| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      السبت 11/6/ 2011



كلمة حق يراد بها باطل...والعاشر من حزيران,ومعركة العصي..

محمود القبطان  

بدأت الاحتجاجات الشبابية في 25 شباط من هذا العام بعد ما قدمه شباب تونس ومصر من مثال في تغيير كلي في أنظمتهم القمعية وصاحبة أطول فترة لقوانين الطوارئ.أما وقد وصلت الشرارة الى العراق,والعراق ليس بعيدا عن المنطقة,فقد خرج الشباب وساندتهم كل منظمات المجتمع المدني والكيانات السياسية التي لها مصلحة وطنية حقيقية في إصلاح شامل للعملية السياسية وليس إسقاطها كما حد ث في مصر وتونس وكما سوف يحصل في ليبيا واليمن.لكن قادة العملية السياسية ,وبغض النظر عن ماذا يسمون الحكومة,إلا إنها تدار من قبل حزبا واحدا,وهذا ليس اتهاما وانما عين الحقيقية من خلال التشبث في السلطة وتشكيل كتل للفوز بكرسي رئاسة الوزارة وإن وجدت خلافات بين أطراف هذه الكتلة,التحالف الوطني,ولكن يعرف ألقاصي والداني إنها كتلة طائفية وبامتياز حيث إن النظام في العراق نظام محاصصة طائفية وعرقية.تكررت التظاهرات وسقط شهداء وجرحى وحدثت اعتقالات معيبة لا تمت الى النظام الديمقراطي المُزمع بناءه بصلة,أو هكذا يدعون,بحق صحافيين وشباب وتهديدات طالت الكثيرين,لكن مع كل وسائل التهديد والاعتقالات وسقوط جرحى وقتلى استمرت الى يومنا التظاهرات هذا حيث يخرج الشباب والكبار معا بشعارات محددة تهم المواطن العراقي وهي توفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين والسراق المال العام والقتلة وتنفيذ الأحكام بحقهم مهما كانت قاسية وإنهاء نظام المحاصصة المقيت التي أدى بالعراق الى كوارث على كافة الأصعدة.ومن وحي التظاهرات أخذت الحكومة مهمة المئة يوم لتمييع القضايا الأساسية ولامتصاص نقمة الشعب على فشلها في عملها منذ خمسة أعوام للمالكي ولمن سبقه منذ 2003.وفي كل يوم تقترب ساحة نهاية المئة يوم وفي كل يوم يظهر لنا محلل جديد,مدعوما,ليقول سوف لا تحدث معجزة في العراق خلال هذه الفترة,ويبدأ الهروب الى الأمام لتغطية ما هو قادم بعد انتهاء المئة يوم.

