| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 18/4/ 2010



168 شهيدا شيوعيا في يوم واحد!!

محمود القبطان  

بعد إعدام الطاغية صدام وحتى قبل إعدامه بقليل لم أعد أتابع جلسات المحكمة الجنائية لاسباب عدة منها وقت البث على العراقية.لكن وبالصدفة في يوم ربيعي قبل أسبوع أو أقل بقليل كنت في البيت وكانت جلسات المحكمة للمتهمين في جرائم قتل منتسبي الأحزاب الدينية ومن ثم تلا ذلك جلسات المحكمة للمتهمين في جرائم قتل أعضاء الأحزاب العلمانية. وفيما يخص الأحزاب العلمانية , فقد ظهر احد الشهود حيث فقد أخيه في عام 1980 وقد أبلغت العائلة بإعدام ابنهم حسب وثيقة"الإدانة"لانتسابه إلى الحزب الشيوعي العميل,وهذا المصطلح شمل كل معارضي النظام السابق دون استثناء.وقد قدم أخ الشهيد وثيقة تثبت ذلك,فقد احتوت الوثيقة تلك على اسم الشهيد في تسلسل 158 من ضمن 168 شهيدا شيوعيا.سأل القاضي الشاهد هل كل هذه الأسماء تُفذ الإعدام بهم في نفس اليوم؟وكان الجواب مرعبا ورهيبا:نعم,سيدي القاضي إن الوثيقة تشير إلى إعدامهم مرة واحدة وفي يوم واحد دفنوا في مقبرة واحدة:مقبرة محمد السكران!!

يجلس المجرمون مطأطئي الرؤوس ولم ينبس احدهم بكلمة واحدة.كانوا يعدمون الإبطال بالجملة ولا يهمهم إن كانت الضحية سيدة ترضع طفلتها الرضعة الأخيرة أو شاب أو حتى صبيا لم يبلغ ال18 من عمره.إن حملة المجرم المقبور قصي صدام في تنظيف,اقرأ:إعدام, من في السجن في أبي غريب يشهد على وحشية ذلك النظام الذي يتباكى عليه اليوم البعض وكان تنفيذ أحكام الإعدام شبه يومي هناك..لإثبات إن السجون في العراق خالية من السياسيين حيث كان من المُقرر وقتها أن تزور العراق بعثات من الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

ماذا عملت لجنة حقوق السجناء والشهداء لعوائل هؤلاء الإبطال؟هل أنصفتهم؟هل نُفذت الأحكام بحق المجرمين والتي صدرت مرات عديدة بحق إخوة صدام وباقي أفراد الزبانية القتلة؟هل ال168 شهيدا استحقوا أو مُنحوا لقب الشهيد أسوة بالآخرين؟إن لعنة التأريخ على البعث الفاشي لن تزولها اللقاءات السرية ومؤتمرات المصالحة وشعارات مقاومة الاحتلال,إنهم حيوانات بأجسام بشرية قبيحة لا تعرف حدودا لساديتهم ويحملون فكرا استقصائيا يرتكز على القتل والتغييب وإلغاء الآخر.فهل يُعقل أن ينادي البعض بإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء,حيث تتبنى بعض الجماعات مع دول الجوار هذه الأفكار وتحتضن القتلة عندها؟ هل يعي السياسيون العراقيون إن تأخير تشكيل الوزارة وتخلف الخدمات وتعطيل دور الدولة وانتشار البطالة والفقر يعطي للبعض عذرا للترحم على نظام لم يشهد العراق وربما المنطقة أقسى منه؟هل هم جادون في تغليب لغة الحوار والعقل والاهم مصلحة العراق على مصالحهم الحزبية الضيقة؟

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية.الخزي والعار للقتلة أي كانت مسمياتهم.

 

20100418




 

free web counter