| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الأثنين 12/3/ 2012



أين المؤتمر (الاجتماع,اللقاء) الوطني ؟

محمود القبطان    

كالعادة بدأت المماطلة بعقد المؤتمر الوطني شأنها شأن كل الاقتراحات لتعديل العملية السياسية,كل يشد نحو جهته,وكل طرف يحاول أن يستثمر العثرات التي يضعها الطرف الآخر,لكي يبدو هو الأكثر حرصا.ما أن ينوي أصحاب القرار في لقاء للتحضير للمؤتمر الوطني يعلن طرف معين تأجيله لاسباب"فنية",ولا يعلم المتتبع هل الأمور الفنية هي قلة في البنزين للمصفحات أم بسبب القطع الغير مبرمج للكهرباء أم شحة في المياه العذبة؟

بعد تبديل الأسماء واللعب على حبالها ,من المؤتمر الى الاجتماع, الى اللقاء,ورب العباد يعلم الى متى يستمر تبديل الأسماء,بعد كل هذا يبدو أن الفكرة أصلا أصبحت لا قيمة لها لان الكتل الثلاثة لا تريد عقده,وإن هي مرغمة عليه بفعل ضغط الشارع العراقي,ولذلك تحاول الكتل الثلاث التحالف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني عرقلة اللقاءات أصلا بسبب تعنت كل كتلة لمواقفها,احدهم يريد لاتفاقية اربيل أن توضع موضع التطبيق حتى تحضر,والثاني يريد للمادة 140 أن تُفعل(وسوف لن يتنازلوا عن كركوك حتى لو انطلقت الأنفال مرة أخرى)يقول احدهم اليوم.وتصر كتلة دولة القانون على إشراك بعض من ممثليها في لقاءات التحضير للمؤتمر الذين ورطوها باتفاقية اربيل ومجلس السياسات الاستراتيجية ,وهو الآخر تبدل اسمه ,ولا يعلم احد هل هم أهلا لان يكونوا مندوبين عن دولة القانون,ولكن هذا شأنهم في آخر المطاف,ولكن ما يؤخذوا عليه عدم توفر الجدية لعقد المؤتمر,فهناك الحجة لعقده بعد مؤتمر القمة العربي في بغداد لكي لا يجعلوا من القضية العراقية مدخلا لتدخلات عربية,قل خليجية.ومن يريد عقده بعد القمة العربي بسبب الوقت الضيق وعدم التحضير الكافي تكون حجته واهية لان التحضير لعقد لقاءات أولية كانت نتائجها باهتة جدا,كما حدث اليوم 12 مارس حيث اتفقوا بعد أن أفاقوا أن يشكلوا لجنة جديدة لتحضير جدول أعمال للمؤتمر ,عفوا الاجتماع,الوطني .إذن ماذا كانوا يفعلون خلال الأشهر الماضية التي كانت حرارة الوضع السياسي مرتفعة جدا وما زالت؟وماذا بعد؟متى تتشكل هذه اللجان ومتى يوضع جدول عمل المؤتمر الوطني بعد كل هذا التعطيل المتعمد لعقده؟ثم ماذا سوف يناقشون:هل حكومة الشراكة الوطنية التي هي حبر على ورق؟أم فترة رئاسة الوزراء لدورتين أو ثلاث أو مفتوحة بأثر رجعي ,أم من يوم صدور الاتفاق,يعني لا يشمل ما نحن عليه؟

من يحضر الاجتماعات التحضيرية ؟

حصريا الكتل الثلاث :التحالف الوطني,التحالف الكردستاني والقائمة العراقية.وماذا عن الأحزاب التي أرادت دولة القانون إبعادها لان"لا تأثير لها على الساحة",كما أفتى للشعب النائب هيثم الجبوري,وبعد فترة تغير المقام "ليتساهلوا" ويقرروا أن يدعون من ليس لهم تأثير على الساحة السياسية العراقية! لماذا وكيف تغير تأثير تلك الكتل الصغيرة على الساحة السياسية ,هذا ما لم يستطع احد الإجابة عليه ألان ,في أقل تقدير.وبعد أن تكمل الكتل الثلاثة الكبيرة التي تقود العملية السياسية من فشل الى فشل أكبر,وبدون استشارة احد غيرهم,سوف يعلن على العالم خبر توقيت عقد المؤتمر الوطني الذي من المؤمل أن يحل كل القضايا العالقة منذ تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وليومنا هذا.ولكن ما أطرحه ما هو دور الأحزاب التي سوف تدعى للاجتماع والتي من خارج البرلمان والحكومة؟هل تدعى بصفة مراقب؟ أم مستمعة؟ أم يحق لها فقط التعبير عن وجهة نظر جدول أعمال المؤتمر,وتصفق لقرارات مكتوبة سلفا؟وهل تقبل تلك الأحزاب بهذه الدعوة,على افتراض صحت افتراضاتي؟وإذا كان هذا فهل سوف يتفضل مدير الاستخبارات العراقية الحالي بسحب كتابه بمراقبة الشيوعيين ومن يقف معهم في التظاهرات الاحتجاجية من أجل توفير الخدمات وفرص العمل للعاطلين ومحاسبة الفاسدين في ساحة التحرير في أيام الجمع؟وكل من يقرأ الكتاب الرسمي هذا يشعر بأن مؤامرة "بين قاب قوسين أو أدنى" أن تغير النظام.هل سوف يناقش مسيّري العملية السياسية كتبا مثل هذا ومن أرسله ومن أعطى الإيعاز لإخراجه؟ هل سوف يناقشون ترتيب حكومة الشراكة الوطنية من جديد وعلى أسس محاصصة جديدة ولها ضامن أو أكثر؟هل سوف يناقشون توفير الخدمات والعمل للعاطلين إنهاء ظاهرة الفساد المالي والإداري , وليس الايمو؟هل سوف يناقشون لماذا يقتل الأطباء عشائريا أو يدفعوا الفدية للعشيرة التي تفقد احد أبناءها بسبب الشيخوخة أو انتشار السرطان أو بسبب آخر؟هل سوف يناقشون لماذا تعطل العلم وانتشرت ألامية؟لماذا انتشر الإيدز في العراق؟أم سوف يناقشون تردي البيئة في العراق؟أم سوف يناقشون الموقف العراقي من قطع المياه الدولية عن العراق من دول الجوار الإسلامية والتي تستحوذ على الكثير من عقود الاستثمارات في معظم المحافظات؟ هل سوف يناقشون لماذا لا يمنح العراقي فيزة دخول الى معظم دول العالم وهم يربحون المليارات من الدولارات من العقود الاستثمارية التي حصلوا عليها؟أم يبقون على مناقشة فقرة واحدة فقط لاغير وهي اتفاقية اربيل واستحقاقاتها؟وما تبقى من استفسارات ليس في جدول أعمالهم التي يحضرونه بتأمل وتفكير عميقين حتى لا يرجعوا بعمليتهم "القيصرية"السياسية الى المربع الأول.
 


20120312


 


 

free web counter