| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 15/6/ 2011



مفتاح النجاح هو الإخلاص للوطن..فأين انتم من هذا؟

محمود القبطان  

أمس الأول وأنا أتصفح أحدى المجلات الدورية العلمية والطبية وإذا بمقال جميل جدا وفيه عبارة لحكيم,إذا جاز تسميته,حيث قال مفتاح النجاح هو الإخلاص للوطن,هو احد المختصين بشؤون الأدوية واسمه زهانگ كزوو.وكان يتحدث عن الفساد المالي في بيع الأدوية حيث تشترك شركات عملاقة فيه,وليس الأمر يتعلق بأدوية فاسدة وانما الأمر يتعلق بالمبيعات والحصول على الرشاوى,ويذكر هذا الخبير في هذا الخصوص انه اضطرت الصين ان تعمل بنظام دعم الأدوية لان الوضع الصحي أصبح بعيد عن السيطرة.وذكر انه في عام 2007 أعدم وزير الصحة بسبب قبوله رشوة مالية.بالرغم من قسوة الحكم لكنها تكفل الردع لمن تسول له نفسه في قبول رشوة وهو في موقع كبير في الدولة.هذا مفتاح الحديث.

أما في العراق فأصبحت الرشوة والتهديد والقتل والتزوير أحدى مفردات اليوم العراقي بواسطة المتخلفين الذين سيطروا على كل أدوات السلطة ولو لحين.أين الإخلاص للوطن؟

مازالت أزمة حكومة الشراكة الوطنية المحاصصاتية مستمرة والشارع العراقي مشدود لها وبسببها بفعل تدهور الوضع الأمني الذي لم تنفعه لا المئة يوم ولا الألف منها.انتهت جلسات الحكومة العلنية,ولكن ماذا تحقق,كلها وعود ولم يتحقق إلا اليسر اليسير ,فلم يسمع أحد أكثر من أمكانية توزيع النفط الأسود لمالكي المولدات الأهلية لتسهيل التشغيل مقابل سعر "حكومي" سرعان ما التف عليه أصحاب المولدات لان الكثير منهم لم يستلموا حصتهم من النفط الأسود حتى,وكأن البيئة في العراق تحتاج الى مثل هذا المادة لتشغيل المولدات لتلويث البيئة أكثر مما هي عليه.وما تبقى من "منجزات فهي في الورق وتحت الدراسة وفوق الطاولة وبجانب الكرسي ..وهلم جرا..

وتبقى العلاقة اللا ودية بين علاوي والمالكي مستمرة الى حد أن اشتبك الملا مع ألساعدي في البرلمان بالأيادي بسبب خلافات شخصية,ولكن من نقل الخبر الى العالم لم يقل ماهية الخلاف بين الرجلين ليعرف الشعب أكثر عن نوابه.ويتقدم التيار الصدري الذي يطبخ "طبخته"على نار هادئة بمبادرة تكميلية لمبادرة البرزاني من أجل زحزحة أو حلحلة الخلاف بين الصقور لتقاسم "مبدأي "جديد للصلاحيات,أقرأ للأموال ,بين الكتلتين واعتبار إن الدولة تتكون من خمسة سلطات:التشريعية والتنفيذية بشقيها التكتيكية والاستراتيجية فالأولى للمالكي والثانية لعلاوي ,أما السلطة الرابعة فهي القضائية والخامسة غير مرأية وغير مشمولة بقانون يحميها هي السلطة الإعلامية"الصحافية".ويبقى العراق تحت رحمة هاتين الكتلتين وتستمر المبادرات التي سوف لن يكتب لها نجاحا مادام الوطن غائب بينهم.والكتلة الكردستانية والتيار الصدري سوف يجرون الجميع الى تنازلات من أجل أن يُسطروا مطالبهم التي سوف يفرضوها على البرلمان ومن يدير العملية السياسية.وما تأخر التعداد السكاني الذي صرفوا عليه المليارات من الدنانير وتأجل لعدة مرات إلا ليكون ورقة للابتزاز فيما يخص المناطق"المتنازع" عليها في بلد واحد موحد ليومنا هذه.ولم تحل المئة يوم هذه المعضلة وسوف لن تحل في القريب العاجل وسوف تذهب المليارات الى الأوراق والرواتب فقط ولن يكون في العراق تعدادا نزيها للسكان شأنه شأن الانتخابات الماضية والقادمة. أين الوطن من هذا؟

