| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 14/10/ 2009



تصريحات على الأديب و رد حسان عاكف

محمود القبطان

نشرت اليوم مقالة لحسان عاكف تعقيبا لتصريحات على الأديب للمدى في الثامن من تشرين الاول وقد كان ردا بشكل عتاب (بين أحباب) مع كل التقدير للدكتور عاكف, ولي وجهة نظر أخرى قد تخالفه وأود ان أسجلها وهذه قناعتي أرجو أن أكون مخطأ .

1: إنها الانتخابات
الانتخابات على الأبواب والصراعات والتشهير والهجوم والهجوم المضاد سوف يزداد كلما اقترب موعدها,كل تكتل أو حزب سوف يجمع ما عنده للفوز بأكبر عدد من الناخبين لقائمته ,وهذا حق للجميع .

ولكن ما قد يفسد هذه العملية هو اللجوء الى أعمال اقل ما يقال عنها بائسة أو غير نزيهة ,ولا أقول ما يمكن عدها, لتشويه أحزاب أخرى أو كتل سبق وان عملوا سويا ولو من منظار العدو المشترك سابقا.

وهذا ما شاهدناه قبل اشهر في سلسلة مقالات خائبة لكتاب خائبين يفتشون في مزابل التاريخ لتشويه سمعة الحزب الشيوعي العراقي, وهذا كان لب تصريح د. على الأديب للمدى وعليه جاء رد د.حسان عاكف.
قبل سنين عدة ، أي أيام النظام السابق كانت جريدة الوفاق الديمقراطي تصدر في لندن, وكان أحد كتاب الصفحة الأخيرة,ظل يكتب أسبوعيا حول اليسار العراقي وكان يقصد الحزب الشيوعي العراقي , وفي كل مرة يعثر على اليسار العراق في مزبلة , وكنت قد اتصلت بصاحب الجريدة وقلت له :هل صاحبك وكان لقبه مخلف يعمل زبالا ليعثر على اليسار العراقي هناك ؟ وكان للحقيقة قد اعتذر لما طبع وقد قالها بنفسه إنها فرضت عليه. ومن يفتش بالمزابل السياسية قد يعثر على أكثر من مشوه لتأريخ الحزب الشيوعي العراقي , والهدف واحد لا غير الخوف من التيار الديمقراطي اليساري العراقي من أن يقوى عوده, وهذا بحد ذاته هزيمة كبرى للقوى الدينية التي استولت على السلطة عبر بريمر والعواطف الدينية عند أكثرية الشعب العراقي.

ومن رد السيد عاكف أستطيع أن أصدق ما شاهده أحد الأصدقاء عن تواجد السيد مفيد الجزائري في حفل إعلان قائمة دولة القانون بين الحضور في القاعة مع الضيوف وليس خلف السيد المالكي, ويبدو أن السيد النائب الأديب يريد أن يضرب عصفورين بحجارة واحدة وهي ان الحزب الشيوعي كان على وشك الدخول في قائمة المالكي وثانيا لظروفه الخاصة لم يدخل وعليه لا بد من التشويه والركون الى التاريخ المزور حيث نقرأ اليوم مقالة لمصعب الجوراني في صوت العراق ,حيث لم يبقي لحزب الدعوة تحديدا شيئا الا وكتبه, (اقرأ فضحه), حيث كتب عن الاختلاسات في ائتلاف دولة القانون وفضائح المليارات المهدرة, كما كتب الجوراني, وكان حريا على السيد الأديب أن يرد مباشرة على مثل هكذا اتهامات خطرة على حزبه الذي يقود ائتلاف دولة القانون ان كان عنده رد أصلا بدل الرجوع الى مزوري التاريخ من أقزام البعث منذ 1963 وليومنا هذا وقد استلم هذا العلم الذي لا يشرّف أحد ، السيد الأديب النائب في البرلمان الذي يعلم علم اليقين مواقف الحزب الشيوعي العراقي من خلال تاريخ النظيف والذي سجل آيات البطولة والتضحيات على مدى عمره المديد.

هل يذهب السيد الأديب مع رفيق دربهم السيد إبراهيم الجعفري لاجترار أحداث عام 1959 في الموصل ويكبر بشهادة العمري والذي يعرف بحادثة موتها ، الجعفري قبل غيره وكيف وظفها البعثيون لصالحهم, ولكنه أراد دغدغة عواطف أهل الموصل وقتها ، التي لا ينطلي عليهم هكذا تضليل , ولا ننسى ماذا كان يذاع من بغداد بعد نجاح انقلاب البعث الدموي في 1963 وكيف قالوا : هكذا حرق الشيوعيون القرآن وبدل أن يترك أثر اسودا كان الأثر أحمرا!!! وربما سوف يأتي على ذكرها السيد الأديب ولا سيما كانت تربطه ببعض الشيوعيين صلات قوية ولو عبر حزبه, وحتى لا يقع السيد النائب العضو البارز في حزب الدعوة في خطأ جسيم من جديد أرجو منه مراجعة التاريخ ,واذا نسى شيئا من الحقيقة عليه أن يعود الى كتاب السيد حسن العلوي : (عبد الكريم قاسم رؤية بعد عشرين عاما),وسوف يجد هناك الحقيقة الساطعة عما كان البعث يفعل ، ويفعل المستحيل للنيل من وطنية وأخلاق الشيوعيين .

