| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الخميس 14/2/ 2013



الوسطاء الجدد يتسترون عن المجرمين..وماذا بعد؟

د. محمود القبطان  

كثيرا ما يتوسط العقلاء بين فريقين أو أكثر لحل الخلافات مهما بلغت درجتها,وقد يتوصل الفرقاء الى حلول وسط قد ترضي الأطراف المعنية وقد لا ترضيها بالكامل ولكن المصلحة المشتركة,مهما كانت تلك المصالح,هي الأهم في القضية.لكن ما يحدث أحيانا عن الوسطاء وسيلة تخريب وليست تقريب,حيث يتستر الوسيط على مجرمٍ|ين يريدون بالبلد الدمار والخراب.وماذا عن محاولة كسب ود طرف على حساب طرف أو أطراف أخرى بطريقة مكشوفة؟وماذا يقول العلم في التزوير؟

اتهمت هيئة الإعلام وزارة الداخلية بالتباطؤ في تنفيذ القرارات الصادرة عن الهيئة بحق قناة الشعب لصاحبها عدو الشعب مشعان الجبوري,حسب ما نقلته المدى عن مصدر موثوق في 11 شباط 2013.

ليس سرا مشعان الجبوري هو احد الإرهابيين والسراق المشهورين منذ زمن سيده السابق صدام الى يوم هروبه بالأموال الى سوريا بعد سقوط النظام السابق ووقوفه ضد النظام السياسي الجديد وإدارته لقناة كانت تدعو علنا ومن سوريا"الثورة"الى الإرهاب وتدعو علنا تعاونها مع حارث الضاري الإرهابي والقاعدة.والجميع يتذكر لقاءه في الجزيرة وكيف كان يترحم على "الشهيد" صدام في برنامج الاتجاه المعاكس وتصرفاته السوقية ضد صادق الموسوي والذي حدا بالأخير لان يخرج من البرنامج وبعد الطلب من الأخير رجع ولم يكف مشعان على لعن العملية السياسية ويدعو الى القتال ضدها,وبقى على هذا الحال الى أن جاء"المنقذ" عزت (الشاه بن) الدوري ليتوسط عند الحكومة باعتباره من دولة القانون والقريب من المالكي ليأتي الجبوري ويحصل على صك الغفران ويرحل ولولا الاحتجاجات ضد تبرأته حيث القضاء"المستقل" أعلن إسقاط كل القضايا التي كانت ضده,لكان أصبح قرار القضاء نافذ المفعول ,ولكن الاحتجاجات حالت دون ذلك وبدأت الحكومة والناطق باسمها وقت ذاك بالتخبط والإعلان عن عدم التنازل عن الدعوى ضده,ولكن بعد أن هُرّب الى الخارج مرة أخرى وبمساعدة الشاه بندر.ولكن علاقاته مع الشابندر لم تنقطع وربما هناك علاقات أكثر أهمية من كل الوطن وهي علاقات تجارية وأموال الجبوري من أموال الدولة وليس من عرق جبينه.وعودة للموضوع الأساسي وهو إن القوة العسكرية لم تستطع دخول البيت الذي تبث منه قناة الشعب الفضائية لمشعان الجبوري والسبب تبين إن البيت يعود للنائب الفذ عزت الشابندر و هو بيت محصن بحصانة مالكه لأنه نائب في البرلمان و"السيد"النائب في بيروت حيث إقامته الدائمية هناك,ويبد كما اعتقد,إن النائب الغائب دوما عن جلسات مجلس النواب إنه يناقش ويحاور ويطلع على كل صغيرة وكبيرة عبر جهاز الكمبيوتر أو تلفونه الحديث وعبر شبكة السكايب(صوت وصورة وكأنه حاضر), ولا حاجة لتواجده في قاعة البرلمان الكسول إلا ما ندر وخصوصا إذا كان الأمر يدور حول المخصصات المالية وزيادتها الخرافية.لماذا يخفي الشابندر فضائية الجبوري في بيته وتبث من هناك وسرا؟لمصلحة من؟وهل هذا يعد خيانة للوطن؟أم خيانة لقائمته وكتلته؟هل عزت الشابندر فوق القانون؟هل هيئة الاتصالات تجاوزت حدودها وأعلنت"خطأ" إن البيت يعود للشابندر؟ولماذا لم تتجرأ القوة العسكرية من الدخول الى البيت؟وهل كان البيت فارغا من الموظفين؟ وهل يسمح لأي كان أن يبث عبر الفضائيات وبدون رخصة بث حتى ولو كانت ضد العراق؟أم أن تصريحات مشعان الجبوري الأخيرة ضد صدام هي صك الغفران له والسماح له بالبث وإن كان مطلوبا للعدالة ومحكوما عليه بالسجن:15 عاما ؟

