| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الخميس 01/11/ 2012



الى أين يسير اليسار العراقي ؟

د.محمود القبطان

أمس حدد مجلس الوزراء موعدا لانتخابات مجالس المحافظات في العشرين من نيسان القادم,وقد بدأت بوادر حمى التحالفات والتوافقات المحاصصاتية ولإبراز وجوه المرشحين تطفو على السطح.تحاول جهات عدة إثارة موجة من الغبار السياسي حول التحالفات المستقبلية وربما لجس النبض.فمرة تحالف التحالف الوطني مع الكردستاني,ومرة الأخير مع العراقية وأخيرا وليس آخرا العراقية مع التيار الصدري ,وكل هذا مجرد لقاءات لمعرفة الاتجاه القادم في مجالس المحافظات والذي على ضوءه سوف يتحدد مستقبل البرلمان القادم.
 
بالمقابل التيار الديمقراطي يراوح في مكانه,ناهيك عن مستقبل التيار اليساري الذي لم تخرج منه ولا مبادرة واحدة باتجاه الالتقاء على ثوابت معينة مشتركة في الفكر والبرامج والسير معا لتحقيق ما خسره في الأعوام الماضية.لم يرى الشارع العراقي فعالية كبرى للتيار الديمقراطي لإثبات وجوده عبر التواجد اليومي في الساحات أو الإعلام المرئي,لأنه لا يكفي أن تظهر شخصية تقدمية ديمقراطية في إحدى الفضائيات لمرة واحدة في كل شهر أو ابعد من هذا.وبالرغم من التأكيد المستمر على توحيد جهود التيار الديمقراطي إلا إنها لم ترتقي الى المستوى المطلوب ليومنا هذا.ويبدو لي إن هناك شبه أزمة وربما تنصل من قرارات المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي من قبل بعض الأطراف والتي قد تتناغم مع بعض التحالفات الموجودة على الساحة السياسية والتي لها نفوذ في السلطة,مما يشكل عرقلة جديدة أمام تقدم هذا التيار المُعول عليه الكثير.

وإذا كان التيار الديمقراطي,افتراضا,في أزمة فما هي أزمة التيار اليساري؟

مازال الكثير من ذوي الفكر اليساري تحديدا في مشاكل مع نفسه ومع من كان معهم سابقا ومازالت الاتهامات تتوجه الى البعض بسبب وبدونه.نسمع عن تشكيلات ديمقراطية هنا وهناك ولكن هذا لا يكفي للانتخابات القادمة.مجموعة لوحدها لا تصل الى حل,حتى من يقود الدولة ليس بمقدورهم أن يقودوها لوحدهم. ما هي الفائدة من توجيه اتهامات لأشخاص بالأمس كان في نفس الخيمة؟ألم نخرج كلنا من نفس تلك الخيمة؟من المستفيد في تجريح البعض للبعض الآخر ولأسباب تبدو لي أكثر من تافهة؟ألا يحق للبعض أن يسلك طريقا غير الطريق المرسوم حتى وإن كان الطريق الأول هو الأصح؟وأريد أن اقترب أكثر,هل إن التحالف مع قوى دينية من خارج مجالس المحافظات أو البرلمان هو الأفضل والأكثر إلحاحا من الاقتراب بين القوى اليسارية والتقدمية والتي تمثل مستقبل العراق؟

ما عاد الادعاء بأن هذا الشخص له نية تدمير سياسية أو علاقة مع تلك الدولة أو غيرها,لان يعرف الجميع ما حدث في الثمانينيات في سوريا واليمن ودول أوروبا الشرقية.ومن استفاد من كل هذا؟ هم,فقط,أعداء اليسار العراقي بكل تلاوينهم وأسمائهم.في الوقت الذي سكت سكوت الموتى البعض الانتهازي على زيارة البعض من "أحبائهم وأصدقائهم" للسفارات العراقية في حفلات أعياد ميلاد صدام و"ثورة 17تموز" في الوقت الذي كان مئات الآلاف من العراقيين في دول اللجوء يذوقون الأمرين من البطالة والملاحقة وإنهاء الإقامات في الدول الاشتراكية السابقة وتشريد عوائل بكاملها الى مستقبل مجهول,كان هؤلاء يشربون ,وما زالوا,نخب تهديم اليسار وبقوة ودراية وببرمجية محددة.
لم يعد الوقت في صالح اليسار العراقي,أو التيار الديمقراطي,إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

ما العمل؟

1: التواصل مع الجميع ممن له الموقف الوطني من الوطن ومستقبله.

2: نسيان الخلافات والى الأبد من أجل العراق وشعبه الذي يرضخ تحتالفقر والجوع والبطالة,وآخر إحصائية للفقر في العراق تقول إن هناك 37% من مواطني العراق تحت خط الفقر في بلد له ثروات توازي دول كبيرة.

3: العمل الجدي من أجل تقريب وجهات النظر بين "المتخاصمين" والذي خرجوا من نفس الخيمة التي كانوا تحتها ولفترات طويلة.على من وجه سهامه للمخلصيين من أجل العراق أن يعتذر من الآخر وبجرأة وشجاعة إذا كان هناك من يريد العراق أن يتقدم ويعيش شعبه برفاهية.

ولكن إذا استمر الجميع بالأبتعاد عن الآخر والتقوقع في خنادق خاصة فسوف يخسر الجميع,ويبقى العراق تحت رحمة الفاسدين وآكلة ثروات الشعب.

ليس هناك من مخرج غير الأسراع و الأتفاق مع القوى اليسارية والديمقراطية الحقيقية للسير بالعراق نحو بر الأمان وعلى برنامج انتخابي واضح المعالم وطويل الأمد ألوقت ليس بصالح هذه القوى لان الآخر متأهب للانتخابات أكثر مما يظهر في الإعلام,لأن انتخابات مجالس المحافظات هو بقاء أو فناء,ولان الشارع قد ملّ كذبهم ومحاصصاتهم وفسادهم ولان الكثير من ناخبيهم قرر عدم الذهاب الى الانتخابات القادمة بسبب خيبة الأمل التي واجهوها خلال الأعوام المنصرمة .فهل يعي اليسار العراقي والتيار الديمقراطي أهمية عامل الزمن؟
 

20121031
 

free web counter