2: تزوير التأريخ
يقول السيد النائب الأديب ان موقف الشعب من الحزب الشيوعي هو " لوجود اقتران تأريخي مع بعض الممارسات القديمة ". حبذا لو أتحف القارئ ماهي الممارسات القديمة : أهي وأد مؤامرة الشواف في الموصل وبطلب من الشهيد عبدالكريم قاسم, أم قتل البعض في كركوك والموصل بين عشائر وجماعات معينة لثأر هنا وثأر هناك,أم هي التأثير الايجابي على زعيم العراق وقتها لسن قانون الأحوال الشخصية التي جندت المرجعية وقتها كله ضد الشهيد عبدالكريم قاسم بسبب ذلك القانون الذي أعطى للمرأة حقوقها وحفظ كرامتها والذي حاولت الأطراف القريبة منهم أن تلغي ذلك القرار وان لم ينجحوا وقتها ولكنهم سوف يجددون محاولتهم الى أن يلغوا ذلك القانون ان بقوا في إدارة دفة السلطة. هل "الممارسات القديمة" تعني سحل الوصي وقتل العائلة المالكة وسحل نوري السعيد,والذي يحاول البعض من المفكرين الجدد والذين وهبهم الله الهام الكتابة ، يحاول هؤلاء إلصاق كل ما حدث بالشيوعيين عبر محاولة إعادة اعتبار للحفنة الخائنة المالكة البائدة ؟

3: حزب غير جماهيري!!
اذا كان الحزب الشيوعي العراقي قد أصبح حزبا غير جماهيريا وقد دار الناس ظهورهم  له,وحسب الانتخابات لم يحصل على أكثر من مقعدين,أقول, بالله عليكم ان صدقتم, فهل مثل هذا الحزب يخيفكم الى هذه الدرجة لتوجهوا سهامكم السامة عليه وتنسون ما يدور بالعراق ؟
أقول هذا لأنكم أعلم من غيركم وتعرفون ما جرى وكيف جرى في الانتخابات, وخوفكم, ككل التيار الإسلامي السياسي,وتعلمون علم اليقين أن الجماهير قد غسلت أياديها منكم وان من ذهب خلف طائفته قد أعلن ندمه وكانت فترة مؤلمة للجميع لأنه ببساطة لم يتحقق لهم أي وعد انتخابي وخدعوا, الا اللهم الخراب والقتل الطائفي والديني واستشراء المحاصصة في كل مرافق الدولة.

ماذا لو كان التيار الديمقراطي مستلما زمام السلطة ولم يحقق أية خدمات أو تطور للعراق خلال 7 أعوام ؟ لو تعرفون حقيقة ان الحزب الشيوعي العراقي أصبح حزبا غير جماهيريا لكان سكوتكم أقوى من أية تصريحات تنفخون بها, ولان الحزب استعاد عافيته بعد الضربات المتتالية من قبل أوباش النظام العفلقي وما تبعه من تغييب لكوادره سواء بالكاتم أو غيره وصولا الى التعتيم الإعلامي على نشاطاته,كل هذا لم ينفع أعداء الحزب لان خوفهم من الحزب الأصيل الذي يحمل راية الدفاع عن الشعب بكل فئاته ولا سيما فقراء العراق ويدافع هذا الحزب "المخيف" دوما عن وحدة العراق, وحقوق الأقليات, وحقوق المرأة, والدفاع عن العمال والفلاحين, وتبني مطاليب الطلبة في تأسيس اتحاداتهم, وإيقاف هدر أموال العراق بين فساد مالي وأداري وإلغاء المحاصصة الطائفية والعرقية.
مثل هذا الحزب لا يتعب ولا يزول ولا يضعف ما دام وراءه الجماهير التي سوف تعطي صوتها له لأنه حزب الجميع ذوي الأيادي البيضاء , ومن هنا يأتي سر الخوف منه ومن تأريخه الناصع والمشرف.

أن حزبا شيده فهد لم ولن يموت ما دام الشعب العراقي يزوده بشبابه والجماهير تقف من وراءه.

للسيد عاكف الحق في العتاب على السيد الأديب بود , لربما لان الالتزام الحزبي يفرض عليه ذلك ولكني ولكوني غير ملتزما تنظيميا ارتأيت هكذا رد, وحتى لا أخذ حق الآخرين في الكتابة أكتفي بهذا القدر.
 



20091014


 

free web counter