| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الخميس 14/5/ 2009



أحداث :
من أفراد مدججين بالسلاح الى مدير نادي يضرب الحكم و...

محمود القبطان

هذه أخلاق أفراد انفلتوا من ما يسمى بالقانون والدولة والمؤسسات الى ما يشبه قانون الغابة,القوي يأكل الضعيف. أقول أفراد حتى ابتعد جهد ألامكان عن التعميم وأن هناك أكثر من سبب للتعميم أو على أقل تقدير شمول ألأكثرية التي تمشي على هذا المنوال.

عند زيارتي الأخيرة للوطن, الثالثة بعد الاحتلال, فوجئت بالعدد الكبير لإفراد الجيش والشرطة المدججين بالسلاح الذي لم يروه ,ولا أنا من قبل, وطريقة التسليح الحديثة تجعل الشرطي يشعر بقوة كبيرة ,وللحقيقة لم أرى ما يمكن تسجيله ضدهم ,حيث أنهم يحرسون الطرقات الرئيسية,ولكن عندما تمر سيارة مسؤول وعلى من يريد أن يعيش لفترة أطول أن يبتعد عن هذه المركبات حيث بالغوا كثيرا في الصياح وأصوات التنبيه والأسلحة المنشورة على سطح السيارات أو الظاهرة من نوافذ السيارات والتي دعت الحكومة لأكثر من مرة الى تنبيه المسؤولين الى توخي الحذر والتقليل من هذه الظواهر التي تتعب الإنسان.وحسب الاتفاقية الأمنية مع ألأمريكان سوف تنسحب هذه القوات من المدن ,وان بدأت بعض الأصوات من التحضير النفسي للشارع العراقي بأن هذه القوات سوف تبقى في بعض المدن ومنها بغداد,لا بل يصرح الناطق باسم الحكومة إن حوالي 400 جندي بريطاني سوف يبقون في البصرة لحراسة المياه العراقية,لكنه نسى أن يقول يحرسون الحدود من مَن؟

السيد مدير نادي الطلبة الرياضي يضرب الحكم أثناء مباراة أقيمت الأسبوع الفائت,أية رياضة يمكن الكلام عنها وأية أخلاق رياضية يمكن الكلام عنها ؟ هي الانفعال والتسيب وعدم احترام الرياضة.أحمد شاكر حكم المباراة رفع دعوة قضائية ضد مدير النادي لهذا السبب,وهذا يذكرني بالمباراة التي لعبها نادي برشلونة ضد نادي ريال مدريد وخسر ألأخير ولم يكن الحكم منصفا في هذه المباراة وقد انفعل أحد لاعبي ريال مدريد وبدأ بالصراخ,لكن هذا لم يغير من قرار الحكم وإضافة لذلك أعتذر اللاعب عن رفع صوته أمام الحكم في اليوم التالي عندما هدأت الأعصاب.هذه مقارنة بسيطة لرياضي العراق.

الادعاء العام انتهى من مهمة إصدار مذكرة استعادة الصحاف وزير إعلام صدام الأخير لوجود أدلة ضده في بعض القضايا.جميل أن يخطو القضاء العراقي هكذا خطوة وقد تكون بداية جيدة لاستعادة المتهمين من الخارج,لكن هل فعلا سوف تستلم السلطات القضائية هذا الشخص أو غيره من المطلوبين,والسؤال الذي يراودني منذ أمس عند سماعي الخبر هو : كيف تمت الإجراءات بهذه السرعة,وهناك قضايا مشابهة لها أو أكثر خطورة لم يسلم المتهم أو المتهمين للعراق بالرغم من مطالبته بهم.إلا أنني أعتقد أن هذا الأجراء له علاقة بقضية اغتيال الشيخ السهيل في لبنان في زمن نظام القتلة السابق,واجزم إن السيدة صفية السهيل هي من حركت القضية هذه ولها كل الحق في ذلك ليس لكونها عضوة برلمان فقط وإنما حقها في الشكوى كمواطنة, لكن ماذا عن عتاة المجرمين اللذين ترفض الدول التي تستضيفهم أن تسلمهم الى العراق ؟ ما هو موقف العراق منهم ؟ وماذا سوف يكون موقف العراق من الدولة التي ترفض تسليم وزير إعلام صدام الأخير قبل الاحتلال ؟ وما له علاقة بهذا الموضوع بشكل عام ما كتبته عن بعض القتلة الطائفيين المتواجدين على الأرض السويدية وباعترافاتهم,فلو افترضنا أن العراق يطالب بهم بسبب قضايا جنائية فهل تسلم السويد هؤلاء إليه ؟ وكنت قد كتبت أيضا إن جنرالين حصلا على اللجوء في السويد بعد سقوط نظامهم,والسويد لم تسلمهما لخشيتها من العقاب الصارم في العراق في هذه الحالة,كما كتبت الصحف السويدية بحقهم وقتذاك.لكن بالمقابل سوف يسلم العراق العراقي (32 عام) المتهم باغتصاب طفل (14 عام) في نادي رياضي بعد نشر خبر التوقيف عبر الانترنيت والانتربول في الأسبوع الماضي وقد نشرته كل الصحف السويدية,وربما لم يقرأها السيد البغدادي الذي عبثا حاولت ان أرسل له المعلومة بناءا على طلبه لكنه نسى ان يكتب عنوانه الالكتروني.وفي الأمس القريب هرّب وزير الكهرباء السابق من السجن لفساده المالي والإداري,ووزير الثقافة الذي اتهم بقتل ولدي السيد الالوسي وهو نائب البرلمان أيضا.وهذا القاتل يعيش في أحدى الدول العربية والإسلامية القح,وأين ذهب محمد الدايني وكل المؤشرات تقول انه في الأردن "الشقيق".وهل صدرت أوامر إلقاء القبض بحقهم,وإذا كان الجواب بنعم لماذا لم تشر إليه الفضائية العراقية ؟ والقائمة قد تطول.

