| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأحد 13/11/ 2011



بايدن ... وخطة تقسيم العراق

محمود القبطان  

 عندما يقرأ المرء الجزء الرابع من لمحات تاريخية لعالم الاجتماع الراحل علي الوردي يرى ,وبدون أية صعوبة, تكرار لما يحدث في عراق اليوم.والجزء الرابع هذا يدور حول الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق من قبل بريطانيا ورحيل الاحتلال العثماني.

يبدو أن العراق كُتب عليه أن يكون ثلاث دُويلات كمسألة حتمية وحسب مشيئة الأمريكان. ومنذ البدء قررت أمريكا دعم أي تحرك باتجاه تقسيم العراق ,وفي المقدمة تأسيس دولة في الإقليم الكردي,وهذا حسب ما جاء به بريمر منذ 2003,وحسب تفاصيل الدستور الذي وضعوه على "عُجالة" كما يقول الكثير من أشترك في صياغتيه وحسب التفاصيل الطائفية القومية.,ألان وكل تحرك يدعو الى تأسيس الإقليم يقول مريدوه أنه وفق الدستور,ويتحجج بالدستور كل من يريد أن يضع العصا في عجلة التأريخ لبناء العراق المُخرب اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسياً.لكن هل هناك فعلاً من يؤمن وبصدق ببناء العراق في هذه المجالات من هم في مراكز السلطة؟

تتحدث التقارير في مراكز القرار الأمريكي كذلك توقعات المحللين السياسيين العراقيين عن أشهر ليست بعيدة لإعلان دولة كردستان في الإقليم.وما زيارة رئيس الإقليم الى أمريكا ولقاءه ببايدن ومستشاريه ,وثم لقاءه مع الاتحاد الأوروبي ودعوتهم الى زيادة التعاون مع الإقليم وتهيأة الاجواء عربيا لدعم الانفصال الكردي عن العراق,ومع إنه حق من حقوق الشعب الكردي والذي سوف لن يُسأل في هكذا قرار خطير,تتخذ المؤسسات في الإقليم الخطوات المتسارعة لإعلان الدولة,وهذا ما يراه أي متتبع للإحداث والضغوطات التي تمارس على الحكومة الاتحادية,وعدم الإعلان عن تفاصيل الاتفاقات المبرمة مع شركات النفط الكبرى,ولو يصح كلام رئيس وزراء الإقليم بأن كل الموارد تذهب الى الخزينة الاتحادية ,فما هو السبب الذي يمنع حكومة الإقليم عن الإعلان عن تفاصيل الاتفاقات المبرمة مع الشركات,وقد يؤدي ذلك الى تخفيف لهجة تبادل الاتهامات مع الحكومة المركزية المتمثلة بوزير النفط وكالة.وربما إعلان الدولة الكردية في الإقليم قد يتفق عليه كل الساسة الكرد,لكنهم لن يتفقوا في التفاصيل عند إعلان الدولة,وهذا واضح من الإعداد للانتخابات القادمة,وتوزيع المناصب والواردات .ولا أعتقد إن هناك خطة لبناء الدولة وفق تخطيط ومنظور استراتيجي ونهج سياسة معينة وأية فكرة لتداول السلطة سلميا ووفق صناديق الانتخابات,لان المتحكم بقرارات الإقليم ومن ثم الدولة هو العشيرة الأبدية وليس صندوق الانتخاب.

كلام حق يراد به باطل..

بعد الاعتقالات التي حدثت ,وربما مازالت تحدث,للرموز البعثية تنظيميا جاءت ردود الأفعال متسارعة في صلاح الدين والرمادي والموصل.ومهما قيل بأن هذه الأفكار التي جاءت لتأسيس الأقاليم دستوريا ,ولا غبار عليه,فهي ردود أفعال وتشكيل أقاليم طائفية بامتياز,لان المناطق المذكورة هي في معظمها لمكون عراقي.وإذ قيل إن الفكرة طُرحت منذ 6 أشهر,فهو لا يتعدى الكلام في فراغ لان مثل هذه الأفكار دائما ما تطرح عند ألازمات المتكررة للحكومة الاتحادية وتُمارس عليها الضغوط لتلبية المطالب لهذه المنطقة ان تلك.أن الكثيرين من أبناء صلاح الدين والموصل والرمادي قد رفضوا فكرة الإقليم أساساً,وتبين إن حتى أبناء المحافظة الواحدة غير متفقين فيما بينهم على فكرة واحدة فمن يا ترى فكر بهذه الاطروحات منذ ستة أشهر ,حسب ما يدعيه دُعاة الإقليم؟وكيف يُدعى مجلس المحافظة الى الانعقاد الطارئ دون دعوة الجميع للاجتماع وبدون جدول أعمال؟ هكذا إذاً هي ردود الأفعال واستنادا الى الدستور "المُفخخ" وهو كلام حق يُراد به باطل.وألان يعض واضعوا مواد الدستور أصابعهم على ما اقترفوه في كتابة مواد جعلت من العراق ألعوبة بيد صبيان السياسة.