انتهت الفترة ,والحكومة أعلنت عن اعتقال مجموعة إرهابية قذرة قتلت بدم بارد أكثر من سبعين شخصا وبأبشع الطرق بسبب الحقد المقيت,وأعلنت الاعترافات التي أثارت مشاعر كل الناس الشرفاء بسبب الطريقة السادية والبشعة بحق ناس أبرياء أرادوا الفرح فقط بزواج أقاربهم.وقد اهتز الرأي العام العراقي كله بسبب هذه الجريمة,ولذلك وظفت الدولة هذه الجريمة في حساباتها المقبلة.وأتى اليوم الموعود لتظاهرة العاشر من حزيران على أثر انتهاء فترة المئة يوم,وقامت السلطة ومحلليها بالتعويذ والتخندق خلف تلك الجريمة التي سميت بجريمة عرس الدجيل ,لتهيأ بلطچیة لتدخل معركة مع المتظاهرين في ساحة التحرير من الشباب بالعصي والسكاكين,واسميها معركة العصي,على غرار معركة الجمل في مصر,حيث جلبت الحكومة ,وتحديدا حزب الدعوة ,من محافظات الجنوب والوسط منتسبي الدعوة بحافلات حكومية وزرعهم في ساحة التحرير منذ الليل,حسب رواية احدى الناشطات,ورفعوا شعارات تمجد بالمالكي وصور المجرم فارس الجبوري,وهو يصافح علاوي,ويطالبون بأعدامه وزمرته في ساحة التحرير.كانت تظاهرة مضادة تعدت الوسائل السلمية وقد ظهر على الفضائيات المختلفة في مؤتمر صحفي من تلقى ضربات السكاكين والعصي وتكلموا عن محاولة لصق تهم بهم بأنهم بعثيون وتكفيريين...كما حاولوا الصاق تهمة التزوير بالشباب الاربعة قبل اسبوعين.أما رفع صور علاوي على أثر خطابه ,قبل يوم واحد من التظاهرة الاخيرة لحسابات خاصة أيضا,الذي أعلن رسميا "الطلاق "مع المالكي وبين كتلتيهما والذي سوف يؤدي بعواقبه الوخيمة على الوضع الامني,لان كلا منهما لا يهمه الوطن وما آلى اليه الصراع اللاوطني على السلطة وأموالها.والسؤال المحير هو هل إن جريمة عرس الدجيل هى الاولى من قبل الارهابيين والقتلة,بالرغم من بشاعة الجريمة النكراء؟وهل ما قتل في العراق منذ 2003 لم يكن في حسبان هذه القطعان التي أتت لتدافع عن حق واحد دون الآخر؟وهل استعمال السكاكين والعصي هي الطريقة الوحيدة التي يمكن التعبير عن احتجاجهم وغضبهم؟وان كانوا هؤلاء عندما اختفى العشرات من الابرياء على الطرق السريعة ,والمراجعين في البعثات,و أين كانوا عندما سرقت المليارات من أموال الاجيال القادمة واختفاء الخدمات وانتشار تزوير الشهادات لاستلام مناصب في مجالس المحافظات والبرلمان والبلديات والوزارات؟ الم يحرك فيهم كل هذا أي إحساس وطني؟ألم يؤلمهم وتتحرك فيهم المشاعر الانسانية لمناظر الامهات والارامل عندما يذهبون الى المقابر الجماعية بعد اكتشافها ويرون بقايا أحبائهم؟لماذا لم يتظاهروا لذلك؟لماذا لم يطالبوا رئيس الجمهورية بالتوقيع على تنفيذ العقوبات التي اكتسبت الدرجة القطعية بحق القتلة؟لماذا لم يحاسبوا المالكي أو مدير كتبه أو أبو علي البصري ,ومن موقعه في المنطقة الخضراء ,على تهريب القتلة من مجرمي القاعدة في البصرة وتهريبهم الى إيران؟كل شيئ استعمله المالكي ,وعبر مستشاريه,لمنع المتظاهرين في التعبير عن رأيهم ,في الوقت الذي أخذ منهم وبفضلهم المبادرة في المئة يوم بعد خمسة اعوام من حكمه, ابتداءا من منع التجوال في 25 شباط الى القتل والقمع في عدة محافظات الى إرسال بلطچية الى"ميدان التحرير"العراقي.ولا أعلم ماذا سوف تتفتق عقول مستشاريه على أفكار جديدة لإعاقة التظاهرات في جمع قادمة.في التاريخ القديم سمع الجميع عن معركة الجمل وفي التأريخ الحديث عن معركة الجمل الثانية في ميدان التحرير لبطچية حسني مبارك,لكن لم يسمع أحد عن معركة العصي والسكاكين في الزمن القديم إلا ألان وفي ساحة التحرير البغدادية.لماذا لم يتظاهر هؤلاء في محافظاتهم وأمام جماهيرهم المؤيدة للدعوة من أجل تنفيذ الإعدام بحق مجرمي عرس الدجيل ويمارسوا ضغوطا على الطالباني للتوقيع على كل أحكام الإعدام بحق أي مجرم أراق قطرة دم من أيّ إنسان عراقي؟ وأسأل ,"وبخبث"لماذا لم يرفع محبي المالكي والدعوة صورة المجرم فارس الجبوري عندما كان يصلي بين ومع معممي التيار الصدري في بغداد؟هل كان باستطاعة هؤلاء الاحتجاج بمحافظاتهم عندما قتل المحتجون في العام الماضي بسبب مطالبتهم بالخدمات وليس غير؟هل تجميع المؤيدين من كل المحافظات الوسطى والجنوبية هو دليل القوة؟اذا كان كذلك فلماذا لا يعلنون ,المالكي وحزبه,ويدعون الى انتخابات مبكرة؟

التشبث بجريمة عرس الدجيل في العاشر من حزيران كانت كلمة حق يراد بها باطل لضرب المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير في بغداد.

 

20110611

 
 


 

free web counter