| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 12/5/ 2010



انهار الدماء تسيل,والقادة في نقاش "عقيم" وعميق!!

محمود القبطان  

لا بد من أن أذكر أنه ما بقى يوما لم تسيل فيها دماء الأبرياء إلا وجُرب ولم يبقى أمام الناطق بأسم الحكومة أو القوات الأمنية أو الفضائية العراقية إلا وأن يبدأوا بعد الأشهر,لان المجرمين المحترفين لم يعد عندهم أيام الأسبوع تساوي شيئا لأنها كلها دامية.وقد مسكت القوات الأمنية بناءا على"معلومات استخبارية" ,وهي كلمة رنانة جدا ,على خلايا القاعدة هنا وهناك .والاهم لم يقوله الناطق باسم القوات الأمنية لماذا لم تصلهم هذه المعلومات من قبل ليضربوا ضرباتهم الاستباقية, كما يقولون.

لكن في مناطق مثل النجف والبصرة الآمنتين تحدث هكذا تفجيرات وعدد كبير جدا من القتلى,هذا ما لا يستوعبه العقل .من أين جاءوا بالمفخخات والعبوات اللاصقة والعتاد المهول ,كما ظهر على الشاشات العربية الفضائية في مدن تمنع علبة ألمنيوم صغيرة من "المنكر" حملها في المدينة؟ما رأيناه في 12 نيسان من السلاح المخبأ في إحدى المخازن المتروكة لا يمكن لسلطة أمنية أن تقول إنها مسيطرة على الأمن على الإطلاق حيث تحد المدينة سواء البصرة أو النجف العشرات من نقاط السيطرة العسكرية وإفراد الشرطة والجيش المدججين بالسلاح.في تكريت اعتقلوا اثنين من الضباط في الشرطة رائد ومقدم من الحركة النقشبندية,التابعة لعرابها المجرم عزة الدوري.يعني أن هناك اختراق للأجهزة الأمنية وتعاون مع المجرمين المنفذين للعمليات الإرهابية. إن الكثير من الذين كتبوا حول هذه الأحداث ينسبونها لتعطل تشكيل الحكومة فقط.وهذا أمر مُحير جدا.حيث إن المؤسسات الأمنية تعمل ليل نهار ,وهذا هو الواجب المنوط بها,دون الالتفات الى تشكيل الحكومة اليوم أو غدا.وماذا يقول هؤلاء إذا تأخر تشكيل الحكومة,وهذه وارد جدا, 1 أو 3 أشهر أخرى هل يبقى أفراد الأجهزة الأمنية في بيوتهم؟هل يتوقف الكهرباء أو تدفق الماء,أو إيقاف رواتب الموظفين أو البرلمانيين , لا سامح الله ؟هل تتوقف الحركة في العراق وكأنه فلما سينمائيا توقف؟إنها حجة للهروب من الواقع والحقيقة التي تقول إن الجهات التي تنفذ هذه التفجيرات ليست ببعيدة على أعين الأجهزة الأمنية وان قسما منها تابعا لها لا بل إنها تنفذ من قبل جماعات الضغط السياسي بهدف تشكيل الوزارة حسب طلبات الدول الإقليمية وبالتالي لا يهم إذا استشهد 100 أو مائتان أو أكثر, لان معظم الجرحى يستشهدون من جراء إصاباتهم البليغة والذين لا يذكر عددهم بالإحصائيات ما كل تفجير..بالمقابل لم تتأثر اللقاءات بين الديوك المتناحرة لرئاسة الوزارة وهناك تأتي التفسيرات والتفسيرات المُضحكة للدستور الأعرج والذي وضعوه لكي يكون هكذا ,ومن الأول البيضة أو الدجاجة,الكتلة الفائزة أم الكتلة الأكبر هي التي تشكل الحكومة.نعم هكذا تسير الدولة العراقية كل يُفسر دستوره الخاص به حسب ما وضعوه,لان كل التفسيرات واردة لكنها قاصرة لأنهم اجبروا الشعب على نصوص لم يقرأها أحد ووضعوها كي تسيطر الأهواء والنزوات الحزبية والشخصية والطائفية والقومية على خطوة في الدولة ويجب أن يرسل كل أمر الى المحكمة الاتحادية التي لم تشكل دستوريا,حالها حال لجنة المسائلة والعدالة, ليومنا هذا بصفة الإقرار من قبل البرلمان المريض أصلا. الملخص على مسئولي الأمن أن يفتشوا على المجرمين بين الأحزاب الفائزة والدول التي ارتبطت بها أولا ..وعاشرا !وبالنتيجة فهذه العمليات الإجرامية البشعة كلها "هي جرة إذن" للمالكي,ولذلك الجميع يقولون إن هذه الجرائم والتفجيرات بسبب تأخر تشكيل الدولة.إذا إنهم يفعلونها بأنفسهم لكن بأدوات مختلفة.والمالكي لم يعد يهمه تنفيذ الأحكام التي صدرت بحق الإرهابيين لأنه يعلم انه راحل ولا يريد إن يضيف لاسمه شرخا جديدا وتنفش جناحيها منظمة حقوق الإنسان وتدمغة بدمغة القسوة وعدم احترام حق الإنسان في العيش حتى لو قُتل شعبا بأكمله!

ومن المشاهد الغريبة في عراق اليوم بالرغم من الجرائم التي طالت الأبرياء لم تنقطع الزيارات الى دول الجوار وبالأمس انتقد الطالباني ومن قبله الساسة الكبار ,يطل على الساحة من جديد الرياضي الكبير علي الدباغ ليسافر الى تركيا بعد أطال في السابق بانتقاد الساسة الآخرين من سفرهم الى دول الإقليم والجوار وبدا للمشاهد كأنه يُقرر السياسية العراقية وليس الناطق بأسم الحكومة فقط,ولكن يبدو أن نجمه ارتفع في دولة القانون وربما سوف يستلم وزارة سيادية ولذلك أرسله المالكي الى هناك ويصرح الدباغ من هناك:أنا حذرت تركيا من أن تتدخل في الشأن العراقي وقلت أن تبقى بعيدة عن الشأن العراقي!وفي اليوم التالي (أمس) قال احذر نائب الرئيس الأمريكي من التدخل في الشأن العراقي لان تشكيل الوزارة شان عراقي تحله الكتل الفائزة,لكن لم يحدد لنائب الرئيس الذي ارتعشت فرائصه من الدباغ متى يسهل الله على الكتل الفائزة وتشكل هذه المصيبة التي اسمها الوزارة!كان على السيد الدباغ أن يطلب وبشكل غاية في اللباقة والكياسة أن تسمح تركيا بالحصة المائية التي يحتاجها العراق وأن تقلل من بناء السدود غير الضرورية وأن تحث سوريا العروبة أن تسمح لمياهنا بالجريان في نهر الفرات وربما يمكن أن يشجع الشركات التركية بالاستثمار المشترك في العراق من اجل بناء العراق ,على سبيل المثال وليس الحصر.لكن أن يذهب هناك ويحذر تركيا,هذا ما لا يصدقه مجنون فكيف بالعقلاء؟

والشعب ما زال ينتظر الفرج لتتشكل الحكومة القادمة ,عسى أن تنتهي العمليات الإجرامية بعد أن يتعانق الساسة بقبلات ثلاثية ورُباعية وأخرى على الكتف لينتشر على العراق الدخان الأبيض بدل الدخان البركاني الأسود من ايسلاندا.
 

 

20100512




 

free web counter