عزت الشا"ه بن"دوري عضو البرلمان الغائب دوما والمقيم في لبنان وبلدان كثيرة لتمشية أعماله التجارية , قال مرة انه متواجد في لبنان بسبب العلاج مع مقابلة مع فضائية الرشيد,ولكنه لم يفصح هل يقيم لوحده أم مع عائلته,وحسب حيد الملا أن الجميع قد رحلّوا عوائلهم الى الخارج تحسبا لحدث ما قد يحدث؟وأخيرا هل يبقى عزت الشابندر مديرا للدولة ولو من بعيد وبالسكايب وتنفذ قراراته بالكامل ولو رغما عن القضاء,وهل يملك أسرارا خطيرة قد تطيح بالبعض فيما إذا لم تنفذ رغباته ولو كانت تجارية؟ ربما سوف يطل على الشعب المسكين هذا ال:عزت ويقول المصالحة مع عزت الدوري (الأصل)أو يقرر فتح بيتا له لبث فضائية جديدة من بيت آخر أو يسمح ليونس الأحمد لنفس الغرض ,لاسيما هو قد تقابل مع الأخير "للتفاهم" وتحيده.قد تأتي الأيام القادمة بمفاجأة قد لا تخطر على بال احد ولا على قائمته حتى.

من هنا جاء خبر إن المالكي يتكفل بعلاج قيادي بعثي سابق من عرب كركوك في أحدى مستشفيات تركيا,و البعثي المذكور كان قياديا في حزب البعث بدرجة عضو فرع,وأسأل هنا هل كانت يداه غير ملطختان بدم العراقيين؟أم إن ما وراء ذلك:إنّ؟هل مجرد صدفة أم اخذ الحذر من عواقب الزمن القادم في حالة تظاهرات جديدة ,أم تصادم مع الأكراد؟لأنه بعثي وربما غير مشمول بالاجتثاث فقد تكون المساعدة واجبة .ولكن كيف تكفل العلاج خارج الوطن: من كيس الدولة تكفل المالكي أم من أمواله الخاصة؟قبيلة البو حمدان شكرت المالكي على هذه الالتفاتة الكبيرة.كم مريض يستحق مثل هذه الالتفاتة من قبل الدولة وليس من قبل شخص رئيس الوزراء لتصبح مثل مكرمات صدام,وهم مناضلون أشداء قارعوا النظام السابق وتركوا على الرصيف ليموتوا ببطأ وعلى مرأى من الدولة,ولا أذهب ببعيد ولكن مثل المناضل الذي أخفى نفسه 20 عاما تحت الأرض ليصبح هرِما بعد سقوط النظام السابق ولم يلتفت عليه احد أم مثل الرجل الذي ضربه المجرمون ضربا مبرحا في انتفاضة آذار 1991 وأصبح شيخا لا عمل له ولا من يعوضه .ذكرت هذين المثالين لانهم أقرب الى الكتل الإسلامية الحاكمة لان هناك الآلاف من الحالات لمناضلين من الأحزاب الوطنية لم يعوضوا حتى عن سجنهم ومعاناتهم ,والآن يعالج علي حسين الحمداني على حساب الدولة المجيدة.نوع من المصالحة الوطنية الفريدة من نوعها,ولكن لي سؤال واحد أوجهه لرئيس الوزراء:هل اعتذر هذا البعثي القيادي الحمداني عن جرائمه وجرائم حزبه خلال أكثر من 35 عاما ضد الشعب العراقي؟

