| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى كامل الكاظمي

 

 

 

الأحد 4/4/ 2010

 

لعنة سوداء ترحمت على عفلق!

مصطفى كامل الكاظمي

" لو كان اصبعي بعثيا لقطعته " اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر

من اجابات السيد الشهيد ردا على رسالة صدام حصين: [فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين. تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان.! يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء.! ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل، جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات. حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الامصار واورث الله المستضعفين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التأريخ. ]
لكننا يا سيدي بعد ان انجز الله تعالى وعده ومنحنا حرية التنفس الاصطناعي مددنا يدنا الى من قتلوك وسفكوا دماء الابرياء وسيعود حزب اللئام!
اجزم انه لن يخالفني عراقي اصيل ونزيه شهد سطو النظام العفلقي على حكم العراق منذ عام 1968 بان صدام حصين ـ الرئيس المعدوم ـ لم يك يخطط، ولم يك يعمل للسيطرة المطلقة على الحكم لينهي بالتالي كل الاعضاء والوزراء والرفاق (العتق) السابقين له رتبة حزبية، بتهمة ملفقة واخرى لا تحيد عن حيز المؤامرة المدبرة بمخاضات النفسية العدوانية والشاذة الى الانتقام من كل عنصر تتمثل فيه الكرامة والشرف.
ولا اعتقد ان ذاكرة العراقي الاصيل يغيب عنها ما صنعه حزب اللئام العبثيين بالوطنيين وبالاحزاب اليسارية والدينية ورجالاتها من سحل واعدام وقصل رقاب واقتحام بيوت.!
ان عقدة صدام الاولى تكمن في شرف السيدة الوالدة المسلوب قبل ان يلفظ رحمها صداما في زريبة بقر في قرية العوجة. ومن ثم ليعيش حالة التمرد على الاعراف ويمارس الغدر بمن حوله من شخصيات ربما انتمت للبعث بدافع الوطنية او بدافع من الاغترار بشعارات الحزب التي جاء بها ميشيل عفلق من خارج جسور العراق والعروبة.
الا اننا حين نذكر شخوصا كعزت مصطفى (وزير الصحة بداية الحكم) وهو من اوائل مؤسسي الحزب ومموله الوحيد ماليا، وكذا المعلم فليح حسن الجاسم وهما عضوان رئيسان في البعث العراقي قبل انتماء شقي صبحة للحزب، وكذلك الوطني محيي عبد الحسين الشمري وحردان عبد الغفار التكريتي والحمداني والكمالي وعماش والسامرائي الى مئات البعثيين القياديين، وتصفيتهم بطريقة مستهترة بدون لائحة انضباط قانونية او حتى حزبية. انما اذكرهم من باب غدر صدام ربيب عفلق الذي بارك الاخير لصدام اكثر من مرة تصفيته هؤلاء البعثيين الكبار. ولم تك اخرها تصفية رئيس الدولة البعثي العتيق أحمد حسن البكر عام 1979.
معلوما انه قبل وفيما بين هذه التصفيات شهد العراق جملة كبيرة من الاعدامات وتصفية رموز دينية واخرى وطنية علمانية عراقية على يد صدام وشلة خاصة خلقتها هواجس وظنون صدام بارادته لتظهر في منتصف واواخر السبعينات بمسميات الحماية الخاصة وافواج الحرس الخاص والجمهوري حتى عقد الثمانينات حيث تطورت الى مؤسسات فدائيي صدام ومخابرات خاصة وامن قومي وغيرها من مؤسسات موت واعدام وقهر.
ربما ظن بعض (الغلابا) من جماعتنا ان هذه حالة مرضية تختص بها شخصية صدام فقط وفقط.! لكن حقيقة الامر وكما افرزت احداث كثيرة شهدها المنتبهون ان زمرة واسعة من العفالقة تعلمت من صدام واستعدته لاستحصال هذا الوباء وهذا الشذوذ للفوز بمرتبة حزبية عالية او تحقيق منصب.
