| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الأثنين 11/2/ 2013



 ربيع الإسلام السياسي يرى خريفه ولو من بعيد

د. محمود القبطان  

بعد أن سيطر الاسلاسياسي على مقاليد الأمور في أكثر من دولة عربية بدأَ بالعراق في 2003 وصولا الى مصر بعد انتفاضته التي أزاحت نظام مبارك مرورا بتونس وليبيا يشعر الإنسان في هذه الدول انه خدع الى حد النخاع حيث تنصل دعاة الإسلام عن برامجهم التي "تغنوا بها" قبل استلامهم للسلطة.فتراهم اليوم في التحضير الى ديكتاتوريات لا تقل بشاعة عما كانت في تلك البلدان ولو بلون آخر.ويحاول التيار الجارف ,ولو لحين,أن يتوسع بصلاحياته التي تقفز فوق الدستور الذي يسنونه لتطبيق أجنداتهم الخاصة والتي تحدد الحريات العامة والخاصة ووصول الأشخاص الغير مؤهلين لإدارة تلك الدول.

وهنا رصدت ثلاث حالات قد تكون قطرة في بحر من الظواهر المشوهة لإدارة الدول ,ولكن خلال اليومين الأخيرين.

1: "بشرت" القيادة الليبية الجديدة الاسلاسياسية شعبها "ألفحولي" بمنجز كبير مفاده انه يحق للرجل أن يتزوج من أكثر من امرأة حتى بدون موافقة زوجته أو زوجاته وإلغاء القانون الذي يحرم تعدد الزوجات في أيام نظام ألقذافي.هذا "المنجز"لقيادة إسلامية ليبية بعد أن تحرروا من ألقذافي.فهل كانت انتفاضة الشعب الليبي وإزاحة ألقذافي من أجل هذا؟طبيعي العراق الجديد سبق ليبيا في هذا الأمر,وتعددت الزوجات اثنان وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم!!ومن دشن هذا القانون في العراق كبار "فحول " الدولة من البرلمانيين والحكومة والمدراء الكبار,وتدافع عنه نساء الاسلاسياسي,وفي مقدمتهم وزيرة المرأة.

2: انعقد في القاهرة قبل يومين المؤتمر الإسلامي الاعتيادي,وقد حضرته عشرات الدول برئيس دولة أو رئيس وزراء,وقد مثل العراق رئيس الوزراء وجلس خلفه وزير الخارجية ووزير التعليم العالي علي الأديب والذي هو مطلوب للاستجواب أمام البرلمان العراقي ويرفض وكتلته المثول أمام البرلمان .المالكي يمثل العراق شيء طبيعي باعتباره رئيس الوزراء,حضور هوشيار الزيباري مسألة أيضا مفهومة كوزير الخارجية ,لكن ما هو أهمية ودور حضور على الأديب في هكذا مؤتمر؟ ألم يكن مناسبا أن يحضر رجال دين مع الوفد والمؤتمر هو مؤتمر إسلامي وليس تعليمي؟ أم هو تحدي جديد للبرلمان وكل البروتوكولات المتعارف عليها حيث يحضر المؤتمرات من يخصهم في الدرجة الأساسية؟

3: العثور على مستودع أسلحة "معسكر" في بيت حزب إسلامي!

أنا افهم وجود سلاح في مكان ما :بيت,مقر,معسكر,خيمة عسكرية...لضرورات مقيدة بقانون وضوابط تسري على الجميع في دولة فيها دستور وقضاء,إلا في العراق ,فكل شيء مشوه .فالسلاح للدفاع عن النفس,ولتقل لحماية مؤسسة كبيرة,مقر حزبي مجاز,لمعسكر كبير لحماية أفراد الجيش أو الشرطة,لكن أن تعثر الدولة على 161 بندقية رشاشة مع كمية كبيرة جدا من العتاد في بيت:مقر الحزب الإسلامي في مدينة اليرموك في بغداد,له دلالات خاصة يحب التوقف عندها.الخبر يقول:إن الحزب الإسلامي احتج على قدوم القوة العسكرية التي فتشت المكان وعثرت على تلك الكمية الكبيرة من السلاح والعتاد احتج الحزب العسكر الإسلامي على هذا لان القوت الخاصة لم تكن مزودة بتصريح قضائي.نعم غلطة متكررة في هذا الشأن,لكن لم يوضح المسؤول الإسلامي في هذا الحزب العتيد لمن هذه الكمية من السلاح من الرشاشات والعتاد والمسدسات؟قالوا أنها تعود لبرلمانيين!حسنا ,ما يفعل البرلماني في تلك الأسلحة وهم المطوق من كافة الجهات برجال الحماية المزودين بأجهزة اللاسلكي للاتصال والأسلحة الرشاشة الخاصة؟اهو حزب مسلح ضد الدولة من خلال العملية السياسية السلمية والتي يحتل مقاعد في البرلمان,أم ان ما عثرت عليه السلطات مجرد"دعاية" ضد الحزب واشتراكه في تظاهرات المنطقة الغربية,أم امتداد لما نشرته الصحف التركية اليوم بأن هناك معسكرات لتدريب الجيش العراقي "الحر" في استانبول بأمر من اردوغان ,للتحضير الى "سوريا "جديدة على أرض العراق؟على السلطات المعنية أن لا تكتفي بالعثور على هذا الكم الكبير من الأسلحة والعتاد في مقر الحزب الإسلامي في اليرموك وانما عليها التحقيق ونشر نتائجه وأن لا تذهب نتائجه الى مساومات في الغرف المظلمة من توافقات جديدة يكون المواطن العراقي هو الضحية في كل الأوقات.

لم يعد الاسلاسياسي مسيطرا ,في كل الأحوال,على زمام الأمور في تلك البلدان.ففي مصر الاحتجاجات مستمرة الى أن يسقط مرسي وكابينته التي قفز فيه الاسلاسياسي الى ساحة التحرير في القاهرة بعد أن تأكد من زوال نظام مبارك,ولكن استمرار التظاهرات ضد مرسي سوف تستمر ولن تنفعه ضرب المتظاهرين بالسلاح لان نظامه سوف يسقط بإصرار الشعب المصري .وفي تونس حيث كان الربيع الحقيقي قد بدأ فيها,تشتد الاحتجاجات مرة أخرى بعد العملية الجبانة باغتيال بلعيد,وبالرغم من إدانة الاغتيال من قبل حزب السلطة لكنها هي المدبرة للعملية ضد الشخصية اليسارية المعارضة بلعيد.

إن خريف "الربيع" العربي قادم لا محال نتيجة فكر الأحزاب الاسلاسياسية الشمولي والاقصائي و وممارساته اللا ديمقراطية تجاه الآخر واستخدام العنف ضد التظاهرات السلمية ووقوع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.ان الشعوب قد تنتظر ولكن ليس الى ما لانهاية.البركان قادم لا محال.



20130210
 

 

free web counter