| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الجمعة 18/3/ 2011



ديمقراطيات القرن الحادي والعشرين

محمود القبطان  

ابتلت الشعوب المضطهدة بمصطلح الديمقراطية,فكل يُفسرها حسب ما يراه,لاسيما بين قادة البلدان,وفي ألازمات السياسية تختل كل موازين الديمقراطية بغض النظر عن الأحداث وتبقى المصالح فوق كل التسميات الجديدة والقديمة للديمقراطية وآخرها فسرها المعتوه ألقذافي بأنها : ديمو كراسي.

عربيا :
أعطت أحداث أو الأصح ثورات الشباب في تونس ومن ثم في مصر اسما جديدا للديمقراطية حيث انحاز إليها الجيش في كلا البلدين.وكان الأمريكان قد فضلوا الانتظار على التل لحين حسم القوى الشبابية الموقف لصالحهم وقتها انتفضت الديمقراطية الأمريكية لتدافع عن حقوق الإنسان والحريات ...بعد ان دافعت عن الأنظمة في تونس ومصر المخابراتية والبوليسية بكل قواها من اجل مصالحها.وأما في اليمن,وبغض النظر عن بعض القوى المحتجة,فأن السكوت المطبق للماكنة الإعلامية الأمريكية والغربية لا يكون مفاجئا بسبب مصالحهم المشتركة ومصالح النفط أولا وأخيرا,ولا ننسى دور السعودية التخريبي في المنطقة في كتم أفواه الأحرار لشعوب المنطقة.وجاءت أحداث الثورة الليبية لتؤكد كذب ادعاءات السياسة الأمريكية وحلفاءها في دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها في نوع الأنظمة التي تبتغيها. ففي بداية انتصارات ثورة الشعب الليبي كان الغرب قد أعلن التأييد اللا محدود لهم وما أن رأى تحرك أجهزة القمع الليبية واستهتار ألقذافي وأولاده في ضرب الشعب الليبي حتى بدأ الغرب ومن حولهم في سحب الدعم للشعب الذي يتعرض لأبشع المجازر والتي سوف يستيقظ "الضمير" الأوروبي والأمريكي على اكبر مجزرة لعصابة ألقذافي بعد ان يكون قد فات الأوان على من يدير الأمم المتحدة ومجلس الأمن والذي لا يستطيع أن يتقدم خطوة لإيقاف ضرب الشعب الليبي من قبل الهالك ألقذافي ,حيث قال سيف الإسلام ألقذافي سوف نحسم الأمر قبل أن تتخذ الأمم المتحدة أي قرار بشأن ليبيا.وينظر الغرب الى النفط قبل الديمقراطية وحريات الشعوب وحقوق الإنسان في ليبيا واليمن والخليج العربي والذي سوف يحترق بحريق الثورات الشعبية عاجلا أم آجلا,كم يحدث في البحرين ومما عجّل بالتدخل السعودي الخليجي خوفا من انتشار الشرارة,وان تعطلت اليوم فأنها قادمة لا محال .إلا ان ما قد يحول التحرك الجماهيري البحراني المعارض المشروع هو إعلان البعض عن الجمهورية الإسلامية في البحرين لتعطي انطباعا حول طائفية المستقبل وقوة تدخل إيران في الأحداث مطالب طائفية بحتة قد تقوض التحرك وتفقد المصداقية وتفقد مطالب الشعب الحقيقية بالتغيير,والتغيير لا يعني بالضرورة إسقاط النظام أولا. كل هذا سهل التدخل السعودي السافر في البحرين كاحتلال واضح,حيث المصالح أهم من كل التسميات الاخري في الاستقلال وما شابه.وفي هذه الحالة لم تتكلم الخارجية الأمريكية فضلا عن الأوروبية الأخرى عن التحرك الجماهيري الكبير والقتل الذي تعرض له الشعب البحراني منذ أسبوعين,لا بل لم يحتجوا على الاحتلال السعودي للبحرين من أجل الحفاظ على كرسي الملك وعروش ملوك وأمراء المنطقة.وفي اليمن على عبدالله صالح في عناد مع شعبه والقتل يجري على قدم وساق للمحتجين ولكن الإدارة الأمريكية والغربية لا تحرك ساكنا بحجة تعاونه ضد القاعدة.وإذا صح هذا الكذب العلني للغرب فبماذا يفسرون تصريحات ألقذافي في أول الأمر من اجل الحفاظ على أمن إسرائيل بقوله اذا سقط فأن القاعدة سوف تصل إسرائيل وفي آخر يومين قال سوف يتعاون مع القاعدة ضد أمريكا اذا اسقطوا حكومته.وفي سوريا تحركت الجماهير مطالبة بالتغيير الجوهري,ولكن هذه المرة الخارجية الأمريكية لم تبقى صامتة صمت الأموات فقد احتجت هذه المرة من اجل حقوق الإنسان بسبب الاعتقالات التي طاب بعض المحتجين,لكن الإدارة الأمريكية نست انه لم يسقط أي شخص في التظاهرات بالرغم من وحشية النظام السوري ,وكما هو معروف عنه,أما في العراق فالأرقام تتحدث عن هذا في بلد البرلمان والديمقراطية الجديد,في موجة الاحتجاجات الأخيرة..كما حدث منذ عام في البصرة وتكرر لمرات عدة في أكثر من محافظة..

