| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى الخميسي

 

 

 

 

الثلاثاء 7 / 11 / 2006

 

 

نستنكر النوايا السيئة باسم المندائية

 

موسى الخميسي

طلعت علينا صحيفة القدس العربي اللندنية ، يوم الثلاثاء 7/11/ 2006 بخبر يتصدر صفحتها الاولى باسم الطائفة المندائية تستنكر قرار المحكمة الجنائية العراقية بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقد ذيل الخبر باسم وهمي هو " اللجنة الثقافية المندائية العليا " .
ونحن المندائيين في اتحاد الجمعيات المندائية في بلدان المهجر، الذي يواصل مثقفوه وفنانوه وصحفيوه هذه الايام اجتماعاتهم التحضيرية لاعلان نشوء رابطة المثقفين المندائيين، يؤكدون رفض كل المثقفين المندائيين لمثل هذه الدعوات التي لاتصب في خدمة وسلامة ابناء الطائفة المندائية التي يتعرض ابنائها اليوم لمحنة القتل والعنف بكل اشكاله ومستوياته، والتهجير القسري من بيوتهم واعمالهم، والاعتداء على اعراض بناتهم، ويجبرون بقوة السلاح على تغيير عقائدهم الدينية.
ان مثل هذا التزوير الذي يمثل تنقيب عابث عن دفين، يعكس عدم توازن، ولايهم مدعيه اذا ما وقع تصوره خارج الحقيقة، اية مظالم جديدة ستترتب على مثل هذا الامر من قبل القوى الاخرى المؤيدة. بل انه يمثل زفرات واحد من الدجالين الذي لن يساعد ابدا على حل محنة الموت التي يتعرض لها يوميا ابناءنا وبناتنا. ان اشغالنا بمثل هذه الدعوات تدل على وقاحة واستهتار بمصير المئات منا، وهم يعانون الامرين من الميليشيات المتصارعة ، حيث تراق دماءنا كل ساعة، حتى لكأنها تريد القضاء على كل الصابئة برمتهم ،اضافة الى انها امتداد تخريبي لوحدتنا، وهي امتداد الى عالم الوشايات والتقارير، وزرع الروح العدائية من قبل العديد من المتربصين لوجودنا في ارضنا والضرب على اوتار عنصرية توحي بعدائيتنا لهذه الجهة او تلك، لتلتهمنا حرائق العنف الاهوج، ويزهر الموت من حولنا ، لا لسبب فعلناه، الا للمحبة الكبيرة التي نحملها لوطننا ،وسمة التسامح والسلام التي نحملها في قلوبنا، والتبشير بالمحبة، والاحتفاء بكل تاريخ بلدنا.
نستنكر كل هذه الوقاحة التي كتب فيها واحد من ابواق النظام السابق بعنوان وهمي يحمل اسم اللجنة الثقافية المندائية، ظنا منه ان مثل هذه المواقف برنينها اللفظي قادرة على تغيير مواقفنا المبدئية وجعل من اوغل في عدائه لطائفته سينجيه حافة الخوف التي يجلس عليها الان.
لقد تم استهلاك مثل هذه الدعوات الساذجة باشكال وجرعات محسوبة ومنتظمة طيلة ثلاثة عقود، وانتج من خلالها خوف متأصل في النفوس، زاده الصراع الطائفي ووجود المحتل الاجنبي على ارضنا العراقية، ليذهب ضحيته ابناء الاقليات الدينية العراقية الصغيرة.
ان طرق الوقاية بالتطبيل والتهريج والكذب وزج ابناء الصابئة بمثل هذه الحرائق، لهو ظن كثير السذاجة. ان الذين لم يلتحقوا بركب الارهاب لا عليهم ان يسرعوا للحاق بعجلته ، بممارسة الخبث والنفاق بعد ان صاروا سجناءه، ولم يستطيعوا للان بعد ان احاطتهم قوته وهم يعيشون في المنافي الباذخة ،سوى اذكائه من جديد خوفا على مصالحهم الذاتية وليس مصالح الابرياء الذين يقبعون داخل بيوتهم خوفا من سيف ارهاب مسلط على رقابهم المعرضة للذبح يوميا.