| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 16/5/ 2009



ضرورة وجود السفارات الأجنبية ..والمطارات

محمود القبطان

1:

قد لا يختلف اثنان على أهمية تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الدول لما له أهمية في العلاقات الدولية ومن منافع تجارية مشتركة وتسهيل العمل بين الدول في هذا المضمار,إضافة الى تسهيل العمل القنصلي سواء لرعايا تلك الدول أو منح تأشيرات دولها لمواطني الدولة التي تتواجد فيها سواء لأسباب سياحية أم تجارية وغيرها من غايات السفر المتعددة.

وبدأ العراق يحقق بعض النقاط الايجابية في هذا المضمار ولو بتعثر ملحوظ . فبادرت دول غير عربية منذ فترة بإرسال مبعوثيها الى بغداد لاسيما والوضع ألامني فيه حقق كثير من التحسن ,لكن لم ترتقي هذه الدول الى إرسال ممثليها بدرجة سفير إلا ما ندر, أما الدول العربية التي تتوسل إليها ,ومع شديد الأسف,الخارجية العراقية فلم ترسل الى العراق من يمثلها إلا ما ندر وكأن المسألة هي لا تتعدى غير مصالح العراق في وقت أن كل الدول تريد أن تلهف وتغرف من العراق ما أمكن وبأقل التكاليف.

مع كل هذا الانبطاح في التوسل للدول التي سوف تستعيد عافيتها من أزماتها ألاقتصادية في حالة بدء إعمالها في العراق سواء عبر الاستثمار أو تنفيذ المشاريع وما سوف يترتب على هذا من أرباح خيالية من العراق,ومع كل هذا فهذه الدول دون استثناء تتعامل مع المواطن العراقي بقساوة وعدم احترام متمثلا في عدم منحه تأشيرة دخول الى دولها حتى لو كانت سفرة عمل وهناك دعوة رسمية من شركة أو شركات تلك الدول,لا بل ألانكى يطلبون من الشخص أو ألأشخاص العازمون على السفر العلمي أو التجاري بالذهاب الى الأردن والانتظار مدة أسبوعين لحين وصول خبر موافقة على منح تأشيرة لهؤلاء أو رفض الطلب.أذن ما هو عمل القنصليات التي لطالما توسلت الخارجية العراقية لافتتاحها في بغداد. ليخبر الناس أحد موظفي الخارجية العراقية عن أسباب امتناع هذه السفارات المتواجدة في العراق من منح تأشيرات دولها للعراقيين.؟ وهل سوف يبقى العراقي ممنوعاً من دخول كل الدول بسبب لا يعلمه إلا المقربون من القرار السياسي ؟ وهل كل من يريد أن يذهب للدراسة أو العمل لفترة أسابيع أو ربما أيام معدودة كدورة علمية سوف يطلب اللجوء؟ مع العلم أن كل طلبات العراقيين للجوء مرفوضة,ولعلمي وعن قرب إن الكثير من الأشخاص تم رفض طلبهم مع وجود رسائل دعوات رسمية لكن هذه السفارات لا تمنح أية تأشيرة حتى لو تدخل المصنع أو الجامعة المانحة للزيارة ولسبب مجهول و وزارة الخارجية العراقية في حل من هذه القضايا ولا تريد أن تتدخل,لماذا ؟ لا احد يعرف السبب.

2:

أما القضية الثانية التي أصبحت كما يبدو تقليعة في العراق أن تطلب الكثير من المحافظات مطارا خاصا بها. فبعد بغداد والبصرة والموصل وكركوك ظهر لنا مطار السليمانية و الوضع هكذا في اربيل هناك مطارا مهما وفي كلتا المحافظتين في الإقليم يترجل رئيس هناك من الطائرة الخاصة به لان لابد أن يكون كل شيء في الإقليم متشابها لاسيما في عاصمتيه.

