| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 15/10/ 2009



بعد أحداث جامعة المستنصرية : العلم تحت أقدام المحاصصة الطائفية

محمود القبطان

قبل عامين أو أكثر بقليل حيث سيطر جيش المهدي على الشارع دون رادع ظهر رئيس جامعة المستنصرية آنذاك د. تقي الموسوي على الفضائية العراقية وكان قد سؤل عن صور الشخصيات الدينية المنتشرة في الجامعة,وكان رده : لقد اتفقنا أن ترفع صور الأحياء منهم وتبقى صور الشهداء. ولم أتابع الموضوع لأنه بالمجمل الكلام لا يتطابق مع الواقع الجامعي المتحيز والمثبت كمحاصصة لفئة واحدة لا غير وكل منهم متشبث برئاسة الجامعة, وكما تبين ذلك لاحقا.

اليوم تبين بعضا من ذلك الصراع "السلطوي" على رئاسة الجامعة من خلال بعض الأخبار التي وصلت. فتقي الموسوي قد أزيح من منصبة دون رغبته وظل متشبثا بكرسيه الى أن تعين أستاذا آخرا مكانه ولم يود المغادرة, وقد ظهر حين ذاك في بعض الفعاليات العلمية (اقرأ السياسية) . ثم جاء دور الجديد ليحل مكان الثاني, وهذا لم يبقى وقتا طويلا حتى استبدل بأخر وهو الأخر لم يرد تسليم الجامعة لخلفه, ثم أتى التغيير الأخير وكل رئيس يريد البقاء وكأن الجامعة طابو صرف لا يحق لغيره استلامها .

من تقي الموسوي, الى عماد الحسني الى فلاح الاسدي ومن قبلهم الجابري, وكل منهم لا يريد أن يترك منصبه حتى لو كان الأمر وزاريا. إنها السلطة. لماذا هذا التشبث بهذا المنصب ؟ هل منصب أستاذ جامعي يربي أجيالا قليل بحقهم, ان كانوا في درجة استاذ أصلا وحسب التسلسل العلمي ؟ ربما هذه الدرجات أعطيت كما أعطيت الرتب العسكرية!

ماذا يفعل هؤلاء في الخفاء ؟؟ الواقع ليس لي أية معلومة عن هؤلاء الأساتذة الى أي حزب ينتمي كل منهم لكن قطعا إنهم يسيرون حسب أجندة أحزابهم . ماهي وسيلة هؤلاء "المربين" لتحقيق أجندة أحزابهم ؟ هل رأى أحد منا أن يتضارب أستاذ مع زميله ؟ قطعا لا, ولكن كيف تتم البلبلة ؟

كان استاذ مادة الجبر في إعدادية النضال رحمه الله, كان مربيا بكل معنى الكلمة, كان قد اخبرنا مرة عن سير الانتخابات لنقابة المعلمين في بداية الستينيات قبل انقلاب شباط 1963, حيث كان الطلبة القوميين, البعثيين, يفتعلون العراك مع الشيوعيين, فهناك الجبهة القومية للمعلمين وفي الطرف الأخر القائمة المهنية.

فكانت تحدث المشادات القوية بين الطرفين, والمعلمين يجلسون في غرفهم ,وبالمناسبة مدير الثانوية آنذاك كان شيوعيا وقد اغتالته العصابات البعثية,وهذه صفاتهم المشهود بها دوما. فكان المعلمون القوميون يحركون عن بعد إذنابهم الطلبة التابعين لهم لضرب الطرف الأخر معتقدين ان هذا الفعل الجبان يدفع بقائمتهم الى الإمام والفوز. وهنا ,في جامعة المستنصرية يحدث نفس الشيء وما أشبه اليوم بالبارحة !! الطلبة يتشابكون ، كل منهم ينصر الدكتور الفلاني التابع لحزبه ليثبت تعاليمه الاسلامسياسية وكأن الآخر قد نزل من كوكب آخر او هو ملحد , والعياذ بالله!

الموسوي, الاسدي, الجابري, والحسني كلهم من نبع واحد, وكلهم يعمل ضد بعضهم البعض ألآخر. فهل حقا عمل هؤلاء الأستاذة من اجل العلم فعلا وتخريج جيل جديد لبناء الوطن أم يعملون ويتشبثون من أجل منصب زائل بزوال صاحبه وليحشوا عقول الطلبة بشريعة وتعاليم أحزابهم ؟

أنا احترم الوزارة التي عينت هؤلاء الأفاضل, لكن سؤالي هل فقد العراق رجاله الأفذاذ من العلماء والأساتذة الكبار ليقتصر التعيين على الموسوي والحسني , مع كل الاحترام الى أنسابهم ؟ هل يتذكر أولياء أمور الشعب العراقي الحاليين كلمة الشهيد عبدالكريم قاسم عندما أنتقد على تعيينه العالم العراقي الراحل عبدالجبار عبدالله رئيسا لجامعة بغداد , حيث قال : أنا لم أعين إماما لجامع, حيث كان الانتقاد على التعيين لان الراحل كان صابئيا.هل هناك مشكلة "شرعية" في تعيين أستاذا مسيحيا أو شبكيا أو ايزيديا ؟ أم ان الأمر يتعلق بمسلم وشيعي تحديدا ؟ أين دولة القانون من ذلك ؟ أم أن كل الحديث عن دولة القانون والمواطنة والحقوق المتساوية لجميع العراقيين لا تتعدى سوى حبرا على ورق سرعان ما يجف بعد أن تنتهي معركة الانتخابات.وبهذه المناسبة ماذا عساهم ان يفعلوا اذا اقتربت الانتخابات البرلمانية ؟ هل سوف نشهد معارك بالأسلحة الثقيلة لكسب الأصوات ؟

يا سادة يا كرام : العلم علم غير محدد بدين أو طائفة أو مذهب. العراق يبنى بسواعد أبناءه البررة جميعا ومن كل الأديان . لم اسمع ليومنا هذا أن أحدا من أتباع الأديان الأخرى في بلدنا العراق قد سرق المليارات وهرب ,واذا حدث هذا , افتراضا, فأنه ليس وزيرا ولا رئيس جامعة ولا قس في كنسية أو معبد ديني آخر ولا عضوا في البرلمان العراقي . هل أصبح العلم تحت أقدام المحاصصة الطائفية المقيتة وبواسطة بعض الشراذم من الطلبة مزوري الشهادات, وقد اعترف بهذا وزير التعليم العالي في مؤتمر صحفي نشر في الشرق الأوسط قبل عدة أسابيع, حيث هؤلاء الفاشلين من الطلبة وصلت صلافتهم الى ضرب بعض الأستاذة الأفاضل وتهديدهم وهناك من يقف ورائهم , كما قال الوزير العكيلي.

هل هناك من حكيم يقود العراق الى شاطئ المحبة والأخوة والمساواة والأمان ؟ آت..آت.



20091015


 

free web counter