| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الأحد 13/1/ 2013



هذا ما رأيته في العراق
(2-3)

د. محمود القبطان

بعد انتظار أكثر من ساعتين اقترح عليّ الموظف,صادقا,أن أذهب وأرجع بعد ساعة حيث يتسنى له "فض" المراجعين,لانهم بأعداد كبيرة في غرفة لا تتجاوز ال8 متر مربع,أتيت بعد ساعة ونصف,حاولت أن اكلم "السيد" لكنه قال تعال بعد يومين,ما عندي وكت,يعني انتهى مفعول"واسطتي",بعد بحث مضني وجدت المعاملة وقد نامت في الحفظ ستة أشهر,وبدون سبب حيث كنت قد أرسلت رسالة تكميلية مع وثائق جديدة ,لكن الموظفة التي قابلتها في العام المنصرم التي كانت ترتدي كميات كبيرة من حلي الذهب ,كانت قد نقلت الى مكان آخر ولم ترسل معاملتي للتقييم لابل لم تكلف نفسها بأن تعرض الرسالة الأخيرة وتضعها في الصفحة الأولى,ثلاث بوردات وعمل في أكثر من أربعة دول ويريدون أن أؤدي امتحان وقد مضى أكثر من 38 عام على تخرجي من الجامعة,واحدهم يقول لا امتحان يشملني كوني أديت امتحان البكلورويس قبل 38 عام,ووعدني الموظف النبيل بأن يعرضها على أول اجتماع للجنة ووضعها في ملف معين ودكتور آخر يقول لا بد من تأدية الامتحان.توجد أجهزة كمبيوترات لكنها لا تستعمل وقد امتلأت بالتراب,والحقيقة لو الموظف له إلمام باستعمال هذه الأجهزة لكان وفر الكثير من الوقت وعدم الكتابة باليد ,ويقال هناك عدم رضا من فكرة الحكومة الالكترونية بسبب كثرة الموظفين والذين قد يسرحون من وظائفهم وهناك تعمد في عدم إنجاز الفكرة.

النرجيلة قد انتشرت بين الشباب بشكل مخيف,لا بل حتى بين بعض النسوة في المطاعم. ويبدو إن الشباب متلهفون لها بسبب قلة أماكن اللهو البريء فيلتقون في الكافيتريات لقتل الوقت ليس إلا.

ثانيا : البصرة
ربما يسقط الإنسان في إحباط شديد عندما تطأ قدماه أرض البصرة وخصوصا إذا كانت له فكرة عن كيف كان ميناء العراق من قبل.المياه الأسنة قد تجمعت في الأزقة والنفايات تسبح فيه بكل حرية ويزيد الناس منها حيث لا وسيلة لسيارات البلدية بالمجيء الى البيوت وإنما تكتفي في بدايات الشوارع,لكن المياه تركوها للرياح لتجففها.أنقاض البناء ترمى حيث يستطيع سائق أين ما كان.الشرطة والجيش لا علاقة لهم بهذه الأمور,والبلدية لا تأتي لرفعها.

