| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 13/9/ 2011



مظاهرات الشكر للخدمات

محمود القبطان  

من البديهي أن تنتخب الحكومات الديمقراطية حسب برامجها المعلنة في حملاتها الانتخابية,ووفقا لتلك البرنامج سوف يعطي الشعب ثقته بتلك الكتلة أو الحزب وفق لقناعات الناخبين,فيفوز من يفوز وينسحب من ينسحب والعبرة بتنفيذ البرامج المعلنة وليست الخفية.

ففي عراقنا الحبيب جرت الانتخابات ووصل الى البرلمان من وصل,وبغض النظر عن الطريقة التي أوصلتهم الى أعالي السلطة,أعطت الكتل التي تقود الحكومة والتي تسمى ظلما وبهتانا بحكومة الشراكة الوطنية أسوأ مثالا في القفز على البرامج الانتخابية وتركوا الناخب في حيرة من أمره. فلم تكتمل الحكومة بوزرائها الفاعلين وانما أتخمت بوزراء دولة حتى من كان له مقعدا واحدا في البرلمان لضمان صوته,وبعد أن عجزت الحكومة المتمثلة برئيسها السيد المالكي عثرت كتلته على حيلة "شرعية" وهي ترشيق الحكومة وبدأ أعضاء دولة القانون بالتصريحات النارية حول سبب تدني الخدمات وضرورة الترشيق,وحدث أن حُذفت وزارات الترضية والتي سُميت بوزارات دولة.ولكن الوزراء الأهم بقت دون وزراءها ليلتهم الحكومة التآكل في الفساد الإداري والمالي وبقت "حليمة على عادتها القديمة" لا خدمات ولا أمن ولا عمل للعاطلين.وبعد كل حادثة إرهابية كبيرة يشير الفرقاء الغير متفقين بإرجاع سبب التدهور الأمني الى عدم تسمية الوزراء الأمنيين والذين عصت تسميتهم على العباد

ولكن القتل مستمر,وهنا تأتي جريمة بشعة اليوم في البخيت في محافظة الانبار بإعدام 22 رجلا كانوا متوجهين من كربلاء الى سوريا,وتبدأ موجة من الرسائل الاستنكارية على هذا الفعل الشنيع ,ابتدءا من الكتلة السنية لنفض غبار "التهمة" عنها لأنها حدثت في محافظة من طائفة معينة,وتتوالى التصريحات من الجانب الآخر لتعتبر كل التصريحات من شيوخ تلك المحافظة كانت تصب في خانة التصعيد...ويبقى الإرهابي محصّنا وجالسا على تل ليسخر من دولة بكاملها كيف يستطيع أن يوقع بالفرقاء في أية لحظة لتحين فرصة لإشعال حرب طائفية جديدة,وكأن العراق ينقصه ذبحا جديدا,والوزراء الأمنيين بعيدين عن بال رئيس الحكومة في قبول الأعداد الكبيرة التي اقترحتها القائمة المنافسة له,وكأن العراق أنقلب الى بعث وفدائي صدام ونسوا أن معظم من يقود الجيش من الضباط الكبار كانوا للامس القريب لا يجرأون على تناول القهوة قبل سيدهم ويكتبون تعليماته"القيمة بسحب القلم من الذراع بحركة واحدة عسكرية,ناهيك عن درجاتهم الحزبية العالية.وتبقى وزارتي الداخلية والدفاع مكانا للصراعات اللامبدأية والوضع الأمني في تدهور خطير قد ينذر بعواقب خطيرة لا يعلم بها أحد.

