| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               السبت 12/1/ 2013



هذا ما رأيته في العراق
(1-3)

د. محمود القبطان

أصبح لدي شبه تقليد زيارة العراق شتاءا حيث انقطاع الكهرباء أقل من فصل الصيف أو الحاجة إليه أقل.وقبل زيارتي الأخيرة بأيام قليلة غرقت بغداد ومحافظات أخرى بمياه الأمطار الى حد أصبحت بعض الشوارع أشبه ببحيرات صغيرة وفي حالات كثيرة ظهرت بعض الطرائف حول هذا "الفيضان"مثلما جلس احد المارة,وبعمد على كرسي في شارع الربيعي المشهور في بغداد مع أدوات صيد للتندر لاصطياد السمك في بحيرة شارع الربيعي,كما ظهر في فضائية الفيحاء وطبعا عملية تمثيلية للتندر,أو المرور بزورق في احد الشوارع الغارقة ..وبعد الوصول ظهر فيضان آخر ولكن من نوع جديد وهو قضية وزير المالية وما تبعها.والشارع يغلي والفساد مستشري والحرب الإعلامية مستمرة بين الخصوم ولا يعلم احد الى ماذا سوف تؤدي هذه الأزمات التي لا نهاية لها.

أولا : بغداد

في مطار بغداد لم يتحسن أي شيء نفس الفوضى,الحقائب تُبعثر,المرافق الصحية أسوأ مما كانت عليه في العام المنصرم,حيث لا يوجد صابون ولا مناشف تجفيف سواء ورقية أو غيرها.شارع المطار أفضل بكثير حيث الفخر لمؤتمر القمة العربي والشركة التي أنجزته ولكن مازالت الكثير من التساؤلات مستمرة عن صفقة الفساد في وقت المؤتمر المذكور.

وأما باصات الخطوط بين المطار وساحة عباس ابن فرناس بائسة وتصلح "للتفصيخ" فقط.

تكاثرت أكوام النفايات بصورة مقززة الى حد إن عمال الأمانة للتنظيف هم من يساعدون على سكب النفايات من الحاويات ليلا لتأتي سياراتهم الحديثة حيث يرفعها العمال مرة أخرى من الأرض الى السيارة ولا يعلم احد لماذا تفرغ من الحاويات على الأرض ليلا لترفع صباحا بوسائل عدة أما بالأيدي أو الكارتونات أو بالأكياس وليس مهما أن يتكرم العامل من رفع باقي النفايات من أمام البيوت حيث عمله مقتصر على بداية ونهاية الشوارع.

الأرصفة مازالت محجوزة بالكامل من قبل الباعة,حيث يستمر الباعة في عرض بضاعتهم الى ساعة "متأخرة "في بعض المناطق:الى العاشرة مساءا!في كل العالم هناك باعة الخضروات والفواكه ينتهي عملهم في أوقات النهار إلا في العراق فهم باقون مع باقي الباعة من عارضي بضاعة الملابس والأحذية.بعض الأرصفة محجوزة بالكامل لباعة الملابس وقسم منها لبائعي الأحذية.انتشار ظاهرة التسول بين الأطفال الى حد مخيف حيث تجلس الأم أو ألأب في مكان آخر,وأطفالهم يتكلمون مع المارة حتى بكلمات لا أخلاقية للتعامل على أمور غير مقبولة وقد تؤدي بمن لا يعلم بنوايا تلك الصبايا الى تدخل عشائري ويفرض قرار الفصل على المسكين بملايين الدنانير أو عشرات "الدفاتر".الشوارع لا تعرف التبليط لا سيما الفرعية منها.إضاءة الشوارع الرئيسية سيئة جدا أما الفرعية فليس فيها أية إضاءة.

نعم كل هذا وأكثر وأمانة بغداد نائمة نوم أهل الكهف ليس هناك من يراقب وإن وجد فليوم واحد يأخذ"المقسوم" ويسكت هو ومديره.وهل يعقل عاصمة في وزن بغداد تفتقر لأبسط الخدمات البلدية ؟وليس غريبا أن تصنف العاصمة كأسوأ عاصمة من حيث النظافة والترتيب واليوم نقلت الأنباء عن تنقلات في أمانة بغداد بسبب الإخفاقات في عمل البلديات بعد 25 ك2 بسبب الأمطار الكثيرة التي هطلت على العراق والتنقلات بين الموظفين من مكان الى مكان آخر وليس إحالتهم الى لجان تحقيقية في دوائرهم بسبب الإهمال,والظريف والمحزن في آن واحد إنه من بين العشرات الذين نقلوا من بلدية الى أخرى لم يكن بينهم غير 3 أو 4 مهندسين والباقي لم تذكر شهاداتهم,ومعروف من أين جاءوا.والأكثر غرابة إن هناك مهندسا زراعيا كان يعمل مدير مجاري في أحدى بلديات بغداد,وكما يقول المثل:الإنسان المناسب في المكان المناسب!!هل كان يزرع مجاري هذا المهندس المسكين أم ماذا؟

عندما يراجع احد المواطنين أحدى دوائر الدولة فأنه يصطدم بكثير من المعوقات منها: روح ,باچر تعال,السيد في الزيارة,والسؤال هو:هل تتعطل الدنيا لان السيد بالزيارة؟

وهل من الصعب أن يقوم موظف آخر بنفس عمل السيد,دخيل جده؟عندما يحالف الحظ المراجع المسكين ودخوله على هذا أو ذاك ويبدأ بشرح قضيته يأتي "دكتور" مع احد معارفه لانجاز معاملته والمراجع الأول ينتظر و..ينتظر وبينما يبدأ المحروس الموظف بفتح الملفات التي غطاها التراب ليبحث عن اسم المراجع تأتي موظفة:هله عيوني أم ..هاي يابا وينچ؟وعيونك أبو..چنت بالزيارة,تقبل الله..والله اندعينالك!! وينتهي الدوام والمراجع يندب حظه ويرجع خائبا.ومعي حدث التالي:ذهبت الى دائرة البعثات لأراجع معاملتي التي قدمتها قبل عام ,بعد بحث في الغرف وأنا أسال عن غرفة التي ترشدني السيدة السكرتيرة وبعد السلام جاء دكتور وتركتني في حيرة من امرني ولاني أعلم عن هذه الأمور انتظرت الى أن انتهت من كلامها مع الدكتور.ومن ثم أرسلتني الى غرفة أخرى.ولكن عبثا.التقيت مع الدكتور وقلت عفوا يبدو انك مسؤول في هذه الدائرة هل لك ان تساعدني كيف وأين اذهب لإنجاز معاملتي,خلال هذا الحديث جاءت موظفة وتركني الدكتور وبدأ الحديث عن الإجازة وأمور أخرى وبعدها التفت اليّ وقال عفوا تفضل,شرحت له "الجنجلوتية" من طقطق الى سلام عليكم,أتى موظف آخر,قال له عظم الله أجوركم وأجورنا ,مبروك الزيارة سيدنا!كلفه بمساعدتي,وبالمناسبة تبين ان الدكتور هذا خريج السويد في الانسانيات,مشكور مساعدته حيث قطعت نصف الطريق.والسيد أبدى مساعدته لكن ما أن يفتح سجل مترب حتى يأتي "عرف"وينجز معاملته وأنا انتظر وانتظر,الى أن ذهب السيد الى ألاجتماع وكلف موظفا آخر بمساعدتي وأعطاه الـتاريخ .



20130111
 

 

free web counter