| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 16/9/ 2012



الفلم المسيء للإسلام ونبيه محمد

محمود القبطان        
 
بين فترة وأخرى تشتعل الفتن الدينية مما يؤدي الى سقوط ضحايا, العالم في غنى عنها.ولابد إن هناك من يقف وراءها من أجهزة ودوائر وإمكانيات كبيرة لتمرير هذه الفتن لغرض ما وفي حالتنا هذه,الفلم,من أجل تمرير عدة خطط أو برامج قد وضعت من قبل ,ربما عقود وكما في تقسيم الشرق الأوسط ,لحرف انتباه شعوب العالم المتمدن عن ما يجري في بلدانهم في الخفاء,من جانب ,ومن جانب آخر لعرض "همجية" ردود الأفعال التي ترافق هذه الفتن وتصوير هذه الشعوب بأنها الفتنة في عينها في العالم,من جانب آخر.

من يقف وراء هذا الفلم ؟ تقول صحف اليوم إن سام باسيل الإسرائيلي الجنسية هو من يقف وراء هذا الفلم الذي يهز العالم منذ أيام لأسأته الى الرسول محمد(ص),وقد خصص خمسة ملايين دولار لإنتاج هذا الفلم وفي الأساس كان يراد منه أن يعرض تأريخ مصر القديم ولكنه حرف حتى في الصوت,يقول الممثل گاوكر الذي أشترك في تمثيله.وتقول الصحيفة التي نقلت هذا الخبر إن سام قد جلب للتحقيق بسبب الفلم.

لكن المصيبة ليس في الفلم أو بما احتوى من تعدي على مشاعر قرابة مليار ونصف مسلم في العالم,لابل مشاعر حتى من غير المسلمين.وما رافق عرض هذا الفلم من إحداث متسارعة حرائق, ضحايا,تدمير منشآت,قتل أبرياء,كان ما لا يقبل الشك من تدبير صهيوني وبالاشتراك مع القاعدة,سواء بشكل مباشر أو غير مباشر,تقول الصحف اليوم إن القاعدة هي التي فجرت السفارة الأمريكية في بنغازي وقتل السفير من ثلاثة من موظفيه بسبب قتل الأمريكان احد قيادي القاعدة أبو يحيى الليبي مستغلة ظهور هذا الفلم,ومنها اشتعلت الفتنة لتصل مصر والمغرب وتونس والعراق وأندونوسيا والباكستان وأفغانستان واليمن.ومن الملاحظ أن في معظم هذه الدول للقاعدة مواقع قوية وتُحرك بسهولة عند الطلب.ولكن لماذا لم تتحرك أو تخرج تظاهرات في الخليج العربي وأوروبا وأمريكا حيث ملايين المسلمين يقطنونها؟ في الخليج لا يتحرك الشارع إلا بإشارة من السلطات العليا,والسعودية "تطالب باعتذار رسمي (مِن مَن) وتدين الأعمال الهمجية "تقول وكالات الأنباء,وفي أوروبا وأمريكا هناك دول مؤسسات ولا يمكن أن يتعدى أحد على القانون,وبالتالي على الجميع أن يحترم القانون. أما في تركيا فأن مسلمي السلطة قد سمحوا بالقليل لحفظ "ماء" وجههم وليس لاعتبارات أخرى بدليل إنهم يعرفون من يقف وراء هذا الفلم ولصالح مَن.أما في العراق فقط خرجت التيارات الاسلاسياسية وليست الدينية ضد ظهور الفلم دون أية أجازات لتلك التظاهرات,حيث لا نمتلك دولة مؤسسات وقانون.ولذلك ركبت بعض التيارات تلك الموجة من الاحتجاج لتُبين قوتها ونفوذها في الشارع مرة أخرى ورفعت صور رموزها وكأن التظاهرة للرمز وليس للاحتجاج على الفلم,ورددت الشعارات المعروفة لتلك التيارات.يقول أحد رجال الدين الإسلامي في مصر مصطفى راشد:إن حرق السفارات وقتل الأبرياء والتي تنقله الفضائيات للعالم يدل على عدم الإيمان وثقة هؤلاء بالله ونبيه ,ويعيد الى الأذهان مدى التطرف الديني في العالم الإسلامي,وقدرة الفكر الوهابي على تحريك الشارع"..."ويريدون من مصر أن تكون تابعة للخليفة الوهابي"..."وإن زج الأقباط في هذه الفوضى وعن عمد يكون هو هدف التطرف والإرهاب أصحاب الأجندة الملوثة".

هل يحتاج "فنان" أو "كاتب" مثل سلمان رشدي أكثر خدمة مما قدمها المتعصبون من الاسلاسياسيين له و آخرين ؟ من كان يعرف سلمان رشدي أو الفنان السويدي فيكس أو غيره من الحثالات التي تسيء لمعتقدات الناس؟يقول البروفسور السويدي يان يرپه المختص في الدين الإسلامي.من الجنون أن يتعدى احد على معتقدات الآخرين الدينية وتقاليدهم.

ما المطلوب ؟ على العقلاء أن يُفوتوا الفرص على مثل هذه الفتن.أن لا ينجروا اليها ويُخرج كل تيار جماعاته الى الشارع لاثبات القوة والنفوذ.وعلى دول المؤسسات لابد من وضع بعض الحدود لتلك الحريات التي تنص عليها دساتيرها احتراما لمشاعر ومعتقدات الآخرين وهذا لا يخص الدين الإسلامي وحده وإنما يشمل كل الأديان والمعتقدات التي تدين بها البشرية.

ولكن في النهاية في هذه الفتنة نجحت الصهيونية ومؤسساتها والقاعدة وركائزها في نشر الفوضى والتخريب والقتل في ايام قلائل.وهذا كان من المفروض أن لا يحدث ليبقى ذلك الفلم وغيره في طي النسيان.

 


20120916


 

 

free web counter