| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 15/9/ 2009



الانتخابات قادمة والبعض مشتت

محمود القبطان

التحضير ,وبجدية, للانتخابات البرلمانية التي أصبحت قريبة مهمة الجميع في التيار الديمقراطي ولا يختلف عليه اثنان.لكن ليست هذه المهمة بالأمر اليسير لتحقيق هدف يمكن الوصول إليه من خلال التوصل الى ارقي أشكال التعاون للوصول البرلمان بتحالف رصين وقوي وجدي ليكون له كلمته المسموعة وعلى كافة الصعد.

أن افتقار التيار الديمقراطي للممول هو احد الأسباب في تدني التصويت لصالحه ولكنه ليس الوحيد.أولا انه لم يتوصل هذا التيار الى صيغة موحدة للعمل المشترك,وأنني على ثقة بأن أطراف عدة في هذا التيار تحاول وتحاول اللقاء من خلال مشتركات لكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يتحقق لا سيما في محيط سياسي متشابك ,مثل العراق.من هنا تأتي ملاحظات الأخوة المهتمين بمستقبل التيار الديمقراطي من خلال الانتخابات القادمة ,وهذا دليل الاهتمام الكبير لما يمكن أن يقدم هذا التيار في حالة تقاربه وتعاونه للوطن والشعب الذي عانى ويعاني الأمرين منذ عقود وربما أعوام جديدة قادمة اذا استمر الوضع على ما هم عليه ألان.

قرأت للأستاذ د.كاظم حبيب وللسيد سلام محمد جعفر وتعقيب السيدة إقبال الخياط بتأني ودون تسرع جهد ألامكان.

أولا- التصيد على ألأخطاء الإملائية لا يدل على براعة لا في القواعد ولا في الدهاء السياسي.قرأت قبل فترة ليست بالبعيدة كتابا تاريخيا للراحل شاكر جابر,وما وجدت فيه من أخطاء حتى في الجزء الذي يبين الخطأ والصواب ما يدعو للدهشة ولكن الكتاب لم يفقد أهميته التاريخية.وأكثر من ذلك قرأت لإخوة ينبهون ألآخرين ولو "بلؤم" عن الضاد والظاء وهم ينسون حرفا هنا وحرفا هناك,وهذا التوضيح والتنبيه لن يعطي قيمة للردود أو التعقيبات.لان من يكتب لابد ان يخطأ هنا أو هناك مهما قرأ ما كتب ولمرات.

ثانيا- رد السيد جعفر كان فيه شيئا من القسوة اتجاه د.حبيب,ولكن اذا أضفت شيئا فأقول ان د. كاظم حبيب يعتبر أن جماعة الأهالي الجديدة (و أشك في رصيدهم الجماهيري)هو تشتيت للحزب الوطني الديمقراطي,وهذا الأخير جاءت نتائجه في انتخابات مجالس المحافظات مخيبة للآمال من خلال قائمة مدنيون, ثم هل يعتقد السيد حبيب ان هذه الجماعة الجديدة لها حظ في الانتخابات وهو يشعر بمرارة لذلك ؟.وأما ما أستطيع أن أضيفه حول مقالة الأستاذ حبيب حول إمكانية ,ربما,عدم دقة معلوماته حول اللقاءات مع أطراف التيار الديمقراطي,أي بين الحزب الشيوعي العراقي والآخرين عبر شخص نقل له الأخبار ,هذا في حد ذاته لم أكن انتظره منه لان السيد د.حبيب له من العلاقات الواسعة وسمعته داخل الحزب ما يجعله على إطلاع مباشر في هذا الموضوع دون انتظار "الشخص" لينقل له معلومات قد تكون صائبة أو لا. وأشهد ان الشيوعي الوحيد الذي اعترف بمشاركته في الأخطاء التي وقع فيها الحزب هو د. كاظم حبيب من موقع مسئوليته في القيادة,ولم أقرا لشيوعي مخضرم آخر خطى خطاه ,وفي الأمس القريب كان كريم أحمد في تصريحاته التي تخبط فيها ,ونكرها بعد أسبوع لم يجد الا ألآخرين لتعليق الأخطاء على أكتافهم ولم يسلم منها الا هو وعزيز محمد. وما قد يكون نقطة خلاف مع د.حبيب هو اليس ان ألاشتراك الفعلي في لملمة التيار اليساري, وبالأخص الشيوعي العراقي هو الهدف الاول أم لا؟, وهل هناك إمكانية التوصل الى توحيد الجهود اليسارية في الانتخابات المقبلة بعد أن يأسنا من توحيد التيار الديمقراطي الذي أضاف إليه د. نبيل ياسين رقما جديدا؟ وسوف لن يجد أكثر البارعين في السياسة من إيجاد الفرق بين هذا التيار وذاك أي فرق الا اللهم في الاسم وسوف تختلط الأوراق على الناخب الذكي المتعلم لمن يصوت,فما بالك بالناخب الذي يركض يوميا دون دراية الى أين! إضافة الى نية الأغلبية في عدم ذهابها الى الانتخابات من خلال عدم تدقيق أسمائهم في سجل الناخبين’ لا بل أكثر من هذا ومن على شاشة العراقية قال أحد موظفي مفوضية الانتخابات أن بعض العوائل مزقت تلك ألهويات المعلوماتية للانتخابات احتجاجا على عدم وفاء الأحزاب التي تدير الدولة بوعودها.

