| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الجمعة 16/12/ 2011



حصاد الأسبوع السياسي الساخن

محمود القبطان   

يصعب على المتتبع أن يحصد ويحصر بعض الأحداث السياسية الساخنة بحدث أو حدثين لان الأحداث الساخنة فعلاً لا عد ولا حصر لها.ففي كل يوم يكون هناك أكثر من حدث سياسي عاصف وله تداعيات مؤثرة على الشارع والعملية السياسية برمتها.

1: تتصدر الأحداث زيارة السيد المالكي للولايات المتحدة الأمريكية

وتباينت الآراء حول نجاحها من عدمه.ففي كل الأحوال, اليوم أسدل الستار على الاحتلال "رسميا" بتسليم آخر قاعدة أمريكية في العراق وكانت تحمل الرقم 505 وهي قاعدة الإمام علي الجوية. وبغض النظر عن ما تطرق عليه الرئيسان فقد قال الخبر اليقين وزير الدفاع الأمريكي أمس في زيارته التي يحضر لتسليم القواعد الى أهلها,قال بتشخيص صريح جداً:نحن ننسحب من العراق ولكننا باقون فيه ولن نتركه!!هذه هي الحقيقة والتي لا غبار عليها,فهذا هو الهدف من الاحتلال وهذا هو الهدف من إسقاط رجلهم صدام,وهذه هي السياسة الأمريكية ,تستعمل أدواتها لتنفيذ مخططاتها ثم تزيحها بعد ذلك بأية طريقة ,وشيلي پینوشيت وسوهارتو وأورتيجو پنما وشاه إيران ومبارك مصر ووزين العابدين تونس أمثلة حية للجميع,وبالتالي لن تترك أمريكا العراق مهما هللت بعض الأوساط,بالرغم من أهمية الانسحاب,ولكن ال15 ألف جندي أو مُدرب في السفارة الأمريكية في بغداد سوف يكون لها حساب خاص في السياسة الأمريكية.

2: تداعيات محاولة "الاغتيال" أو الاعتداء على شخصية مهمة في الدولة.

لم يتوصل التحقيق ليومنا هذا الى من هو المستهدف أو من هي الجهة التي وقفت خلف المحاولة,حيث دخلت سيارة برقم رسمي ,ولا كأي سيارة,ومرت عبر نقاط التفتيش والتي يفترض أن يكون سائقها حاملا للباج الخاص بالمنطقة المحصنة تحصيناً كبيراً.وبالرغم من التصريحات النارية وتوجيه الاتهامات والاتهامات المتبادلة والوعود التي قطعها على أنفسهم من هم في قمة التشكيلة الأمنية لعرض النتائج على الإعلام خلال ساعات,لكن مضت الأيام وسوف تمضي الأسابيع والأشهر ولن تظهر أية نتيجة لأي تحقيق,كسابقاتها من نتائج اللجان التحقيقية المُسيسة.وسوف تختفي القضية في أحدى أدراج الكبار لتبقى ورقة ضغط على آلاخرين يلوحون بها وقت الحاجة لتمشية تقاسم السلطة الى ما مشاء الكبار.

3: قارئ القرآن المُزّور!

نشر على الملأ خبر يحز في النفس كثيراً ومفاده هو أن احد النواب في البرلمان,وهم كُثر,تبين أنه زّور شهادته الدراسية,مثل الكثير من زملائه,ويُراد أن تعرض أوراقه الى لجنة النزاهة.ولكن وسائل الدفاع"الكُتلي" شرعت بتوجيه الأدلة ضد الهجوم هذا ضد قارئ القرآن,حيث إنه حصل على شهادته من إحدى مدارس الحوزة في طهران ,يقول المدافع عنه في كتلة دولة القانون.ونسى هذا الصنديد إن رئيس الوزراء قال مرة انه لا يحق لأحد حمل شارة الركن العسكرية إلا من تخرج من كلية الأركان العراقية أو من دولة معترف بشهادتها,كبريطانيا,قالها وقت انتشرت شارات الركن على أكتاف ألاميين,أما السيوف فقد ملئت أكتافهم .قارئ قرآن ومزور شهادة وإن جلبها من الحوزة في إيران الام وعضو برلمان,كيف تحل هذه الإشكالية يا دولة القانون؟

4: هروب مجرم مُدان!!

