| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى الخميسي

 

 

 

 

الجمعة 27/10/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

انتصار العراق


موسى الخميسي

الامل ، هو انتصار العراق ، الا ان الامل اصبح المعجزة الحقيقية التي ينبغي على الجميع السعي اليها، فلو خرج العراق من هذا الليل الدامس سالما، فإن هزيمة ستلحق بقوى الظلام والاحتلال . لكن الامال في لغة الفلسفة ، نسبية ، وهي اليقين في اللغة الدينية ، لكنها في الواقع تقف بين هذا المنحى وذاك. لذلك يبدو الامل مطلقا دينيا ، وظرفا تجريبيا ، ما دام الوطن هو الحقيقة التي تتهدم يوما بعد اخر، وحديث العجز قد يطول ، والاسى يتراكم على الارواح العراقية المنكسرة.
شعب جريح ، ألحق به اعدائه الخراب بين تشتيت وتفكيك . ابنائه اصبحوا رهائن على ارضهم يقومون ويقعدون بين فكي الموت والخوف والانتقام ، مرحلون الى المنافي البعيدة ، صابرون ، محرومون ، مهددون في كل لحظة ، فكل شيء فاشل ومنهزم امامهم ، ابتداء من اولئك الذين يحلمون بعودة الديكتاتورية المقيتة ، او اولئك من اصحاب الطوائف المسلحين بالفتنة والفتك بالمدنيين الابرياء.
يستمر القتل اليومي سواء برصاص الميليشيات او بمفخفخات المقاومين ، ليصبح عراق اليوم ساحة حرب بين ايديولوجيات العنف والكراهية والتطرف ، حيث الكل يركض وراء تقويض عافية العراق وشعبه. اما الناس وخاصة الاقليات الدينية المغلوبة على امرها ، فهم يحملون طاقات تبدو خرافية على تحمل السكاكين المسلطة على رقابهم ليل نهار، فمهما كانت شجاعتهم ، فإنه لابد ان تنهار حين تعجز في النهاية عن توفير الامان لنفسها ولاولادها واعراض بناتها وبيوتها ، بعد ان تحول الجميع الى ركامات تباع وتشترى..
انها الكارثة الحقيقة التي تزداد سوءا ساعة بساعة ، فنهر الدم يسيل ، ولا من يجرأ على ايقافه ، وليس من له مصلحة سواء بالداخل او خارج الحدود القريبة ، الا في اذكاء هذا التدفق الدموي الذي يمضي سريعا ، في واقع افلت زمام اموره بين من يمتلك السطة التي سلمت نفسها لامراء حرب ، وقادة ميليشيات احكموا السيطرة بتقرير درجات القتل والخراب والفوضى ، وبين عجز قوات الاحتلال عن ترويضها.
سنعلن الحداد ، لان حكاية قتل ابناءنا بدأ يستنفذ في ابتزازه للدم القادم برصاص الغدر، ولصمت اصبح سيد الموقف غير قادر على استنهاض المرجعيات والعمائم والهيئات الدينية للطوائف الدينية الكبيرة ، اما البراءة المندائية في المهب . الجميع يعرف الرصاص الذي يطلق على الابرياء. ومع هذا فإننا مع الامل ، ننتظر ، ان يحصى قتلانا الكثر ليتأوه ضمير الآخر قليلا ، ليتأوه ريثما تسقط ضحية مندائية جديدة . سننتظر نحن كائنات انتظار ، وسيظل شهيقنا هو الاعلى .