محمود القبطان
الأثنين 17/5/ 2010
لعبة الأيام .... تشكيل وزارة جديدةمحمود القبطان
يقول الكثيرون وزارة شراكة وطنية وحسب الضغوط الدولية.ماذا تعني وزارة شراكة وطنية بعد سبعة أعوام من الاحتلال واندحار النظام الفاشي ألصدامي؟لا تعني المشاركة الوطنية لي غير تكريس المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي يرقص على أوتارها المستفيدون من اندحار الشعور الوطني والمسئولية والمصلحة الوطنية دون أن يلتفت إليها الساسة الذين استلموا الوطن,ولا أقول السلطة. ماذا تعني نتائج العد والفرز الجديد؟ تطابق الأرقام والمقاعد كما ظهرت سابقا جاءت بالضد من تقديرات ائتلاف دولة القانون.ومع ذلك ظهر الى الإعلام السراج احد قيادي دولة القانون وقال: نقبل بالنتائج على مضض,قالها حرفيا, وبعد إلحاح الرئيس الطالباني وضغط الشارع السياسي!!أما ائتلاف العراقية فقد قبلها لأنها في صالحه ومع كل هذا وذاك فلن يُقبل الأخير إلا بتأليف الوزارة التي يصر عليها وألا فكل شيء مُعطل.وائل عبداللطيف شرح بإسهاب كيف سيتم تأليف الوزارة,وهذا يعني بعد أن تتفق الكتل الأربعة على حل كل العُقد يدعو الرئيس الحالي البرلمان الى الانعقاد خلال 15 يوما ولكن لم يشرح أي يوم من ال15 المتاحة سوف يعقد ,وبعدها تُنتخب رئاسة البرلمان وبعدها مجلس الرئاسة وبعدها تُكلف احد المحظوظين المُصرين على خدمة الوطن بتأليف الوزارة ويُعطى 15 يوما جديدا لإعلان تشكيلة وزارته.بلغة الأرقام هذا يعني سوف تأخذ هذه العملية أكثر من 3 أشهر إضافية.ومن اليوم الى أن نصل الى بر تشكيلة الوزارة سوف يمر العراق بالصيف الحار سياسيا ومناخيا مع تقلص الخدمات الى ابعد الحدود.قال احد المواطنين للعراقية بتهكم :الوضع ألان أفضل بكثير من السابق حيث كان عندنا ساعة كهرباء وألان نصف ساعة.هل يعي قادة الحراك السياسي ماذا تعني نصف ساعة كهرباء في الصيف؟احد الخبراء الاقتصاديين في العراق خلال مؤتمر اقتصادي عقد في بغداد إن العملية الاقتصادية سوف لن تشهد أي تقدم بدون كهرباء مُتكامل في العراق كله لان كل شيء متوقف على الكهرباء. وسبعة أعوام والكهرباء بين متعطل الى شراء محولات وأجهزة و ومولدات لا تضيف إلا اليسر القليل من الحاجة اليومية والى فساد إداري ومالي,إضافة الى التخريب المتعمد سواء من قبل دول الجوار التي لا تريد إن ينهض العراق بالأعمار والبناء,كما قال الخبير الاقتصادي, أو من قبل الإرهابيين الذين ما انفكوا من تفجير الأبراج والمحطات.
وبعد كل هذا يريد الساسة أن ينتظر الشعب بصبر قرارهم الكبير في الاتفاق على ما لم يتفقوا عليه منذ شهرين وأكثر بقليل.وهل تكفي فعلا شهرين أو ثلاثة لإعلان تشكيل الوزارة ؟
الائتلاف الوطني قسم الوزارات بين الكتل الرابحة حسب المقاعد البرلمانية.أما التحالف الكردستاني فقد طلب 25% من الوزارات,حسب ما ذكره محمود عثمان أمس للفضائيات العربية والعراقية.ويريد أن يتم حسم المادة 140 وباقي المسائل المعلقة بين الإقليم والمركز ومنها المناطق المُتنازع عليها من خانقين الى بدرة و جصان وما بينهما.ما زال الساسة الكرد يضعون العصا بين العجلات السياسية لكي يفرضوا شروطهم التي بالغوا فيها من اجل الحصول على أكثر ما يمكن من التنازلات من الحكومة المركزية وحسب الفشل في مفاوضات تشكيل كتل كبيرة عربية لأنهم بيضة ألقبان.لكن ما أن ظهرت بوادر تقارب بين الائتلافين الثاني والثالث انتخابيا حتى بدأ الساسة الكردستانيين بتقليص المطالب لأنهم يعلمون إن تلك البيضة سوف لن تصلح لكل الأزمنة.ولكن هل سوف يصلح اقتسام العراق الى ثلاث كتل
بتعريفات مُخجلة لم يتعود الشعب العراقي عليها سابقا في كل ألازمان أم إنها فترة وتصلح مُستقبلا؟
لكن كيف والدستور هم الذين وضعوه,و ماهي آلية تغير بعضا من بنود الدستور الذي شُكلت لجنة لهذه المهمة , ومن هم المؤهلون لتلك المهمة السامية والكبيرة؟هل يضغط الشارع على التغييرات الحقيقة وعرضها على الاستفتاء؟أربعة أعوام واللجنة المشكلة لهذه المهمة لم تخطو خطوة واحدة الى الإمام وبتعمد .فهل تكفي أربعة أعوام جديدة لتحدث المعجزة؟في ظل هذه التقسيمات اشك في ذلك ولكن ربما ضغط الشارع اليومي والمتسع قد يشكل عاملا ايجابيا في بعض التحولات والتغيرات المنتظرة.
أتمنى أن تظهر للأعلام أسماء الذين لم ينتخبهم الشعب ,ليعلم الناخبون أي برلمان عندنا,ورغم ذلك حصلوا على مقاعد في البرلمان رغما على الشعب الذي سوف يتكلمون باسمه.
وما زلنا ننتظر احتكام ساسة السلطة الاحتكام الى لغة العقل وتشكيل الوزارة التي طال انتظارها وتفويت الفرصة على الدول التي تريد الخراب للعراق.
20100517