كم هي كثيرة وقائع الاحتيال التي مارسها الرفاق ضد رفاقهم لاستحلال مناصبهم او الحصول على مكرمة القائد الضرورة.!
قاعدة "فرق تسد" واستخدام التقرير الحزبي المغلق بميمه والخط المائل قد اطاح برؤوس رفاقية واودى بحياة ابرياء لا جريرة لهم من ابناء العراق. مزقوهم بتهمة المؤامرة والانحراف عن نهج عفلق او بتهم دينية وانتماءات حزبية اخرى. وفي احسن الاحوال تهمة العمالة للاجنبي. فمثلا لم يشهد المسرح السياسي ابان حكم العفالقة اية محاكمة للشيوعيين العراقيين اطلاقا، فأزهقت أرواح وهتكت اجساد بالتهمة الحمراء التي الصقت بتنظيمات الشيوعيين. واكثر من ذلك دبرت لهم تهمة عدم العودة للصف الوطني والتي تعني رفضهم الانتماء للبعث. وان تهمة الماسونية كانت جاهزة وازهقت بها ارواح عشرات الابرياء من طبقة القانون والمحاماة.
اما الاكراد، فتهمة " العصاة" كانت كافية لتشغل ماكنة الحرب ضدهم وتصفيتهم بطرق جلبت العار لكل عفلقي اذ لم تتوقف الا بإبادة اكثر من 7 الاف كردي بين طفل وإمراة وكهل بريء في قصبة حلبجة التي نكبها السلاح الكيمياوي في غضون ساعات معدودة. هذا غير حروب السبعينات وما تلاها من حملات الانفال المخزية في الثمانينات.
والاكراد الفيليون.. طبقة كبيرة من خلص العراق اصلا وانتسابا ويعود انتسابهم للعراق الى اكثر من 2000 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام. ولا اظن ان منصفا يتجاهل ما مروا به من تنكيل وتعذيب وفتك حتى كاد البعث اللئيم ان يمسخ هويتهم العراقية الوطنية بعد ان سعى لتغييبها داخل العراق. ولنا ان نلقي نظرة على كتاب (الفيليون، تاريخ قبائل وأنساب) للاستاذ نجم سلمان. واكثر منه تفصيلا ودلالة كتاب (الكورد الشيعة في العراق) للاستاذ السيد حسين الحسيني.
وما مأساة التهجير القسري الذي باشره صدام ونظامه الفاشستي ضد هذه الشريحة الكبيرة من ابناء شعبنا العراقي الا وصمة عار بجبين كل بعثي وكل من يمد يده للبعثيين وبمن يترحم عليهم. وستكون لنا وقفة فيما يتعلق بمظلومية واظطهاد الاخوة الاكراد الفيليين وما صنعته يد الجريمية الصدامية بهم من اجل ان نتعرف اكثر واكثر على النوايا التي يستبطنها البعثيون كلهم وان تبرقعوا ببراقع الرهبان والوطنية. فالافعى تبقى خطرة فتاكة سامة وقاتلة وان تغيرت ملامس جلدها والوانه.!
ولم تك المآسي والمجازر قليلة بأهل الوسط والجنوب الراغبين في ممارسة طقوسهم الدينية، فتكفي الاشارة الى مهزلة المحكمة الخاصة التي عقدها حزب البعث المشؤوم لتورية اللعبة وتمريرها عام 1977 اذ اوعز الى عزت مصطفى وفليح حسن الجاسم لاصدار احكام الاعدام بحق كل من اشترك بما عرف بحادثة خان النص بين النجف وكربلاء. فطردا من الحزب وعوملا بطريقة فجة لرفضهما اصدار الاحكام. وكلاهما قتل بعد سنوات عديدة بطريقة غامضة بعد ان ابعد الاول كطبيب في مستوصف الشرقاط التابع للموصل. والثاني معلم في قرية الخرجة التابعة لناحية العلم مقابل تكريت من جهة نهر دجلة الثانية.
فبعد ذي وذا وذاك الفعل البعثي والتربية العفلقية القذرة هل يمكن لنا الاطمئنان بعودة البعثيين لحكم العراق؟
اذن فلنشد على عضد من يفعـّل القانون الانساني والاسلامي والوطني: (اجتثاث البعث من العراق).
 


خريف ملبورن 2010
 


 

free web counter