| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 18/9/ 2010



 انتخابات وتشكيل وزارات ..وحلول بعيدة

محمود القبطان  

غدا التاسع عشر من أيلول هو موعد الانتخابات السويدية والتي تتنافس فيها أحزاب اليمين الأربعة الحاكمة مع المعارضة من ثلاث أحزاب هي حزب الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب اليسار وحزب البيئة. لقد قدمت المحطات التلفزيونية السويدية الحكومية وغيرها مناظرات مختلفة بين رؤساء الأحزاب السبعة منفردة مع الجمهور أو ثنائية وآخرها أمس حضرها كل رؤساء الأحزاب وتوجه لهم أسئلة من قبل مقدمي البرنامج وبدون تحيز وكل له وقته  المحدد ولا يتجاوز عليه إطلاقا احتراما لوقت الآخرين.

يسود أجواء النقاشات الهدوء والاحترام المتبادل,وتظهر بين الحين والأخر أرقام الإحصاء ألتصويتي التقريبي ويبدو إذا سارت الأمور كما يظهر التصويت قبل الانتخابات فأن الأحزاب اليمينية سوف تحتفظ بالوزارة لأربعة أعوام قادمة, والملفت للنظر إن المعارضة التي تريد الفوز أيضا بالوزارة تتوقع ذلك ولكن كلا الطرفين أتم قائمة الوزارة لتقدم يوم الاثنين أي يوما واحدا بعد الانتخابات فقط,كل حزب تخصص له عدد من الوزارات حسب نسبة حصوله من أصوات الناخبين. ما اجتمعت عليه الأحزاب السبعة الفاعلة في السويد هو عدم التعامل مع الحزب النازي الجديد الذي سوف يصل الى البرلمان, ومعظم أعضاءه من الشباب العاطل الحاقد على المسلمين واللاجئين عموما. وقد قاطعت قنوات التلفزيون السويدية من تقديم أية دعاية أو مقابلة لهذا الحزب للمشاهد.

بالمقابل, في عراقنا الجديد الذي لا يريد البعض له أن يكون جديدا فعلا وقولا تأخرت الانتخابات,وتأخر الإعلان عن نتائجها,ووضعت العراقيل الواحدة تلو الأخرى من أجل تمييع ظهور النتائج والوصول الى تشكيل الوزارة,وفرزت الأصوات في بغداد مرة أخرى ولم تفرز في المحافظات الأخرى وكأن التزوير الذي أقرّ به الجميع لم يحدث إلا في العاصمة,سيسوا القضاء ليصدر أحكاما لم يعتاد عليه القضاء العراقي في فترات سابقة ,ما عدا فترة النظام السابق, ليقول كلمته ولكنه يضع كلمة بين السطور أن نتائج الانتخابات لا يمكن التراجع عنها ألان,أو يقولون الفروق بسيطة في النتائج.

المباحثات العقيمة مازالت مستمرة بين أحزاب التحالف الوطني وكل يريد أن يسحب البساط من تحت قدمي غريمه. التقى المالكي بعبدالمهدي وكل أقرّ بضرورة الإسراع بتشكيل الوزارة,لكن ما هو الجديد في هذا ,يا شعب؟ المباحثات تجري في غرفة الإنعاش لآخر نفس قبل أن يوقعوا على موت التحالف,لربما تظهر نوعا من الحياة في هذا الجسد الهامد دون تقدم.

إذا المالكي لم يتنازل عن الحكم ,الوزارة,للقائمة العراقية التي لها 91 مقعدا فهل يتنازل للإئتلاف الوطني لأنهم يملكون 60 مقعدا ؟ إنها سوف تكون نكتة آخر زمن! ومع كل ما يمر به العراق من تردي في كافة الخدمات والوضع الأمني التي استغله مجرمو القاعدة والبعث والعصابات الإجرامية الأخرى تتأخر عملية تشكيل الوزارة لتسيل دماء العراقيين دون ان يرف للساسة الجدد جفنا, ويستمر القادة العراقيون في مباحثات اللحظات الأخيرة قبل الموت الحقيقي للعملية السياسية ,وان 10 أو 15 من قياديي الأحزاب يقودون المباحثات هذه وهم الذين يقررون كيف ومتي ومن ولماذا ولجنة هنا وأخرى هناك, لكنهم لا يريدون أن يعلنوا عن فشلهم, وهنا الطامة الكبرى.

ويذهب عبدالمهدي الى الطالباني للبحث في آخر مستجدات الوضع السياسي ,وكأنهم يسكنون في قارات مختلفة وبدون وسائل اتصال حديثة, وليس في غرف مجاورة, وكل منهم تتدلى سبحته الطويلة من بين يديه ! أية مباحثات جدية هذه وكل منهم يظهر وكأنه يجلس في مقهى الشابندر في شارع المتنبي عندما يتناقش الجالسون في الوضع السياسي؟

جاء على نفس الخط أخيرا عمار الحكيم ليعلن إن تشكيل الحكومة مناط للتحالف الوطني فقط وجاء بعده الردادة ليقولوا ما قاله السيد وليضيفوا أكثر بأن لا حل للازمة إلا بتسمية احد المرشحين الى رئاسة الوزارة وان طال الزمن.

وعودنا الطالباني بتصريحاته التي "تؤول"ومن ثم ينفيها مستشاره, فجاء بتصريح بأن منصب رئاسة الجمهورية كردي لكن قابل للتفاوض أما كركوك والمادة 140 كردية غير قابلة للتفاوض, ليأتي فخري كريم لينفي التأويل وليصحح بعضا من قول الرئيس نفسه, ويقول بهذا الخصوص ما معناه إن من يريد أن يعدل أو يقول قولا مخالفا للحقيقة يبدو على الشخص علامات التردد ومحاولة انتقاء بعض الكلمات وحك شعر الرأس أو مسح الأنف أو تغير في حركة الشفاه وهذا ما بدا على فخري كريم.

أيها الساسة الذين تقودون المباحثات العقيمة منذ أكثر من ستة أشهر: أعلنوا فشلكم في التوصل الى حل يرضيكم حتى انتم فقط , أعلنوا هذا للشعب العراقي بشجاعة دون اتهامات وتسقيط هنا وتسقيط هناك ,لأنكم سقطتم كلكم وبالجملة أمام الشعب الذي تحدى الإرهاب وذهب الى صناديق الانتخابات.أعلنوا عن هذا الفشل وفيه احترام لبعضكم ممن له تأريخ نظيف لحد ألان وأعلنوا عن ترتيب انتخابات جديدة لحفظ ماء وجهوكم إن كان قد بقى منه شيء! لقد نجحتم في مسألة واحدة وهي تثبيت الطائفية والقومية المشينتين في جدول أعمالكم اليومية ,وهنا تكمن جريمتكم السياسية,ولن تغفر لكم الأجيال القادمة فعلتكم هذه.

آخر سؤال أوجهه للسادة أبطال العملية السياسية : لماذا تخشون إعادة الانتخابات ما دمتم متيقنين من تمثيلكم للشعب؟

 

20100917




 

free web counter