ويتهيأ شباب 25 شباط للتظاهر السلمي في 9ـ9 بسبب تردي الخدمات وتدهور الوضع الأمني والبطالة المتفشية في جميع المحافظات,ولكن الحكومة ,أو عفوا المليشيات المسلحة,كانت بالمرصاد لوطني عراقي أصيل فامتدت أيدي المجرمين الجبناء الى مسدساتهم الكاتمة للصوت بسبب الخوف والرعب الذي يحيط بهم بسبب تواجد هادي المهدي في داره وما يمكن أن يصل صوته خارج الأسوار في اليوم التالي,فاغتالوه بطريقة جبانة,خائفين ومذعورين وهربوا كأي جبان مدفوع له بالتمام والكمال,وما لم تقدم الحكومة الى الشعب وبشكل علني تفاصيل الجريمة وتمسك بالمجرمين وينالون العقاب فأن أصابع الاتهام تبقى متوجهة إليها.لم يكن الشهيد المهدي حاملا لأسلحة فتاكة ولاغازات سامة ولا حتى أسلحة ذرية ,ولكن صوته وكلمته وصدقه كان الأقوى من كل تلك الأسلحة ولذلك اغتالوه ليسكتوه,ونسوا أن ساحة التحرير كلها هادي المهدي.وحتى تغطى الحكومة الرشيدة عن فشلها في استتباب الأمن وتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل لملايين العاطلين عن العمل شرعت مع بعض حلفائها لتنشر خبرا كبيرا في الفضائية الحكومية بتسيير مظاهرة شكر للحكومة على تقديم الخدمات.يحتار الإنسان الذي يملك عقلا وبصرا وغيرة وضميرا حيا من هكذا أكاذيب,ولا أتصور هذه المظاهرة المتوقعة في خلال هذا الأسبوع أن تكون ابعد من تلك المظاهرة المؤيدة للحكومة التي خرجت قبل أشهر لتضرب بالسلاح الأبيض المتظاهرين السلميين من أجل الخدمات والعمل,واعتبروا أن تلك المظاهرات العفوية جاءت معبرة عن تأييدها لحكومة الشراكة الوطنية .وتتكرر النكتة الهزيلة الغير مضحكة لتخرج مظاهرة بعد أيام شكر وتأييد لتلبية مطالب الشعب في توفير الخدمات. ولكن ليسأل أي متظاهر أية خدمات استلم خلال ألثمان أشهر التي مضت ,ولم أقل خلال 5 أعوام,ليخرج بشكل عفوي ليبارك حكومته؟ليقل كم مليون عاطل بدا بالعمل ليعيلوا عوائلهم؟كم ساعة استلم من الكهرباء الوطنية في الصيف الحالي,كم ألف طن من النفايات طُمرت,وكم مستوصف,ولم أقل مستشفى شُيّد؟وبعد كل هذا لتخرج الجموع لتحي الحكومة على توفيرها تلك الحياة الهانئة.ربما لو بقى الشهيد هادي المهدي على قيد الحياة ولم يغتالوه,أقول لربما,هو أيضا لخرج مع الجموع ليحي توفير الخدمات ,لكنهم ,وأسفاه اغتالوه لانهم يعرفون قبل غيرهم أنهم دون من أن يقدموا مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم وأنانيتهم.ويبقى الفساد الذي خرج المهدي وإخوانه من أجل فضحه وتقديم الفاسدين للعدالة,بقى دون مواجهة من احد لا بل استشرى بكل مرافق الدولة.وتبين أن البلاك ووتر زرعت رجالها في كل مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية الاستخباراتية ,حسب ما ذكرته التقارير الأمنية المعتمدة والمنشورة على الصحف ,ويبدو أن البلاك ووتر سوف تصبح شبحا وجيشا خاصا كما انشق قسما من الجيش الفرنسي المحتل للجزائر وأصبح بما سُميّ وقتها بالجيش السري رافضا الانسحاب من الجزائر ويقتل من يشاء.وإذا صح الخبر حول تغلغل البلاك ووتر عبر عملاءها في مفاصل الدولة فأن معظم الاغتيالات العبوات اللاصقة والتفجيرات من قبل القاعدة والبعث هي من فعل البلاك ووتر أو بتدبير وتعاون مشترك معها.فهل يستطيع أحد في الحكومة أن ينفي هذا الخبر المفزع والمقلق ؟

الى الحكومة :
وفروا الخدمات والعمل للجميع وحاربوا الفساد وحاسبوا الفاسدين وارجعوا أموال الشعب الى خزائن الدولة وحاربوا التزوير وعمروا البلاد,لتخرج الجماهير لا لتشكركم ,لأنه من صلب واجباتكم وكما تقولون,لتقول ان هادي المهدي وقبله إخوته في محافظات عديدة في شباط استشهدوا من أجل العراق ورفاقه خرجوا من أجل توفير الخدمات للجماهير التي تبني الحاضر والمستقبل.

 

20110913
 

 
 


 

free web counter