| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الأثنين  18 / 8 / 2014



نُحّيَ المالكي ..و ماذا بعد؟

د. محمود القبطان 

لا يختلف اثنان عن إن المالكي نُحّيَ عن السلطة التي تشبث بها بكل الوسائل بسبب الضغوطات الإقليمية والدولية إضافة الى المحلية من أقرب القوى له ولإتلافه.ولتداعيات الوضع الأمني الخطيرة التي يمر بها العراق وجدت كل القوى السياسية العراقية في إن ترك المالكي للسلطة ربما سوف يخفف من الضغط على الوضع الأمني بما يجعل الدفاع عن العراق ضد الهجمة الإرهابية والتي يقودها البعث والقاعدة متمثلة بداعش أحدى لقيطاتها الإرهابية أكثر فعالية عبر الحوار مع كل القوى الوطنية العراقية.حاول المالكي إرهاب الشارع والقوى التي تريد تغيره عبر إنزال القوى الأمنية والتظاهرات الموالية له الى شوارع بغداد كل آخر محاولة للتشبث بالسلطة لكن الضغوط عليه كانت أكبر من كل وسائله وهذا كما جاء في خطابه الأخير في قبوله بتسليم السلطة سلميا الى ألعبادي دون أن "يستخدم الوسائل الأخرى"

كما كان يريد وكما ظل يردد "إنجازاته" خلال الثمانية أعوام في خطابه الأخير لكنه نسى أنه استولى على كل المؤسسات المستقلة والأمنية واستفحال قوى الإرهاب واحتلال ثلث أراضي العراق بضربة خاطفة وهروب قياداته العسكرية وترك أسلحتهم ومعداتهم لداعش لابل أبقى على هؤلاء الجبناء في أماكنهم, كما في حالة نائب رئيس أركان الجيش الفريق عبود گنبر وغيره,كما نسى ان الدستور نص صراحة على تسليم السلطة سلميا وليس بالتهديد, كما نص أيضا على تخويل الكتلة الأكبر بتشكيل الوزارة كما فرضه بنفسه ذلك على المحكمة الاتحادية في أعقاب انتخابا 2010.

ذهب المالكي..وماذ بعد؟

بدأ د. حيدر ألعبادي بالمشاورات السياسية لتشكيل وزارته بدأها بزيارة القوى"الكبرى "القيادية الكردية,المتحدون,وباقي القوى الإسلامية الطائفية.وليس هناك خبرا عن الاتصال بالقوى الوطنية المستقلة ليومنا هذا ,وقد يحدث ذلك من باب الاستماع لأرائها وربما ليس أبعد من ذلك. ينتظر ألعبادي ,الأكاديمي العلمي ,مهمات جسام عليه أن يبحر من خلال ألأمواج السياسية العالية ليستطيع طمأنة الجميع بسياساته الجديدة على ضوء الخراب الذي تسلمه.هناك أزمات عديدة تسمى بالتهميش,فصل السلطات الثلاث,أزمة الانبار,أزمة النفط مع إقليم كردستان,الإرهاب متمثلا بداعش وتحرير الأراضي التي استولت عليها وفرض ما يسمى بدولة الخلافة,وكان ألحري بتسميتها بدولة الخلافة المتخلفة ومن خلال هذه الأزمات الكبيرة والمستفحلة تكون قضية الخدمات في آخر المهام التي تعترض طريق ألعبادي حاليا.

على رئيس الوزراء الجديد وبالنظر الى خلفيته العلمية عائلية وشخصيا أن يعمل الى تشكيل وزارة بعيدة عن المحاصصة الطائفية- القومية التي دمرت البلاد والعباد خلال أكثر من 11 عاما ,لان الوزارات التي سبقته لاسيما الأخيرة كان يد رئيسها مقيدة ,ليس دفاعا عنه,بسبب مرجعية وزراءه الى رؤوساء احزابهم وكتلهم وللساسة الأكراد الى رئيس إقليمهم.فكانوا يسحبون من العمل متى ما صعد الخلاف مع رئيس الوزراء ويرجعون متى ما حصلوا على امتيازاتهم.كما في حالة هوشيار الزيباري المتمسك بوزارته الخارجية وكأن ألام الكردية لم تلد غير الزيباري والذي يجري المقابلات المتعددة مع الفضائيات الأجنبية والعربية بصفة وزير خارجية العراق وهو في اربيل ولا يمارس وظيفته هذه أسوة بزملائه الأكراد الذين سحبوا الى الإقليم بأمر من رئيسه,وآخرها مقابلة مع القناة الفضائية الفرنسية - ليون حيث أدارت الحوار معه الإعلامية دالين حسن,حيث ذكرته بتشبث المالكي بسلطته كما هو متشبث بوزارته. أعود الى أمر الوزارة فأن لم يكن الوزير تحت أمرة رئيسه باعتبار الاثنين معا وزراء ورئيس هم للعراق وليس لحزب أو كتلة فأن ألعبادي سوف يواجه نفس المشكلة التي مرّ بها المالكي.باختصار إن لم يتركوا المحاصصة في توزيع المناصب فلا يُرجى من الوزارة الجديدة خيرا لان المشاكل سوف تبقى كما هي دون حل.