الشوارع مليئة بالأتربة من الجانبين وليس هناك من وسائل لرفعها,حوالي 3 أمتار من جهة اليمين مليئة بالتراب ويمكن تصور مضار هذه الأتربة على المواطنين عندما تأتي سيارة مسرعة لتجعل الجو كله مُغبر.مستشفى الجمهوري والموانئ في حالة يرثى لها والمسئولين في ترميم مستمر لهما ولكن بدون نتيجة لان البناء قديم جدا والتصاميم لا تصلح لمستشفى يقدم خدمات لمئات الآلاف من المرضى.التدخين ممنوع لكنه "مسموح"للأطباء وبالرغم من اللافتات الملصقة على غرفهم حيث يتجمعون.الدرجة الاولى للمرضى ألخصوصي لا تتوفر فيها مرافق صحية,ربما هي أفضل من غيرها.الطبيب المعالج لا يهمه ما حوله من ضوضاء ولن يكلف نفسه بطلب الهدوء ولا الممرضين ولا الممرضات,حيث الجميع له معارف والأشخاص المهمين يأتون وكأنهم ملكوا الدنيا,الجراحين في خوف ورعب مستمرين لابل حتى أطباء التخدير لان المريض الذي يتوفى أثناء العملية تأتي العشيرة بطلب "الدفاتر" و إلا!,أكثر من طبيب أخصائي كان قد ترك العمل في المستشفيات لهذا السبب وفي أكثر من محافظة. ربما المجسرات قيد الإنشاء وجسر التنومة المكتمل هما ما لفت نظري ,لكن انظروا ماذا يحدث بجانب البنك المركزي في البصرة.في الشارع الجانبي له وعند الباب الفرعي يجلس شرطي مع رشاشته وحوله المياه الأسنة,في الطرف الثاني من الشارع نفسه أطفال يخوضون في المياه الآسنة وعددهم كبير وهم من عوائل ما أطلق عليهم الحواسم حيث كانت البناية,والتي هي آيلة للسقوط, قد احتلتها العوائل بعد سقوط النظام السابق ولم تتركها ولسان حالهم يقول:لعد وين أنروح!اللافتات الحسينية قد لفت البصرة بأكملها,كما باقي المحافظات في الفرات الأوسط والجنوب وبغداد,ولم تستثنى أية دائرة من الصور والرموز الدينية وبدراية وطلب من الأحزاب الاسلاسياسية.انتشرت صور المالكي وهو يوقع على وثيقة إعدام صدام,وصور الصدريين وعائلة الحكيم وصور لخميني,والملفت للنظر صور مقتدى الصدر ثبتت بدل صور صدام على جداريات الدوائر الرسمية.

المدينة الرياضية تراوح في مكانها,وزير الشباب والرياضة قال مرة في أحدى زياراته التفقدية :إن الإنجاز أكثر من 90% وما زالت تراوح في هذه النسبة الى أن سحبت وزارته نفسها من الاستمرار في بناء البنى التحتية للمدينة,ويريدون افتتاحها في آذار! لكن أي آذار؟

كل الطرق الخارجية للعراق تفتقر للعلامات الإرشادية المرورية,مثلا كم عدد الكيلومتر بين هذه المدينة وتلك,ليس هناك أية أشارة الى أين يؤدي هذا الطريق الرئيسي إلا ما ندر,والسائق المحترف يسير حسب معرفته بالطريق,والغشيم لا يعرف طريقه إذا كان سائحا ,مثلا.

شارع الوطني المشهور في البصرة أصبح منطقة خربة لا حياة فيه.الأكاديمية البحرية احتلتها الحواسم,وأصبحت مرتعا للجواميس والأبقار والخرفان وكان سعر قطعة الأرض50000 دينار تدفع لتيار محدد.تسير أعداد كبيرة من الحمير بغير هدى,الكلاب السائبة ازداد عددها ,بحيث يستيقظ البصري على نباح الكلاب وليس على أصوات الديكة.حتى يعرف القارئ الكريم إن في البصرة لحمة وطنية أكثر بكثير مما قد يتصور البعض.فعند الفتنة الطائفية في 2006-2007 كانت هناك عائلة تعيش في أحدى الأحياء الجميلة,كانت جميلة,وهم من الطائفة السنية,فما أن بدأ الاقتتال,طبعا على لا شيء, حتى كان شباب المنطقة قد سلحوا أنفسهم وحموا البيت والعائلة من أربعة جهات وما زالت العائلة تسكن بيتها بسلام وسوف تبقى كذلك.كافتيريات على شط العرب خالية تقريبا من الرواد ولن يوجد فيها غير النرجيلة والقهوة,لان الوسائل الأخرى ممنوعة,والمطاعم الجيدة فارغة تقريبا.رأيت الشعارات والصور الحسينية في الأرض وقد اختلطت بالتراب والمياه الآسنة وكل مجموعة لها موكب مدفوع ولكن لا يهم بعد نهاية المراسيم ولا حتى احتراما للذكرى.في الكورنيش هناك ثلاثة بنايات واحدة للبنك المركزي والثنية لفندق شيراتون مغلف من الأمام بالأسيجة الكونكريتية ولا يستطيع أحد أن يُمتع نظره بهذه البنايتين والثالثة لجامعة البصرة لم تكتمل بعد,والآمل يحدو الناس أن ترفع تلك الجدران العالية .

وتستمر قصتي في بغداد


20130112
 

 

free web counter