| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى الخميسي

 

 

 

 

السبت6 / 1 / 2007

 

 

الاصرار على الأمل


موسى الخميسي

الواقع العراقي اسود قاتم ، والحوادث التي تتوالى على رؤوس الناس شأنها فيه ان تقض مضاجعهم، والمصير العراقي يتلوى تحت نار الطائفية بجبروتها وجوعها الدموي الذي يخلع القلوب ويذهب بالعقول من الرؤوس، الا اننا نصطف مع المستقبل الذي سيفيق به المواطن العراقي يوما ما، ليرى الظلمة الداكنة الغامضة التي حجبت رؤيته، وقد انشقت ليشاهد الحلم امامه وهو يفيق ، والمصيرغير مطأطأ الرأس، فيركب قطار التقدم والازدهار والسعادة في عراق يمتلأ بالثراء، الحضارة، والتجارب والانكسارات.
ليست قراءة حظوظ ، او بدعة للتنجيم اوقراءة الطالع الحسن لمستقبلنا ، لكنها حكمة الشعوب التي علمتنا اياها كتب التاريخ المعاصر، لامم وشعوب وجماعات وافراد، من المانيا الى ايطاليا مرورا باليابان وكوريا الجنوبية والارجنتين وفيتنام وفينزويلا... الخ. انها بيان لكل الاصوات الشريفة من اجل عراق الغد في روحه ومادته وصرخة ابنائه التي تعكس المخاض الفكري لكل مثقف نبيل عاش ويعيش عن قرب ارهاصات الازمة الكبرى التي تواجه مجتمعنا وانفجارها المحتمل بين لحظة واخرى ، والتي تدخل منعطفا خطيرا دون اي افق بالانطفاء الذي يرتقبه الجميع.
سيخرج الشعب من عزلته في يوم ما ، ليشارك في صناعة أمله بقوة، سيخرج ليتخلى عن مواجهة العدوان بالعدوان ،والتصدي بالتصدي، فهو سيلتحم مع نفسه في مواقف عملية ترمي الى مواجهة عدوه الذي يحمله بداخل نفسه، ليبقى مخلصا لوحدته ، بصرف النظر عن الايديولوجيات والتنظيرات المتعددة، التي هي سبب الخراب الحاصل ، سيكون حريصا على التمسك بتراث المحبة والتضامن والاحترام للآخر، كبيرا كان او صغيرا، ديني ، قومي او اثني، بمعزل عن التفسيرات المختلفة التي كانت تطغي على الافكار والقناعات التي قدمت للبعض على طبق من دم، بقصد تأصيل نزعة الفرقة والصدام . سيبقى هذا الشعب متعلقا بروح الاخوة والمساواة والتسامح، ورافضا لكل المذاهب التي تريد ان تبني هذه الاخوة وتلك المساواة على مبادىء انانية سلفية ظلامية متخلفة، اذ سوف لن تخدعه النظرة المتعصبة ،كما لم يخدمه الاستخدام السياسي للدين ، اذ يكفي تمزيق حجاب التخلف الوهمي هذا الذي تختفي تحته العديد من الوجوه، حتى تظهر الهزائم والتراجعات والنكسات على حقيقتها.
لقد اصبح من الضروري ومن الممكن اعادة تحليل الاسس والمنطلقات التي افرزتها الهزائم والانتكاسات لتفتح لنا ثغرة في رؤية تاريخنا القادم، ان فجوة في التفكير قادرة على تجديد الوعي، وتخطي مظاهر التخلف والسطحية والشكلية العدائية التي نعيشها الان.
لايمكن لهذا الموقف القادم مستقبلا ان يكون محض صدفة تاريخية او نتيجة سوء تقدير، بل هو بالاحرى الشعور العفوي والعميق بان وراء هذا الامل القادم الذي سيسير في تعاريج كثيرة، سوف تمتلك كل مكونات الشعب في يوم ما، النظرة الوردية التي يحلم بها كل الطيبون من ابناء شعبنا ، ساسة ومثقفون، احزاب وتجمعات وطوائف .
لنشيد حلمنا الكبير بعودة الناس الى اعمالها ومواقعها، الموظفين والعمال، المثقفين والحكماء، الاداريين والزراعيين ورجال الفكر والسياسيين والطلاب، ليؤسسوا حياتهم الجديدة حتى يمكننا استعادة العقل والرغبة في الحياة ،لان كل من يشارك بهذا التأجيج الهمجي الدموي سيكون ملعونا مدى التاريخ سواء كان حزبا او اطائفة او فردا، وان كنتم احياء سترون.