تهجم قوة من الشرطة على أستاذ جامعي ويضرب ويهان ويعتقل,مهما كانت الأسباب وخلفيتها,واللواء دحام يقول لا علاقة لهم بهذا, وعطا يقول أسلوب غير مقبول,ولكن هل شرطي أو مفوض له من الصلاحية بأن يعتدي على أستاذ جامعي بهذه الطريقة؟إذا كان هناك سببا قانونيا للتحقيق مع هذا الأستاذ فهل هناك لغة أخرى يمكن التعامل معه أم ان قانون الغاب هو السائد؟أين القانون ومن يحكم؟إذا اعتدي على العلم بهذه الطريقة فأقرأ السلام على البلاد!لقد قالت مها الدوري في 25 شباط :ليس هناك بعثي في التظاهرات وانما وسائل البعث كانت حاضرة.وهنا الوسائل مازالت مستمرة وبأيدي ما بعد البعث.فهل يقبل المالكي على هكذا تصرفات أمنية؟هل يتوقع له رصيدا شعبيا في الانتخابات القادمة؟لا بل كل التيار الاسلاسياسي الفاشل قد خيب آمال الشعب ونكث بوعوده,فما ينتظر مستقبلا؟أين الوطن من هذا؟

ما لم يتكلم عنه المالكي ولا وزراءه في جلسات الوزراء العلنية هو لماذا يُوقف الوزراء تقديم موظفيهم الكبار بسبب الفساد المالي والإداري الى تحقيق لجنة النزاهة ,ومعروف إن التحقيق ليس إدانة مسبقة؟وما هو الحل أمام فساد مستشري في كل البلاد؟طرح مسألة بيع العقارات الحكومية بأسعار رخيصة جدا. فأراد أن يمتص النقمة عبر قوله أن يجري البيع مرة أخرى بطريقة المزاد العلني حسب ألأسعار المتعامل بها,لكن من سوف يتقدم ويزايد على مالكيها الجدد؟ ومتى يتم البيع الجديد ومن سوف يسمع به وهل يشمل مقر حزب الدعوة في مطار المثني بجانب السجن في المنطقة نفسها وباقي عقارات الدولة الي سيطر عليها الكبار؟كلها أسئلة لم يطرحها السيد رئيس وزراء العراق....أين الوطن من هذا؟

اختفت حوالي 7 مليار دولار نُقلت بطائرات عسكرية أمريكية,وفي أول حادثة نقل للأموال بهذه الطريقة وبهذه الكمية ,لكنها أخطفت ولا يعرف مصيرها وكانت مخصصة لأعمار ما خربه الأمريكان ومن سبقهم ,كما اختفت الآثار التي سرقت من قبل الجنود الأمريكان وارسلت الى العراق وعُثر عليها بعد سنتين من إرسالها في المطبخ التابع لدائرة المالكي.مسكين يا وطن !

ويبقى قول السيد زاهانگ في مفتاح النجاح هو الإخلاص للوطن.ولكن يا وطن العراق من يحكمك ومن يخلص لك؟

وفي رد فعل ظريف من أحد الأصدقاء قال لي : لم يبقى من لم تنتقده ؟ قلت هذا صحيح,ولكن قل ليّ من في السلطة يستحق الثناء,على ما يجري في بلد مباح؟ هذا هو الوطن.فهل هناك من سوف ينقذه ؟ ولكن ما يحُز في النفس إن مثال الشهيد عبدالكريم قاسم سوف لن يتكرر.


 

20110615

 
 


 

free web counter