| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      السبت 18/8/ 2012



الصوم عن الأكل في رمضان

محمود القبطان     

حسب التعاليم الدينية يقوم المسلمون الملتزمون بأداة فريضة الصوم لمدة شهر تقريبا من كل عام هجري.وتختلف المذاهب وعلماء الدين في يوم البدأ ويوم العيد وكذلك يختلف مقلدي المرجعيات المتعددة في ذلك أيضا.والمهم في شهر رمضان, كما يقولون ,هو شهر الطاعة والغفران,والصوم عن الأكل والشراب حتى يشعر الصائم بالفقير والمحروم والأخير هو الصائم دوما.ولكن ومن خلال الفضائيات ولقاءهم المسؤولين العراقيين سواء من أعضاء البرلمان أو من باقي الأرقام الكبيرة في إدارة الدولة نراهم يفضحون بعضهم بعضا
ويصبح معلوما الى أي مدى استشرى الفساد في كل مفاصل الدولة المسلمة والتي يديرها حزب إسلاميا بامتياز.فسر شراء الطائرات الكندية والفساد في عقودها اشرف عليها احد مستشاري رئيس الوزراء وهو مازال في منصبه الرسمي,يقول جعفر الموسوي النائب في البرلمان,والملاحظ ان دولة القانون , وخصوصا الشهرستاني نائب رئيس الوزراء ,يعتب على الاكراد بعدم نشرهم اتفاقياتهم مع شركات النفط ويمتنعون إقرار مشروع قانون النفط والغاز!وقيل إن وزير الدفاع السابق ومستشار المالكي العسكري قد اختفى أثره في أمريكا ولا يعلم احد هل هذا الاختفاء له علاقة بصفقة الطائرات الكندية أم في مسألة فساد أخرى؟
يصومون عن الأكل في هذا الشهر الفضيل,كما يسمونه,وهم يسرقون قوت الشعب نهارا جهارا,فأي شهر فضيل يؤدونه ؟كم نائب برلماني أو مسؤول كبير ذهب وفطر مع الفقراء الذي يصومون من أجلهم من حيث المبدأ؟هل يعلمون ماذا يأكل الفقراء في فطورهم,وهم قانعون بذلك لزهدهم؟يقال زادوا على المواد في البطاقة التموينية نصف كيلو عدس,وتعتبر هذه مكرمة من وزارة التجارة,يقول عماد ألعبادي في برنامجه اليومي سحور سياسي.تنفتح قريحة الكبار أمام شاشات الفضائيات ليقولوا مالم يقولوه أما مسئوليهم,فيظهر أن اتفق النواب الأشاوس على سرقة أصوات الناخبين الذين لم يصوتوا لهم وليقولوا نحن ممثلي الشعب!!
وفي رمضان يكذبون كل يوم وهم صيام عن الأكل,فبعد أكثر من عامين من ألازمات توصل التحالف الوطني الى طرح,وباستحياء,ورقة الإصلاح ليعلن أقرب حلفائهم إنهم لم يروها إلا مؤخرا ولا يمكن أن تكون ورقة إصلاح وإنما دفعت للإمام لتكون مُسكّن وقتي" لكسب الوقت ليس إلا ليثروا أزمة أخرى.ويمتنع"المؤمنون" الكبار في الدولة عن الأكل والشراب,طبعا الماء والمشروبات الغازية,ليناموا طيلة ساعات الدوام الرسمي,والبرلمان شاهد على ذلك حيث رفعت جلساته في منتصف رمضان الى ما بعد العيد,أي برلمان كسول هذا الذي يؤجل عمله لينام ويذهب كل نائب الى بيته ويترك البلاد في فوضى عارمة؟ولتعلن الدولة عطلة رسمية من 19 الى23 من آب والحياة تتوقف تماما. يصومون عن الأكل والشراب في رمضان وأربعة إرهابيين يهربون أمس,أو ألأصح يُهرّبون,وهم في طريقهم الى العلاج في إحدى مستشفيات بغداد !إذن لماذا تتعب القوات العسكرية والشرطة الاتحادية في القبض على ألإرهابيين وتصرف الملايين من الدولارات.الإنسان أما أخاك في الدين أو في الخلق,ويصرح الصغير جلال إمام جامع البراثا ليثير نفاق من نوع جديد ,وهو صائم, ليقول إن أعدائه هم الكرد وسوف يظهر المهدي لقتالهم!