| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 17/4/ 2010



عراق المتناقضات

محمود القبطان  

مازال العراق يحتل المرتبة الأولى ,على ما أعتقد, في التصريحات والتصريحات المضادة وهذا ناتج عن تعدد مراكز الخطاب السياسي المتخبط في خطاه وتعدد الأشخاص الذين يصرحون كل يوم حتى بما هو غير مُخول لهم وإنما فقط للظهور الفج والمُربك للعملية السياسية لاسيما ما بعد الانتخابات.فما عاد يعرف الناس من هو الناطق الرسمي بأسم هذا الحزب أو تلك الكتلة,ولا يعلم إن كانت هناك ضوابط في داخل هذه الكتل والأحزاب لتوحيد الخطاب السياسي لا بل تعدت هذه الظاهرة ما هو خارج المنظومة السياسية ليصل إلى الجهات الأمنية.

1:

هل اتفق أم لم يتفق الفرقاء في الائتلاف الوطني العراقي مع دولة القانون ؟يظهر يوميا أكثر من شخص ليصرح بنتائج المباحثات وفي معظم تلك التصريحات ما يزيد التباعد بينهما لتأتي تصريحات مضادة تفضح طبيعة الاتفاقات.ميسون الدملوجي والنجيفي والملا و علاوي يصرحون في وقت واحد,وهمام حمودي والاعرجي والربيعي والحكيم يصرحون من الطرف الأخر وحاچم الحسني وعزة الشاب ندر(الذي انظم إلى المصرحين وبقوة)حتى لا يفوته القطار وربما ليحصل على مقعد تعويضي إذا لم يحالفه الحظ في حصوله على الأصوات المطلوبة,و البياتي والساعدي والأديب الخ.. والقائمة قد تطول التي تصرح في معظم الأوقات لمجرد التصريح وهؤلاء ليس كلهم الناطقين بأسم كتلهم فما الداعي للتصريح ولماذا لم تنبههم كتلهم على هذا التداخل لإرباك ما هو مرتبك في العملية السياسية.لكن كل هذا ليس غريبا على أجسام غريبة تتفق لوقت مُحدد لتفترق في أول منعطف تمر به كتلتهم ليعلنوا الطلاق الحلال ما دام المقعد قد ضُمن.

ما معنى تهديد مقتدى الصدر من انتخاب المالكي مرة أخرى؟

ما معنى تهديد علاوي بحرب أهلية إذا لم يُكلف بتشكيل الوزارة لأنه يعتبر القائمة الفائزة؟ وأنا لا أناقش فوزه وإنما ردود أفعاله هنا. وفي كل العالم تكلف الكتلة الفائزة بتشكيل الحكومة وان فشلت تكلف الكتلة التالية,ولكن لماذا ساسة العراق الجدد يبحثون عن المشاكل والتعقيدات؟

لماذا الكتلة الكردستانية تبقى تبحث فقط عن مصالحها وتتخلى دائما عن حلفائها في أوقات الشدة ,والأمثلة كثيرة لا حصر لها؟

2:

تعددت الأسباب لغلق مطار النجف.وبعد تصريحات وزراء الأمن والدفاع والنقل وبوجود الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد العسكري بأن المطار أغلق لاسباب أمنية وحصول معلومات استخباراتية عن تخطيط لهجوم إرهابي على النجف لإحياء الحرب الطائفية مرة أخرى,في اليوم التالي صرح العسكري إن هذه الأخبار عارية عن الصحة وان اتخاذ بعض الإجراءات كانت احترازية.ويبدو إن التصريحات المتناقضة لم تتخلف عنها الجهات العسكرية هي الأخرى.العسكري ذكر في تصريحه أن المطار في النجف قريب جدا من المرقد المقدس وكان من المفروض أن يبنى على بعد 35 كم من المدينة.أين كانت السلطات المعنية من هذا؟وهذا يقود إلى إن مطار كربلاء المزمع بناءه يجب أن يكون على هذا البعد,إذا أين سوف تبنى المطارات التي تطالب بها كل حكومة محلية لمحافظتها؟ومع كل هذا أسأل لماذا كل هذا التهافت لبناء مطارات في كل محافظة تقريبا؟هل لسفر الساسة بطائرات خاصة أم لسفر الفقراء من بغداد إلى الكوت مثلا أو إلى الديوانية بالطائرات؟أو ربما من التاجي إلى مدينة الثورة سابقا والصدر حاليا أيضا بالطائرة حيث يسكن تلك المدينة 3 ملايين نسمة وهم أحق من غيرهم بالمطار حسب الكثافة السكانية؟أغلقت مطارات شمال أوروپا بسبب البركان في ايسلندا وخسرت شركات الطيران والدول لمياردات الدولارات ولم يخرج احتجاج واحد على تلك الاجراءات لانهم يعرفون ما معنى سلامة الآلاف من المسافرين وليس الارباح فقط.فهل يتحلى مجلس محافظة النجف بنفس الشعور بالمسئولية في المرةالقادمة؟

3:

لم يعد العراق ضمن أجندة الساسة الرابحين في الانتخابات الأخيرة وإنما توزيع المناصب والاختلاف الأكبر حول اسم رئيس الوزراء الجديد.ليس مهما عندهم أن يسير العراق في طريق الأمان وإنهاء الصراعات الجانبية وإنما التمسك بكرسي الرئاسة سواء للوزارة أو للجمهورية أو تسمية الوزراء حتى لو كال الانتظار.الهذا السبب ذهب العراقيون للانتخابات؟الله يجازي أعمالكم بما تستحقون.

4:

أفرد للسيد القاضي وائل عبداللطيف هذه السطور:في إحدى ندوات فضائية الفيحاء خرج السيد القاضي بقسمه 3 مرات بالله العظيم إن السعودية ترسل الإرهابيين إلى العراق وتصرف الملايين من الدولارات .أما ألان وبعد أن ذهب إلى السعودية وفد كتلته التي التحق بها قبيل الانتخابات وعلى رأس الوفد رئيس كتلته بدأ ينظر من جديد حول التعاون العربي وضرورة هذه الزيارات.السيد القاضي أين ذهب القسم الغليظ بدور السعودية بتمويل الإرهاب وأن 90% من الإرهاب يأتي من السعودية؟ وأنت القاضي واليك المشتكى بعد الله هل من الحكمة هذا الارتماء في أحضان السعودية قبل تأليف الوزارة إذا شأت أن تصحح العلاقات معها وهي التي ,مع الكويت,لا يريدون إعفاء العراق من الديون التي أعطوها لصدام حامي جبهتهم الشرقية في حين تنازلت الصين الملحدة عن ديونها؟

هذا هو عراق المتناقضات في 2010 والأمثلة عديدة.

 

20100417




 

free web counter