عراقيا :
مازال كل شيء مُعطل بسبب دراسة المالكي لملفات الوزراء الأمنيين وقد مر اليوم الخميس دون أن يحدث شيء حسب ما صرح به المقربون من قراراته المؤجلة.ولطالما اندلعت الثورة البحرانية فقد انتفض الطائفيون ليحتجوا على قتل أبناء طائفة معينة بذاتها بدل أن يقولوا ان القمع شمل الشعب ومطالب الشعب بالتغيير نحو الديمقراطية ,التي يريدون أن يبحروا بها شرقا وغربا وحسب أمزجتهم,وكأن المعارضة البحرانية اقتصرت على طائفة دون غيرها.

وهنا نهض"الأسد"الكسول من غفوته والذي أطلق عليه اسم البرلمان ليعلن احتجاجه ضد ضرب الشيعة وليعلن تعطل أعماله لمدة عشرة أيام,ولا يعلم احد من الشعب العراقي لماذا هذه العطلة هل لإقامة الفواتح أم التعويض عن الإجازة المعطلة والتي أرادوا بها العمل "ليل نهار " بعد ان مددوا الفصل الحالي لشهر واحد من أجل إنجاز ما لم ينجزه البرلمان السابق.وبالمناسبة في خلال 45 جلسة البرلمان الكسول بطل العطل الرسمية اقروا بطلعان الروح قانونين فقط خلال 8 أشهر وهناك عشرات القوانين مازالت منتظرة إنهاء العطل التي لا نهاية لها.أقول أما كان من الأجدر أن يعلن البرلمان تضامنه مع الشعب البحراني دون تسميات طائفية لتعطي إشارة ايجابية للتضامن بين الشعوب,أم إنهم نسوا إنهم في حاجة للتعاون مع دول الخليج جميعا بحكم "الأب" المُشرف على دول المنطقة وليس لهم من قرار خاص بهم؟هل نسوا إنهم يريدون الدخول الى منظمة التعاون الخليجي؟

وإذا كان العراق الجديد يتضامن مع الشعب البحراني من اجل التغيير والحريات وإشاعة الديموقراطية واستنكروا ضربها بقوة وانتهاك لكل المواثيق الدولة في احترام حقوق الإنسان,وهذا واجب,فهل نست حكومة المالكي ما فعلته بالشباب المطالب بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد ؟هل يتذكرون كم شهيدا سقط كم جريحا سقط في ساحة التحرير في بغداد وفي محافظات عديدة أخرى في 25 شباط؟أم ان ذاكرة الشلاه والدباغ والموسوي والمالكي والحيدري والبياتي أمراء دولة القانون نسوا ما جرى؟

وبرلمانيا :
في برلمانات العالم حدثت اضطرابات عديدة حيت تشتد النقاشات الى حد يتدخل الجيش بمحاولة انقلاب كما حدث مرة في أسبانيا,وقد حدثت مشادة بالأيدي بين برلمانيي الأردن,وفي روسيا يلسين,وفي صربيا وفي جورجيا.ووصل الأمر الى العراق.

وفي فيما يخص البرلمان ,حصريا,بعيدا عن أجواء أحداث دول الثورات الشبابية وصل الى مسامع الشعب وليس من فضائية الحزب الحاكم ما مفاده ان بهاء الاعرجي بعد السب والشتم بينه وبين صادق ألركابي عن دولة القانون تشابكت الأيادي بالضرب والإهانات.ويقال ان لبهاء حادثة أخرى مع علي الشلاه في شباط الماضي حصل الضرب باللكمات,وسوف يصبح الضرب والسب تقليدا وحاسما لكل خلاف سياسي حيث يحتفظ التيار الصدري بيديه بمفاتيح"الجنة" المالكية,وبدونهم سوف تسقط الوزارة كأوراق الخريف ,والخريف السياسي قادم لا محال.وقد سجل المتابعون لتحركات بلطجية البرلمان ستة حوادث منذ شباط الماضي الى حد عركة الاعرجي الأخيرة.وهذا نوع آخر من الديمقراطية الجديدة التي بشّر بها الإسلام السياسي العراقي.

متى تحترم إرادة الشعوب؟

 

20110317
 





 

free web counter