محمود القبطان
الثلاثاء 13/4/ 2010
ما بعد الانتخابات والأستحقاقات الجديدةمحمود القبطان
1:
التهافت لحجة العمرة
يبدو هذه العام سوف لن يمضي دون أداء حجة العمرة لجميع الساسة الكبار وان كانت الحجة ليس الطواف حول الكعبة وإنما حول قصر جلالة الملك السعودي فهذا في النهاية يؤدي بالغرض.والحقيقة ليس هناك ما يلام عليه الملك لأنه لم يشكوهم ,ساستنا , يوما ما أو احتاج مشورتهم وإنما هم,جزاهم الله خيرا,تبرعوا بالذهاب له ليفصل لهم الحكومة الجديدة.جلالة الملك لم يوجه دعوة لرئيس وزراء دولة هؤلاء الساسة ,وما أن ذهب رئيس العراق إلى السعودية حتى لحق به رئيس الإقليم وتتابع الساسة للزيارة.و ما لم أفهمه من زيارة السيد الطالباني هو إنها بحث العلاقات بين القطرين الشقيقين,لكن لم يعلم أحد أي جانب من العلاقات بُحثت.المهم أصبح ساسة العراق موضع شفقة لهذا التهافت الغير مفهوم.وإذا كان الطالباني يبحث بأمور العلاقات بين البلدين وتفعيل التبادل التجاري ووقف الفتاوى التكفيرية ضد أبناء العراق فماذا يبحث البرزاني والصدريين والهاشميين والعلاويين والحكيميين هناك؟
هل كان على هؤلاء زيارة المجنون ألقذافي لأنه هو الآخر دلى بدلوه ضد العراق وشعبه؟ربما!!
2:
الكتل الفائزة توجه الاتهامات
من المؤسف حقا أن التسابق والإصرار على تشكيل الوزارة التي سوف تطول إلى شهر رمضان القادم ,في حزيران,بدأ المتنافسون بتوجيه الاتهامات والتسقيطات لبعضهم البعض الأخر,فشبكة عراق القانون(تسميات جميلة جدا)نشرت رسالة مقتدى إلى صدام,وجماعة الصدر تقول إن طارق نجم عبدالله
مدير مكتب المالكي يدير الوزارة عبر التعيينات في أعلى المستويات الوظيفية وقبول حنى الشهادات المزورة أيضا.ومن الجانب الآخر يصرح كل حزبي كبير في الائتلافين إن التوحد بينهما أصبح قريبا جدا
ولكن لم يذكروا ما هو رأي الصدريين بالمالكي لوزارة ثانية بعد أن رفضوه؟
3:
الرواتب
لم يخجل النواب الذين (تسرحوا) من البرلمان ,وهم كُثر,بالموافقة على رواتبهم التقاعدية التي حددت ب 7 مليون دينار فقط.الموظف يعمل كل عمره ليصل إلى راتب تقاعدي لا يتناسب والخدمة التي قدمها,أما أعضاء البرلمان ,جلهم من الشباب الذي لم يعمل في الدولة,وخدم جيبه فقط 4 أعوام فرواتبهم تفوق الخيال.لم يستحي هؤلاء من الموافقة على استلام هذه الرواتب العالية وهناك ملايين تعيش تحت خط الفقر.إي دولة في العالم منحت برلمانييها هذه الرواتب الضخمة عدا العراق؟لمن والاهم ماذا قدموا هؤلاء الحفاة من الثقافة والوطنية للعراق وللناخب ليستحقوا تلك الرواتب التقاعدية مع الجوازات الدبلوماسية لهم ولعوائلهم لمدة 8 أعوام؟كم برلماني مُسرّح سوف يبقى في العراق؟
وما دمنا في قضية الرواتب:لماذا تتعطل الرواتب للمتقاعدين وللصحوات وللعسكريين والمعتقلين ولمستحقي الإعانة الاجتماعية ؟ لماذا لا ترسل وزارة المالية وبشكل دوري وسلس وباستمرار مستحقات المواطنين في الأوقات المحددة ؟ أم من الضروري الاحتجاج والتظاهر أمام المحافظات أم لإظهار إن دولة القانون غير قادرة على الدفع لمواطنيها؟
4:
احتجاج مجلس محافظة النجف!!
في ظاهرة جديدة لم يألفها العراق منذ تشكليه ولحد سقوط النظام ألصدامي الفاشي وهي تشكيل مجالس المحافظات وانتخابها مباشرة من الشعب وتسمى الحكومات المحلية ,ويبدو إنها تسمية جميلة تروق للبعض إن يشعر انه يقود دولة حتى لو بحجم قرية.وفي بادرة خطيرة حدثت في النجف إن وزارة النقل المسئولة على المطارات قد أغلقت مطار النجف منذ أكثر من 5 أيام واليوم اعتصم أعضاء مجلس المحافظة أمام المطار!!وقد عللت وزارة النقل أجراءها هذا بأن الشركة المستثمرة لم تفي بالتزاماتها الفنية...ولكن مجلس المحافظة ,وكما يبدو,لا يهمهم سلامة المطار والمسافرين وإنما الأموال التي تأتيهم من تشغيل المطار,لان ويبدو أيضا إن أعضاء المجلس المُوقر يتصورون إن تشغيل المطار يشابه إلى حد بعيد تشغيل سيارة كبيرة في گراج العلاوي حيث مستلزمات السلامة معدومة.لا بأس لان الأمر قد يبدو كذلك في بعض الأحيان ,حيث رأيت هذا بنفسي على الطائرة المستأجرة للخطوط الجوية العراقية القادمة من سوريا وأثناء الهبوط بدأ احد الركاب يلعب مع طفلته وكأنها هي الطائرة ولا حزام الأمان ولا هم يحزنون,وعند الخروج من الطائرة قلت للمضيفة التي لم تلتزم هي بالتعليمات للطيران العالمي إن هذه الأعمال خطرة جدا وممنوعة في كل العالم,فقالت عندنا ماكو حادثة!! ولان ظاهرة الحكومات المحلية جديدة في العراق الجديد هذا لا يعني إن هذه الحكومات الصغيرة تتعامل مع الوزارة بهذا الشكل.وما رأيناه وسمعناه من مجلس محافظة البصرة والتهديد بقطع النفط عن بغداد أو إعلان الإقليم من جانب واحد لهو مؤشر خطير على ما يمر به العراق منذ انتهاء الانتخابات الأخيرة حيث لم تكفي سرقة أموال الشعب من قبل أصحاب الشهادات المزورة وأنصاف الأميين فلم يبقى إلا إعلان الأقاليم أو إن شاءوا الانفصال .
5:
يوم مشئوم في تأريخ المتحف العراقي
اليوم عرض التلفزيون السويدي صباحا أحداث ليوم 13 نيسان وأول عرض كان سرقة المتحف العراقي حيث عرض كيف سرق ألاميين تأريخهم وكسروا , بالفأس, حافظات النفائس الزجاجية ودمروا التماثيل وكل ما وصلت أياديهم إليه خربوه. أنا على يقين كان يوما اسودا في تأريخ العراق والمتاحف العراقية حيث دمروا تأريخ وحضارة عمرها آلاف السنين في آن واحد وهم يعلمون وعلى مرأى من قوات الاحتلال.
20100413