وما أن أعلن مجلس محافظة صلاح الدين قراره حتى دبت الحياة بفكرة ماتت عند المجلس الإسلامي الأعلى عبر السيد عمار الحكيم لتأسيس أكثر من إقليم,إحياء لفكرة أبيه المرحوم عبدالعزيز الحكيم بتأسيس إقليم الوسط والجنوب(9 محافظات).وهي أساسا فكرة بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث أقاليم (تذكروا سيباية عادل عبدالمهدي:شيعي–سني-كردي),ولتبقى بغداد وحيدة فريدة مُهددة في أية لحظة بقطع المياه أو /مع الكهرباء حين تحدث أية مشكلة بين المركز والإقليم.حدث هذا في البصرة وهي لم تكن إقليما حين هدد المحافظ الأسبق المصبح بقطع النفط عن بغداد وأيام شلتاغ أيضا هدد هو الأخر بقطع النفط عن بغداد,وألان هدد محافظ صلاح الدين بقطع الماء والكهرباء عن بغداد في حالة عدم استجابة بغداد له ولمطالبه.

اليوم دولة القانون وأحد الناطقين باسمها,وهم كُثر,قال "إن الكثير من أعضاء مجالس المحافظات لا يفقهون شيئا وجاءوا لسرقة المال" بمعنى آخر إن الكثير من أعضاء مجالس المحافظات ألعوبة بيد الجهلة جاءوا لسرقة المال.لكنه لم يسأل نفسه منذ متى علم بأن الكثير منهم لا يفقهون شيئا وهم من يديرون مجالس المحافظات ويسرقون الأموال؟ومن رشحهم؟ أكثر من 8 أعوام والجهلة والمراهقين في السياسة يديرون العملية السياسية سواء في المركز أو في المحافظات والعراق يُستنزف ماديا وعلميا دون أيصل الى بر الأمان.وأوجه سؤالي الى هذا الصنديد, ما العمل إذن؟هل يتجرأ أن يقول كلمة حق وبدون تردد؟تتبارزون أمام الفضائيات لإطلاق التصريحات الرنانة في الإخلاص والوطنية,ونزاهة اليد في العمل وإذا بكم تتهمون بعضكم بعضا في الفساد عند كل أزمة تمر بكم.تتسترون على الفساد وتمسكون بتوافهه ,وتُهربون الحيتان الكبرى الى الخارج لكي يكونوا بعيدين عن المسائلة.تمسكون بالقتلة ويبقون في السجون للمقايضة بين الإطراف السياسية.يضحك العالم عليكم جميعا عندما تعلنون أن العراقية باعت وزارة الدفاع,وكأنه عقار.هل سمع أحد أن منصب وزاري يُباع؟وتريدون بناء دولة مؤسسات,أية دولة هذه؟

حسن السنيد,بعد أن تخلص العراق من تصريحات موفق الربيعي,وبعد أن ورّط قائمته باتفاق أربيل جاء ليصرح بأن أية طائرة تمر عبر الاجواء العراقية وبدون إذن مسبق تعتبر عدائية,ومن ثم ماذا بعد,يا أيها النائب؟بماذا تسقط "طائرة" العدو"؟وهل من صلب صلاحياتك أن تُصرح بما لا تعلم به ,وإن كنت رئيس اللجنة الأمنية؟ماذا يقول محمد العسكري ألان؟ومحمود عثمان ينصب له الفخ تلو الفخ ويقول ماذا عن الطائرات الإيرانية والتركية التي تدخل الاجواء العراقية علنا وتقصف الأهداف في الأراضي العراقية؟كان على الناطق بأسم دولة القانون أن يقول إن الجهلة الذين لا يفقهون شيئا ليسوا في مجالس المحافظات فقط وانما في البرلمان أيضا.

ما العمل؟

إزاحة الجهلة السياسيين من يديرون دفة السلطة سواء على مستوى المركز أو المحافظات ,وهذا من "سابع المستحيلات".ترتيب البيت العراقي على أساس الوحدة العراقية شعبا وترابا.نزع فتيل ألازمات بإلغاء كل البنود من الدستور التي تهدد وحدة العراق مستقبلا.إلغاء كلمة المناطق المتنازع عليها,وتحديد الحدود الإدارية لكل محافظة وبدون وضع عراقيل لاسباب تافهة.تعيين الأكفاء في إدارة الدولة,وهذا من "تاسع المستحيلات",رعاية المبدعين من أدباء وفنانين ومهندسين وأطباء وأساتذة وعلماء لان البلدان تبنى على سواعد هؤلاء وليس على سراق المال العام.الابتعاد عن شرعنة العشيرة التي تقرر مصير العراق,مع كل الاحترام لها,لكنها لن تستطيع بناء العراق.ولو نزيل كلمتي "السابع والتاسع وربما العشر المستحيلات" لكان العراق ألان زاهيا جميلاً ومعمراً كامل الخدمات.

والحقيقة إن هذه الأفكار من أجل الحلول الدائمية لازمات العراق لن تتحقق إلا على يد المخلصين من أبناء العراق من وطنييه التقدميين وديمقراطييه والذين التأموا في كتلة التيار الديمقراطي الذي يُعوّل عليه الشعب العراقي في الانتخابات القادمة,والذين يبتعدون في اطروحاتهم عن الطائفية والقومية ويكون شعارهم بناء العراق وتقدمه وتكون الوطنية والنزاهة والكفاءة المعيار الحقيقي للإنسان العراقي في بناء العراق الجديد.

 

20111113
 

 
 


 

free web counter