التشتت ضرب كل التيارات والأحزاب,فإذا أخذنا حزب الدعوة فله عدة فروع وانشقاقات ,والتوافق أصبحت في خبر كان كما الحزب الإسلامي تشتت ,وظهرت بذلك بدائل لتلك الأحزاب بمسميات جديدة,وقد تؤثر سلبا على الجميع.

أنا على ثقة ان الحزب الشيوعي العراقي لن يترك بابا الا ويطرقها من أجل توحيد التيار الديمقراطي,وكما ذكرت قيادته على لسان سكرتير الحزب فيما اذا فشلت تلك المحاولات فللحزب خيار النزول منفردا بقائمته.المهم كيف ستكون التحضيرات للانتخابات المقبلة,موارد الحزب شحيحة,هل ستقدم جماهير الحزب تبرعات لتكون الدعاية الانتخابية بقدر الحدث ؟ هل سوف تشترك الكوادر الحزبية في الخارج في الحملة الانتخابية في الداخل عبر إرسال الرفاق للعمل خلال الفترة التي تسبق الانتخابات ؟ افترض,متفائلا,ان اللجنة الحزبية التي اجتمعت قبل فترة قد حسبت حسابها بشكل جيد,لكي تأتي نتائج ايجابية,وسوف لا أسرف في التفاؤل لان الأوضاع العامة لا تسمح ,ضمن ديمقراطية عرجاء, أن يصل الحزب الى البرلمان بعدد كبير,لكن كل شيء جائز.

لننظر الى دعاية الأحزاب ألأخرى وماذا تفعل من أجل ضمان "شراء" الأصوات,فاليوم قرأت ان محافظ النجف بدأ بإرسال المتعففين الى كربلاء للزيارة مع وجبة فطور,وربما أكثر,وكل هذا مجانا,بعد أن عجزوا عن توفير الماء والكهرباء وابسط الخدمات ألأخرى والسؤال هل المتعفف خريج جامعة وعاطل عن العمل أم أمي الى حد لا يعرف من يومه غير الجلوس في مقهى الحي الذي يسكنه ولا يعلم ما يدور وبذلك فهو صوت انتخابي مضمون؟.وفي محافظة أخرى يهدد من لا يذهب الى الانتخابات بقطع رواتبه من الموظفين,وأكيد سوف يفصل من الخدمة أساسا اذا لم ينتخب تلك القائمة بعينها,وألا لمن وزعت البطانيات والمدافئ في العام الماضي,والشتاء القادم على ألأبواب؟ على اليسار العراقي والقوى الديمقراطية تعرية هذه الأساليب اللاديمقراطية لشراء الأصوات.

على هذه القوى أن تركز على ما يهدد به بهاء الاعرجي بأنه قد يضطر الى كشف أسماء الكتل التي تريد إعاقة التصويت على قانون الانتخابات والأحزاب.اذن هناك أكثر من تيار وحزب يعمل على تعطيل عمل البرلمان والإبقاء على كل ما فرضوه في الدستور الذي يفسره كل على هواه.

وهنا يسمح لي د.كاظم حبيب السؤال التالي : لماذا يدعي الأشخاص الذين كانوا في قيادة الحزب الشيوعي العراقي في فترة ما بأنهم ديمقراطيون ومستقلون عندما يتنحون أو ينحون من مراكز القيادة, و د. حبيب من بينهم ؟ ديمقراطيون يمكن فهمها ,ولكن الشيوعي يصبح مستقلا,هذا ما لا أفهمه!

الوقت كل الوقت لاستنهاض الشعب العراقي ليتعرف على برنامج الحزب الانتخابي,من أجل كسب أكثر الأصوات,للوصول للبرلمان لعدد يؤثر إيجابا في الحدث السياسي العراقي,وحتى تندحر الطائفية والمحاصصة المقيتة .

لن نخوض في العتاب.الأمر أكبر من ذلك,لان لكل منا قصة,واذا أمضينا في سرد قصصنا سوف لا نصل الى الهدف الكبير لخدمة الشعب وتنحية ألاميين وأشباههم بالوسائل الديمقراطية المتاحة وهي الانتخابات. ليتقدم من هو مؤهل بعلمه وأخلاقه وتفانيه ونظافة يديه الى العمل من أجل توفير كل الخدمات التي لم توفرها الأيادي المشبوهة بسبب الفساد الإداري والمالي.

فهل نحن جميعا أهلا لهذه المهام الكبيرة ؟ ألأمل كبير .



20090915


 

free web counter