النفط.. المعضلة التي طال انتظار حلها.الحكومة المركزية تريد أن تعلن كل الاتفاقيات مع الشركات التي تعاقدت مع إقليم كردستان والأخير يرفض ذلك ولا يسلم المستحقات من واردات النفط,يقول البعض وينفيه الساسة الكرد,الشركات تتعامل مع الإقليم وكأنه دولة مستقلة بحد ذاتها والعراق,مركزيا لا يمارس أية ضغوطات على هذه الشركات والتي تعمل على باقي الأراضي العراقية,النفط من الإقليم يصدر الى دول في اقلها لا علاقة للعراق بها وبتعمد لإثارة الأزمات.التهديد بين الحين والآخر بالانفصال,تهديد القطعات العسكرية ,كما حدث قبل عامين حيث كانت الحرب بين البشمرگة والجيش العراقي قاب قوسين أو أدنى حيث كان رئيس الإقليم يهدد بقوة ضاربة لم يعرفها العراق ,لكن بعد هجوم الإرهابيين من مجرمي داعش على أراضي الإقليم رأينا مدى هشاشة التهديدات التي أطلقها الساسة الكرد ضد الجيش العراقي,ولا أشبهها بأقل من تهديدات صدام وقتها بالقضاء على القوات الأمريكية إذا دخلت بغداد.الأراضي المتنازعة عليها ,كما يسمونها,لا تحل باحتلالها وإنما بالتراضي والتفاهمات السياسية,وإذا أعتبر الطرفان أنهما للعراق وللعراق فقط فلا حاجة للنزاع أصلا,أما إذا كان الساسة الكرد يحضرون للانفصال,ومهم فاعلون,فأن أزمة الأراضي هذه لن تحل بهذه الطرق.أما حجة التسليح الأخيرة للأكراد فأنها جاءت على ضوء احتلال داعش الإرهابية بعض الأراضي من الإقليم وتهديدها لباقي الأراضي لابل حتى أربيل معقل رئاسة الإقليم.نعم التهديد للإقليم هو تهديد للعراق ككل لكن العمل المشترك في كل الأوقات هم من يدحر الإرهاب وباقي عتاة المجرمين من البعث وأتباعه.الآن تداعت بعض الدول لمساعدة الإقليم بالسلاح,كما ورد في جريدة الحزب الاشتراكي المجري "حرية الشعب" أمس 16 آب كالتالي : أمريكا تساعد بالسلاح والمواد الغذائية لكنها لم ترسل للعراق الأسلحة بالرغم من العقود والاتفاقات السابقة بسبب تخوف الساسة الكرد من مواقف سابقة لا بل أمريكا لا تريد حلا لمعضلة الإرهاب في العراق أصلا ,فرنسا,نزلت على الخط وبقوة ونتذكر موقفها من ليبيا والثورة التي أزاحت ألقذافي,تساعد الأكراد بالسلاح,بريطانيا تساعد الأكراد ب16 مليون يورو وتساعد على إنقاذ النازحين وتساعد أيضا بالسلاح,ألمانيا تساعد إنسانيا وبسلاح لا يسبب الموت!!إي سلاح لا يسبب الموت هذا ما لم يفصحوا عنه,جمهورية الچيك تساعد بالسلاح النمسا تساعد إنسانيا,المجر يساعد ب 70 ألف يورو إنسانيا وشرك ألمول المجرية النفطية تعمل في الإقليم,بولونيا 24 ألف يورو الاتحاد الأوروبي يساعد ب 5 مليون يورو وتصل الى حد 17 مليون مساعدات إنسانية للأكراد.

كل المساعدات مطلوبة للعراق ككل,لكن لماذا كانت هذه المساعدات "نائمة"لحين وصل تهديد الإرهاب الى إقليم كردستان؟ألم تحتل داعش الموصل ومدن أخرى؟ ألم يُرحّل مليون إنسان تحت تهديد داعش من غرب العراق؟الم تستقبل مدن الوسط والجنوب النازحين من مدن احتلتها داعش منذ أشهر؟أين كانت فرنسا والتي تريد تقسيم العراق ليبقى مهمشا ضعيفا وشركات التوتال النفطية الفرنسية تعقد ما تريد من عقود نفطية لها؟

أما التهميش التي يتعكز عليها البعض فأنها حجة لا تصمد أمام الحقائق مع مثالبها.فالجميع ,طائفيون وقوميون,ممثلون في الوزارة وفي القوات المسلحة والأمنية ولكن بنسب ربما تبدو غير كبيرة لكنها موجودة مع التذكير إن المالكي أراد احتواء كل هذه المؤسسات عبر السيطرة عليها .

كما قلنا أن ألعبادي يواجه مهمات كبيرة وصعبة عليه أن يعتمد في تشكيل وزارته المهنية والابتعاد عن المحاصصة الطائفية والقومية لان تكرار ما كان هو تدمير أخير للعراق وكيانه.لا يمكن منح وزارة لشخص تابع لكتلة ما دون أن يكون مهنيا وعلميا مهيأ لها من كافة الجوانب وليس اعتمادا على ترشيح كتلته كصحفي طائفي يتبوأ وزارة علمية إنتاجية على سبيل المثال وليس الحصر. ليس المهم تعدد الوزارات والحصص لكل كتلة أو حزب بقدر ما هو أهم من كل هذا هو رص الصفوف لدحر الإرهاب وتحرير كل الأراضي العراق من يد داعش والبعث الفاشي.

وتبقى مهمة التشاور لانعقاد المؤتمر الوطني لكافة القوى السياسية العراقية الوطنية دون استثناء هي مهمة كل العراقيين لإصلاح العملية السياسية والسير نحو البناء والقضاء على آفة الفساد الذي هو التربة الخصبة للإرهاب وكشف الفاسدين دون مواربة وفض النظر عن مواقعهم وانتماءاتهم الحزبية والطائفية والعمل وتوفير الأمن والخدمات وتوفير العمل للعاطلين,والاحتكام للعقل والحكمة في حل المعضلات التي يمر بها العراق لان نار الإرهاب يكتوي بها الجميع دون استثناء.



20140817

 

 

 

free web counter