ولكن نسى النائب الحاقد على كل إنسان بسبب عقده ولقبه ليقلع آثار قبور أعلام اللغة والأدب والعلم من مقبرة البراثا ليعبد له طريقا خاصا لموكبه المؤمن,ولم يقل لماذا لا يقاتل الكرد بنفسه ليستعين بالمهدي المنتظر,هل حقا ينتظر العالم الإمام المنتظر ليحارب الأكراد كما يريد الصغير,وهو النائب السابق ليقول للشعب من انتخبه وكم صوتا حصل عليه ولماذا لم يرشحوه من فوق للمرة الثانية؟ماذا قدم للشعب خلال أربعة أعوام من جلوسه على مقعد في البرلمان؟
يصومون عن الأكل والشراب ليوقفوا كل عملية لها صلة بالإنتاج ليزيد الاقتصاد خرابا وهم من يقولون إنهم حملة لواء النظام الإسلامي الجديد,وتبين إنهم يسيرون باتجاه الاقتصاد الحر والبنك الدولي يحدد لهم مسار اقتصادهم وطريقه,أهذا هو ما كتبه الشهيد الصدر الأول الذي يذكرونه في أوقات محددة وحسب الزمن؟ ومع كل ذلك فقد كذبوا على الناس أجمعين عندما قالوا إن الكهرباء سوف يصل الى كل بيت 12 ساعة يوميا على الأقل وتبين انه لا يصل إلا 3 أو أربعة ساعات في فصل صيف لم يمر على العراق من منذ عقود ,كذبوا وهم صائمون وتنعموا بوافر الهواء البارد في مكاتبهم وتركوا الصائمون الحقيقيين من سواد الشعب يعاني من شدة الحر واختفاء الكهرباء الوطنية ولان المافيا المنظمة هي التي تدير عملية تردي الكهرباء وعدم إنجاز ما يوعدون. يكذبون في آخر أيام رمضان وهم صائمون ويقولون إنهم سوف يلتقون بعد العيد لطرح مشاكل البلاد,فهل هذه المشاكل جاءت خلال رمضان فقط؟وفي خلال شهر رمضان يُكثر الإرهابيون من قتلهم للأبرياء وفي خطوة من التحدي الكبير لكل الدولة حيث يقول الناطق بأسم عمليات بغداد العقيد..أن الارهاب والقاعدة انتهت في العراق في كذبة صريحة وكبيرة ليرد الارهاب الحاقد والاعمي في شهر رمضان بقتل الناس وهم صائمون باسم دولتهم اللا إسلامية الحاقدة,ويسقط الأبرياء وفقط في يوم الخميس الماضي سقط 270 شخصا بين قتيل وجريح بسبب الاختراقات الأمنية للمؤسسات الأمنية والعسكرية,ويقول النائب الموسوي أن احد أمراء الفرق العسكرية كان آمر حرس تشريفات صدام,ويقول:إن الفساد مستشري في كل مؤسسات الدولة.وأخيرا كيف يصوم النائب أو المحافظ أو الوزير وهو قد زوّر شهادته التي وصل بها الى منصبه؟أي إسلام يتبعون هؤلاء الفاسدون؟
أليوم من المفترض أن ينتهي شهر رمضان ,لكن احد المراجع الدينية طلب من العراقيين في العراق واستراليا وأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا ان يتأكدوا من مشاهدة هلال العيد! وماذا لو لم يكن لنا عراقيون في تلك الدول هل يبقى الفقير في صوم دائم؟وماذا لو كانت الغيوم قد ملئت السماء في تلك الدول؟
ظهر الهلال أم لم يظهر أقدم للعراق وشعبه أزكى التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد وأتمنى من كل قلبي أن ينتهي الارهاب والقتل والفساد والتزوير وتعم الأخوة بين كل فئات الشعب العراقي من شمال زاخو الى جنوب الفاو وينتهي مسلسل الأزمات المتتالية ويكون الكهرباء حاضرا ولمدة 24 ساعة ,على الأقل في رمضان القادم حيث الحر سوف يكون أشد.


20120817


 

 

free web counter