وأضيف ,وكما كتبت سابقا,أن هناك أشخاص يتباهون بإرسالهم سيارات الى سوريا من السويد وهنغاريا وربما من أماكن أخرى ومن هناك تحضر لها أرقام الانبار وإكمال الأوراق الرسمية للكمارك السورية مقدما وترحل هذه العجلات الى العراق للتفخيخ,والأشخاص معروفون في هذه الدول وليس مختفين,لكن من يطالب بهم أو يتخذ اجرءات قانونية ضدهم,وهل هي صدفة أن يستمر إرسال هذه العجلات الى العراق عبر سوريا وفتح ممر حدودي مع العراق في وقت تتزايد التفجيرات وعبور القتلة من بقايا البعث الإجرامي وبهائم القاعدة لتدمير ما يمكن تدميره وقتل أكبر عدد من الناس للترويع وإبقاء جيوش الاحتلال في العراق كمبرر بسبب تدهور الوضع الأمني.

وما بين السلاح الكثيف والتصرف غير الرياضي لمدير نادي رياضي هناك أحداث حدثت جديرة بالإشارة إليها وهل أن وزير الكهرباء الذي يتجول بين منشأته العديدة من أجل عمل أفضل لكن أيادي التخريب أطول وأقوى من كل إجراءاته.فبالأمس (12 مايس) تجول الوزير الذي أراد ت قائمته أن يقال من وزارته لعدم كفاءته كما صرحت, لكن الأمواج المضادة كانت أقوى منهم وثبت في مكانه لكنه يتجول في أماكن أعمال وزارته العديدة.ففي كربلاء كان الوزير في زيارة ميدانية وتحرى بنفسه عن التجاوزات والتي وصلت وفي وضح النهار تستخدم إضاءة مبالغا بها في حين تحرم فئات واسعة من الأهالي من نعمة الكهرباء وقد انفعل السيد الوزير وبدأ بنفسه يكسّر ألمصابيح بآلة بسيطة وبالصوت ظهر السيد الوزير منفعلا وفي يديه فواتير الكهرباء التي لم تسدد,وهدد بقطع الكهرباء عنهم أن لم تدفع خلال 4 أيام.ربما هذه الانفعال له مبرره وهو الحرص على المال العام ,لكن كان على السيد الوزير وهو المتابع لعمله وبحرص أن لا يصل به الأمر ان يتلف المصابيح بأيديه .

وما يبقى الأقوى في الإحداث هو ان الائتلاف ألحكيمي الذي فقد مواقعه الواحد تلو ألآخر بدأ يفكر "وطنيا" وليس طائفيا,ويريد ائتلافا وطنيا بعيد عن الطائفية والقومية,ونسى مفكرو هذا الائتلاف إنهم أساس التخندق الطائفي بحجة الغبن في الماضي والذي شكّل بالمقابل ائتلافا طائفيا من النوع الثاني ودمرت العراق بشكليها الغريبين عن العراق وشعبه المتآخي.ولا أعلم ماذا تهدف زيارة عمار الحكيم لرئيس الوزراء الأخيرة من محاولة الوصول الى صيغة ائتلافية معه,لكن هذا المطب سوف يكون قاتلا للمالكي ان وقع فيه مرة أخرى.وبالتالي من هم المرشحون للائتلاف مع مجموعة الحكيم لخوض الانتخابات معا لتعود حليمة لعادتها القديمة.لا يمكن لائتلاف طائفي أو قومي أن يعيش طويلا,حتى لو تملصوا منه,وهذا بالذات يشمل التيار الصدري أيضا ,الذي يشتم الطائفية كل لحظة وهو الطائفي الى حد العظم.

العراق بحاجة الى عمل وإخلاص ,وبدون ذلك سوف تتهاوى كل القوى التي تبدو اليوم ماسكة بدفة الحكم لكن التغيير الحقيقي اقرب إذا استخدم الناخبين عقولهم وليس عواطفهم وقد جربوا الكثير من قبل.




2009-05-14

 

 

free web counter