| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 10/5/ 2010



رأي شاب روسي ما بعد انحلال الاتحاد السوفيتي

محمود القبطان  

التقيته قبل سنوات وقبل سقوط الاتحاد السوفيتي على يد غرباشوف وكان قد انتظر الساعة ليأكل الماكدونالند الأمريكي وسوف يسافر الى أمريكا ليتنفس من هناك هواء الحرية والديمقراطية الحقيقيتين.سقط الاتحاد السوفيتي وقد أذهل الخبر كل مُحبي بلد الاشتراكية الأول وكل المؤمنين بالفكر الماركسي الاشتراكي وووو.وفي ذلك اليوم كنت في اجتماع الأطباء الصباحي وقد أذاع الخبر رئيس القسم اليميني وهو فرحا مزهوا الى ابعد الحدود.كانت صدمة لي لا يمكن وصفها,ربما لم أكن في يوما من الأيمان متوقعا أن يحدث هذا الحدث المهول, لكنه حدث. واعتقد وبعد ان جمعت أفكاري وإيماني وثقتي بالفكر تيقنت انه كان لا بد وأن يحدث هذا الدوى لتتعدل الأمور وتأخذ مسارها وشكلها الصحيح لان الأخطاء كانت أكثر من كبيرة ولا يمكن تجاوزها أكثر من الوقت.

ارجع الى قصتي مع الشاب الروسي يأتي الي بين الحين والأخر وهو مفتون بالحدث و أسس شركة,على غرار الشركات العراقية التي لا تعد ولا تحصى بعد سقوط نظام صدام وهي لا تتعدى غير الأوراق التي ربما كانت مُزورة وتوقع بالدفع المباشر (رشوة). ولم تنجح شركته لأنها غير موجودة أصلا لكن الكل ركب الموجة فلم لا يعمل كغيره وربما يحالفه الحظ, اعتقد وقتها ، بعد أن انتهت لهفة الرؤية الى المكدونالد قال إن الروس يفضلون الحساء على كل أنواع الأكل الأمريكي .

هنا بدأت نقطة نهاية الانبهار بالديمقراطية والحرية الأمريكية . فقال فكرة أن أذهب الى أمريكا قد تخليت عنها. لان القتل والمافيا هي ديمقراطية لن اعتاد عليها. لكنه وعلى طول الخط كان معاديا للشيوعية التي "دمرت روسيا" وفي كل مرة ندخل في نقاش عقيم ننتهي بكاس لترويح الدماغ . هذه وجهة نظره احترمها لان تعلمت الكثير من خلال وجودي في الغربة الإجبارية القاسية ومنها احترام الرأي الآخر وهذه هي قمة الديمقراطية وهذا إيمان وليس لبس ثوب فكري جديد.

أمس مرت الذكرى ال65 على اندحار الفاشية وقد تكلمنا بالعموم وكان متحمسا لرؤية الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء. وبدأ يتحدث عن ستالين والثورة الاشتراكية ومنجزاتها وتضحيات الاتحاد السوفيتي من اجل خير البشرية جمعاء, هو مسترسل بالكلام وأنا مذهول لتبدله الكبير كذهولي عند سماع خبر سقوط الاتحاد السوفيتي على يد زمرة يلسين بعد إن هيأ سلفه لذلك. وقال بالرغم من قساوة ستالين (قالها مخففة) لكن لم يكن بمقدور احد أن يدير دولة كبيرة كالاتحاد السوفيتي بدون قسوة وان كانت زائدة, قال الشاب هذا. وأكمل حديثه بان روسيا لا يمكن أن تطبق الديمقراطية الأمريكية أو الغربية الى ما لا نهاية لان الجريمة والمخدرات والمافيا والرشوة وظهور أغنياء برمشة عين قد أصبحت ظاهرة بحيث لا يمكن لمسالم أن يذهب الى أي مكان دون حدوث جريمة لا بل انتشار الدعارة والشذوذ قد انتشر أيضا وبمباركة من الغرب. كل هذا لم يكن موجودا وان وجد فكان على نطاق ضيق جدا. لقد كانت الرواتب قليلة لكن السكن شبه مجاني والدراسة والطبابة مجانية . وقد أكمل حديثه بأن ما يقوله زيكانوف اليوم كله صحيح وهذا ما يحدث. ولا بد أن تتعدل أوضاع روسيا نحو الأحسن.

في أول عام على سقوط الاتحاد السوفيتي ظهر رجال كبار في السن في احتفالات الأول من أيار واحتفالات ثورة أكتوبر إما ألان فقد ظهر الشباب الى جنب الشيوخ التي بإيمانهم وبسواعدهم بنوا الاتحاد السوفيتي وفي 9 أيار قبل 65 عاما قهروا ألمانيا النازية وحرروا البشرية مع دول التحالف من خطر كاد يدمر العالم ... وهذا الشاب واحد من الذين أغرتهم الدعاية الأمريكية والغربية لكن سرعان ما ظهرت الحقيقة.

إن خلاص البشرية من القهر والاضطهاد هو عبر تبني أفكار الاشتراكية ولكن بنمط وتطبيق جديد.
 

 

20100510




 

free web counter