قد يهرب لص من قبضة شرطي نحيف,أم انه أقوى من مسك به,فهذا يمكن حدوثه في كل البلدان.لكن أن يهرب(أقرأ: يُهرّب) مجرم سفاح اشترك في 21 عملية قتل واختطاف وله سوابق يندى له الجبين,لا بل حتى عتاة المجرمين يستحون من قبوله بجانبهم, يُهرّب وهو في عهدة موقف التسفيرات وهو في حافلة لتنفيذ الإعدام فيه,فهذا ما لا يمكن تصوره في زمن الأسلحة التي قد حصد العشرات في ثواني معدودة.والخبر قيل إنه لم يهرب لوحده وانما هرب معه آخرون لتغطية الفعل المشين من قبل المفرزة التي كانت تقله ولكن الإعلام ظل يذكر المجرم الوحيد الهارب قاتل محافظ السماوة وآخرين كُثر.

كيف هرب ومن هرّبهُ,لا أحد يعلم.لكن الاتهامات بدأت ولم تهدأ ولو لفترة.الاتهامات من داخل كتلة التحالف الوطني تحديداً,حيث قال احد المسؤولين الأمنيين أنهم يعرفون من هرّب المجرم,وفي وقتها قال حسن ألشمري وزير العدل أمس وعل فضائية الحرة ليقولوا من هي الكتلة أو الحزب الذي هرّب المدان والذي كان قاب قوسين أو أدنى أن يُعلق على الحبل بسبب جرائمه العديدة.وتشكلت على الفور لجنة تحقيقية ,نتائجها تظهر بعد حين!!,ولا أعتقد إن هناك من يجرأ أن يعلن للناس من هي الكتلة أو الميليشيا التي خططت لعملية التهريب هذه,وقال آخر أنهم كانوا يعلمون عبر استخباراتهم,عن عملية لتهريب هذا المدان.وفي النهاية هرب المجرم وبقت تبادل التهم بين "الإخوة",ولم يتلقى القصاص غير مدير سجن المثنى بضربه في اجتماع لمجلس المحافظة من قبل شقيق محافظ المثنى المغتال وهو نقيب في الجيش,بالرغم من خروج السجين من عهدته قبل شهر ,يقول حسن ألشمري.و"الحتوتة" التي لا تنتهي هي هروب المجرمين وفي النهار مرارا وتكرارا رغماً على أنف القضاء والحكومة والبرلمان ,والشعب ينتظر نتائج التحقيق.من هي الكتلة التي ينتمي إليها المجرم صاحب السوابق منذ عهد السلطان صديم وليومنا هذا؟الجهة الوحيدة التي لم تتهم من خلال التحالف الوطني هي المجلس الأعلى.


5: المؤتمر الوطني..

كل القوى الوطنية العراقية خارج وداخل الحكومة تعتقد أن العملية السياسية في مأزق كبير,والأمور لا تسير بشكل صحيح وهناك استئثار بالحكم ولا حل لهذا المأزق إلا بالجلوس معاً للتوصل الى حل قد يرضي الجميع من خلال مؤتمر وطني,لم يتخلف عن هذا الإجماع إلا كتلة دولة القانون.يقول خبراء دولة القانون إنهم لا يريدون الرجوع الى المربع الأول,ولا داعي لقوى من خارج الحكومة لان لا تأثير لها على العملية السياسية,هذا فهمها الشعب من تزوير الانتخابات وتشكيلة الحكومة,ولكن ماهو الحل يا دولة القانون؟لا تريدون مؤتمروطنيا عاما,ولا تريدون انتخابات جديدة ولا تريدون دستور جديدا ولا تريدون قوانين جديدة للأحزاب وللانتخابات ولا تريدون حل البرلمان والحكومة ولا تريدون حل مشاكل الخدمات والبطالة والتزوير ونهب ثروات الشعب...ولكن ماذا تريدون؟؟هل تصريف وحل ألازمات عبر القتل بالكاتم والقمع ومطاردة المتظاهرين والصحفيين وانتشار الرشوة وتوزيع مقاعد البعثات بينكم هو الحل؟أفتوها يرحمكم الله.

هناك أسرار وهناك من يتكتم عليها وعلى كل ما يحدث في العراق,لكن من هو البطل الذي سوف يخرج ويقول الحقيقة للناس؟ولكن الأهم في كل هذه الأحداث السياسية الساخنة جداً,الى أين يسير العراق في ظل كل هذا التخبط المأساوي؟

 

20111216
 

 
 


 

free web counter