابن الى تحميل مسؤولية تردي أوضاع الجنوب والوسط (الملك الصرف) بسبب قلة التخصيصات المالية له "الإقليم" الحلم . السيد عمار الحكيم لم يسأل مستشاريه (باعتبار دولتنا دولة مستشارين) عن من كان يقود البلاد خلال الأربع سنوات الأخيرة وليومنا هذا ؟ ومن أين أتوا بالمحافظين ومجالس المحافظات ؟ ومن سرق النفط ؟ ومن اخذ مئات الملايين من الدولارات لأشخاص وهميين كرواتب لهم من الداخلية ؟ ومن أعطى الرتب العسكرية الكبرى لأناس لم يخدموا في الجيش سابقا لا بل لم يكونوا يوما جنودا في العراق ؟ ومن أصدر مئات ألآف الشهادات المزورة لأخذ المناصب لأشخاص لا يعرف من البني التحتية إلا المجاري وأنابيب المياه لأنها تحت الأرض ؟

لم يحدثنا السيد الحكيم (دخيل جده) من أين له كل هذه الأموال لبناء أكبر صرح معماري في النجف الاشرف(ضريح شهيد المحراب) ؟ في إحدى الأركان التي تحيط بساحة ثورة العشرين والذي هو سوق مساحته أكبر من مساحة ضريح الإمام علي, ومن أين أتت الأموال لاناس لم يعملوا يوما في حياتهم ليلتهموا معظم مناطق الكرادة التي أصبحت أو سوف تصبح ملكا صرفا لآله وجنوده وحرسه ؟ وليقل للشعب العراقي ، لماذا ابتعد الناس عنهم في آخر انتخابات ؟ إذا استطاع السيد عمار الحكيم إن يعطي للشعب العراقي أجوبة لهذه الأسئلة المختصرة وهي نقطة من بحر من الأسئلة, وقتها له الحق في التظلم من أجل أهل الوسط والجنوب والذين رفضوه عبر حملته في قائمة شهيد المحراب .

وما هو مشترك بين الشخصيتين ، انحيازهما للطائفية وتبذير المال العام والتشبث بالسلطة, وفرض قوانين بالية تهين الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص, تشبثوا بال25% البريمرية حصة المرأة في كل انتخابات فأتوا من النساء ممن لم يحترمن جنسهن اخترعوا أنواع الحجاب المتخلف والذي فرضوه في كل الميادين الى أن صاح الناس:الله وأكبر من هذا الظلم!! فخففوا الضغط عبر اتهام التيار الصدري به (الطائفي المتخلف بدوره) واعتبروه الشماعة التي يعلقون به كل إخفاقاتهم.

و تجربة الانتخابات الكويتية الأخيرة وبدون نسب مئوية فازت رغما على المتخلفين الذين لا يريدون من المرأة إلا الإنجاب وتقديم الخدمات للسيد الرجل.

وما هو مشترك بينهما أيضا خوفهما من التنظيمات النقابية العمالية فأبقوا على قانون صدام الذي يشتموه ليلا ونهارا على أفعاله ما عدا ما يتفق ورؤاهم.

وألان يناقش البرلمان الطائفي باغلبيته لساعات إمكانية منع الخمور في العراق لان هذا محرّم ولم يقولوا سادة البرلمان الإسلاميون ، هل سرقة المال العام حلال ؟ والشهادات المزورة حلال ؟ والرواتب لأناس وهميين حلال ؟ وهل تهريب النفط والغاز والغنم والأبقار والبنات , وتجويع الشعب عبر البطالة الكبيرة,.... حلال أم حرام ؟

لم يبقى للنواب الإسلاميين من مشكلة في العراق غير منع الخمر!!


2009-05-19

 

 

free web counter