ولنرى ماذا يحدث لدولة القانون والتي بدأت تضرب بالقانون عرض الحائط وعلى كل الجبهات.عباس ألبياتي يريد الحصول على شهادة الدكتوراه,ولم لا فحيدر ألعبادي يجلس بجانبه ويحمل صفة دكتور فإلى متى يبقى ألبياتي بدون هذا اللقب.فقد قدم طلبه الى علي الأديب مع من يريد الدراسات العليا,فلم يحصل ألبياتي على نصيب في الدراسات ,لكن زميله ورفيق حزبه أعطاه استثناء فقبل على الدراسات العليا وهذه طريقة إسلامية-سياسية بامتياز جديدة,ولكن ظهر احتجاج من جهة ما,فجاء على الأديب بخطوة قل نظيرها في العالم وهو قبول ألبياتي وكل من لم ينجح في الاختبار ,بينما كان من المفروض على من يحرص على القيم العلمية ونقاوتها و يحترمها أن يرفض طلب ألبياتي للدراسات أسوة بمن لم يستطع اجتياز الاختبار.فأي قيم علمية يدير الأديب وزارته وهو الذي قبل تلقيبه بالدكتور بدون حمله شهادة دكتور.السؤال للبياتي في أي موضوع سوف يكتب؟هل حول الحوزة العلمية كرسالة علي الدباغ والتي لم تعترف بها الجهات العلمية العراقية وكيف سوف يوفر لها من الوقت وهو المداوم المستمر والمجتهد في البرلمان؟هل سيكتبون له,مستشاريه, أطروحته ويدافع عنها بين الأحبة ولا "من شاف ولا من دره"كما كان أزلام النظام السابق,و آخرهم عبد حمود؟

دولة القانون تخرق القانون يوميا وتطالب باحترامه من الآخرين.ليس هكذا تدار الدول.التظاهرات مستمرة وطريقة إدارة الحلول دون المستوى المطلوب,والشارع ملتهب و الصراعات السياسية على أوجها,وقد فلت زمام الأمور من أيدي العيساوي و ألجميلي لتصل الى أيدي شباب من "رجال دين"بالكاد نبتت اللحى على وجوههم,الحالة المصرية تتكرر في العراق,فمن يدير التظاهرات.وطلبات المتظاهرين في ازدياد ولا حدود لها الى درجة لا يعرف معظم المسيّرين فيها ما هو الهدف.ويريدون حلولا فورية وإلإ فهم باقون في الشارع.لكن ما هو عمل هؤلاء في البداية .هل هم عاطلون عن العمل وتدفع لهم الأجور بالكامل ومن يدفعها؟هل هم فعلا خرجوا من أجل مطالب محددة؟وهل يعلمون إن البلد على حافة الانهيار؟ماذا يريد ألجميلي بعد هذا؟

وتتخبط دولة القانون في إجراءاتها وتنجز الأزمات الواحدة تلو الأخرى والبلد ينتظر يوم 15 شباط الجمعة وتهديدات المتظاهرين لدخول بغداد و إدخال الخوف الى قلوب الناس من إن العدو قادم في محاولة لشد الانتباه لها,واستغلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العراق من اجل الانتخابات القادمة لتكون طائفية بامتياز أكثر من سابقاته من كلا الطرفين.لان الطرف الآخر الذي خرج من اجل "الحرائر" يريد توازن في المناصب وليس إطلاق سراح السجناء"الأبرياء",كما يقول سلمان ألجميلي أمس في حوار مع فضائية الرشيد.فماذا سوف يحدث في 15 شباط؟



20130213
 

 

free web counter