| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 17/8/ 2010



ديون العراق التي لا تنتهي!

محمود القبطان  

العراق دفع ثمن حروب المجنون وأكثر بأراضيه وبشبابه,لكنه اُغرق في الديون لكافة الدول في العالم.ما بعد التغيير حدث أن الكثير من دول العالم أما استغنت عن ديونها بالتمام والكمال أو تنازلت عن 80% منها.أما العرب فأبوا أن يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة والغير مشروعة,بالغش والأكاذيب طالبوا الحكومة بالتعويض "المُجزي" لأنهم تعبوا في مساعدة البلد الجار العزيز الى قلبوهم حامي بوابتهم الشرقية,واخذوا تعويضات تفوق ما قدمته ألمانيا الى بريطانيا وفرنسا بأضعاف بعد الحرب العالمية الثانية حسب ما ورد على لسان وزير النقل في حديث له بعد أزمة حجز الطائرة العراقية في لندن. وبعدها شعر الساسة الكرد بضرورة تحريك مسألة التعويضات لضحايا الأنفال والحرب الكيماوية ضد الشعب الكردي,وقد كتب الكثير حول هذه المطالب التي تزداد بازدياد مطالب الإخوة الأشقاء في الدين واللسان.ومنذ عام 1991 سيطر الحزبان الكرديان على كردستان العراق دون مُنازع واخذوا من الحكومة المركزية على طول تلك السنين ما قرره مجلس الأمن"حافظ أعراض وأموال العالم"إلا الشعب العراقي الذي يئن تحت وطأة الحكومات المتعاقبة منذ أكثر من 40 عاما.الآن وبعد أزمة تشكيل الحكومة التي يساهم فيها كل الأحزاب الفائزة ,بما فيه التحالف الكردستاني,يُجدد هذا التحالف مسألة التعويضات مرة أخرى من الحكومة المركزية.السؤال الذي لم يجب عليه القادة الكرد هو هل كانت الحكومة العراقية تحارب وتقتل وتفتك بالشعب الكردي بدون مساعدة المليشيات الكردية التي كانت تدعى الجحوش؟وكذلك سؤال آخر لم يجب عليه هؤلاء القادة لماذا أصدروا عفوا عن الجحوش التي بطشت بالشعب الكردي كما فعلها نظام صدام بالرغم من جرائمهم الكبيرة ضد شعبهم؟وثالث أسئلتي لهؤلاء القادة ما هو موقفهم من الديون التي تطالب بها الأنظمة العربية,مثل الكويت ومصر ؟العراق الجديد يُشيع عن نفسه انه يريد البناء,فهل يريد ذلك فعلا بكل أحزابه التي فازت في الانتخابات الأخيرة؟هل يريد القادة الكرد التوقف عن المطالبات بالتعويض من بلدهم,كما يدعون إنهم عراقيون,؟من يعوض باقي فئات الشعب العراقي الذي كان تحت المطحنة البعثوفاشية منذ عام 1963؟هل تتزامن هذه المطالبات بالتعويض من القادة الكرد مع تصريحات رئيس الأركان الجيش العراقي الذي لا يحمل إشارة الأركان بتقييمه الغير قيم بضرورة بقاء القوات الأمريكية الى عام 2020 لحين اكتمال استعدادات الجيش العراقي للحفاظ على الأمن؟هل تتزامن مع المطالب التي طرحها التحالف الكردستاني لدخول أي ائتلاف حكومي قادم لتشكيل الوزارة القادمة التي لم تولد بعد؟هل يحضرون للشعب العراقي مفاجئات قبل انسحاب القوات الأمريكية لتحمي ,ربما, ما سوف يتحقق من الحلم الكبير؟لماذا وضعوا شرط استقالة الحكومة بأكملها إذا خرج التحالف الكردستاني من الائتلاف الحكومي,طبعا إذا حدث خرق دستوري, والمقصود عدم تطبيق المادة 140 والمناطق المتنازع عليها؟

لماذا يا أيها الأخوة في الوطن لا تعملون من اجل العراق كله؟كفوا عن المطالبة ب "ديونكم" من خزينة العراق التي هي خزينتكم.النجاحات التي تتحقق في الإقليم هي نجاحات للعراق بأكمله.سعادة الشعب الكردي هي سعادة للشعب العراقي كله ,حتى وان لن تروه كذلك.

تعلمون إن القادة يرحلون والشعوب والأوطان باقية.

 

20100817




 

free web counter