أما في النجف ,وطبعا بأيادي عراقية ,أنشئ مطار ولو على عجل اقلعت أول طائرة من هناك أو هبطت,من دول الجوار ثم من الدول البعيدة,ولا أريد أن اصف نوع المطار الذي انشئ بأيادي العراقيين لكن لماذا كل هذه العجلة؟ ثم ظهرت لنا مطالب جديدة من محافظة الديوانية وربما السماوة لإنشاء مطار هناك.. شر البلية ما يضحك.

أعتذر للقارئ على هذا التعليق ,لان الناس لم تشبع بعد والمحافظين في الحكومات المحلية يطالبون بإنشاء مطار هناك ,في وقت ما زالت البطالة تضرب أرقاما خرافية وبتزايد مطرد. وسوف تظهر مطالب جديدة لمطارات جديدة في مدن أصغر واصغر,وهذا ربما يأتي بسبب سوء وتردي المواصلات بين المحافظات ولذلك يعوض عنها بالمطارات وربما لتسهيل التنقل بين البلدات!!.

الحقيقة هناك تسابق مع قلة وعي ومسؤولية في الحكومات المحلية,هذه التسمية المحببة للقطط السمان الجديدة في الساحة العراقية,ليبرزوا ويشعروا بنوع من استقلاليتهم . ناس لم يفهموا أن هناك أولويات في العراق المكبل بالاحتلال ,إعادة بناء البنى التحتية التي دمرت وتدمر كل يوم كل ما ينجز منها سواء بتخريب إرهابي أو عبر الفساد المالي. الأمطار التي اختفت منذ سنتين أو أكثر,التصحر ، تدمير المناطق الزراعية عمدا أو عبر شحة المياه وكذلك عبر سوء الاستعمال. البطالة التي تضرب بشرائح واسعة من الناس,الفقر المدقع الذي وصل الى أرقام خيالية في بلد غني جدا وله من الثروات التي تتمنى كثير من الدول أن تملك عُشر ما يملك العراق. قلة وعي فئات واسعة من الناس وعدم اهتمامهم لما تعني كلمة بيئة أو شجرة معمرة فيعمدون الى تقطيعها لشواء السمك المسكوف ,شرائح من الناس "تحلت" بأنانية لا مثيل لها في عدم ألاكتراث بما يعاني الآخرين من ضعف الطاقة الكهربائية,ناس تركوا زراعتهم ورحلوا الى بغداد تحديدا ,وتطالب بالسكن والعمل غير الموجود أصلا ويقولون على الفضائيات ماذا عملت لنا الحكومة,ونذهب الى أين ؟ ولم يسألهم أحد من أين جئتم ولماذا ؟ مع كل هذا وذاك وأمور كثيرة يمكن سردها من النواقص والأمور الأكثر ضرورية يمكن للحكومات المحلية والمركزية أن تفكر بها وحلها قبل أن تطالب بأمور تبدو أكثر من بطر وهي إنشاء المطارات والتي لم يصل بها العراق الى صفوف الدول المتقدمة حتى ولو بنوا مطارا في كل قرية,لان المشكلة ليست في بناء مطار هنا وآخر هناك وإنما ماذا بعد ؟ ولماذا ؟ وهل تحتاج كل محافظة الى مطار ؟ وكيف سوف تسير الأمور في بلد فيه أكثر من ميناء جوي ؟ هل شبكة السكك الحديدية اكتملت لتشمل كل العراق ؟ هل فكرت هذه الحكومات المحلية ,التي تريد بناء مطارات ,بزرع حزام أخضر حول محافظاتها وتعمل مع المحافظات الجارة الى إيقاف التصحر؟

أيهما أكثر نفعا للعراق وشعبه ، بناء وتوفير فرص عمل وكهرباء وماء مستمرين ومدارس حديثة وشوارع عريضة وربما مترو تحت الأرض وإيقاف التصحر وووو,أم بناء مطار هنا ومطار هناك وسوف يستخدم لتنقل أعضاء البرلمان الذين لم يعرفهم من انتخبهم إلا عبر قوائمهم ؟

اتمنى على المسؤولين أن يفكروا مرة واحدة قبل أن يتخذوا قرارات لا تنفع الآن.



2009-05-16

 

 

free web counter