| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى الخميسي

 

 

 

 

الثلاثاء 17 / 7 / 2007

 


 

دعوة للتضامن.. دعوة للتبرع لاخوتنا المهاجرين المندائيين


موسى الخميسي


هناك العديد من اخوتنا المندائيين الطيبين الذين تجري في عروقهم الدماء النقية التي تلخص قيمة الانسان العراقي بروحه وجسده كما خلقها الله، لا الانسان الذي صيرّته قوى الظلام والسلفية وجعلته وعاء متفجر من البارود والحقد، يقتل البشر بلذة القتل.
وناسنا هؤلاء الذين يلحقهم الغبن بكل اشكاله واساليبه وانواعه، اينما كانوا في داخل الوطن وهم يدافعون بالامل عن حقهم في الوجود الذي لا يرقى اليه شك، احتموا بجلودهم بعد ان نهبوا وسرقوا وزهقت ارواح اقربائهم واستبيح كل ما حولهم بهوس محبة الدم، حفاظا على النفس من البطش الظلامي الذي لم يكن ليرحم احد ، يحاول كل منهم البقاء في الارض الخراب والامساك بجمر الحياة اليومية. اومن الذين هربوا الى دول الجوار في سوريا والاردن واقليم كردستان، متسربلين بالاسى والعوز والاحباط، لايملكون اي عدة للتواصل مع حياة يتصاعد بها الضيم والحزن، يقفون ذاهلين حائرين مرتجفين، تنحني ظهورهم كل يوم لتتقوس وتشيخ في سديم مترامي، بانتظار امل الخروج نحو الحرية في المهاجر البعيدة.
اهلنا هؤلاء تحرقهم جمرة العوز التي لايطفئها البحث المضني الذي نبذله نحن جنود الاعلام المندائي في الخارج في قمامة الاعلام العالمي للقيام بعمليات تضامن وادانة، اصبحت معادة ومكررة ومملة واحيانا ساخرة وهزيلة، من اجل تأكيد حقائق الموت المرعبة والاستهتار بالدم المسفوك وما يطلق عليه بخانة الاعلام التعبوي، خدمة لاغراض من سيخسرون مواسم حياتهم، من اجل الالتحاق بالاوطان الجديدة.
ونحن في اتحاد الجمعيات المندائية ننظر الى هذا المشهد الدامي ويكاد صبر كل منا ان ينفذ، لانريد خلط الاوراق بمواقف متعارضة ومتصلبة، الا ان لنا تحفظاتنا ومساعينا التي لاتبطل ولا تهدأ في خلق وحدة عمل جماعية بعيدة عن الاشكاليات وبعيدة عن السواقي نفسها التي خضنا بها المياه القديمة، ندفع الخير لغيرنا ونقلص شق الخلاف بين هذا وذاك ونتسامح مع من شتمنا بالامس لنفتح له قلوبنا بكل صدق وألفة وحمية ، ونردم الهوات التي كانت وما زالت من مخلفات الماضي العتيد، على اسس التسامح، ونرى من واجبنا اليوم اكثر من اي وقت مضى بان ندافع عن وطننا الذي يعاني من تسلط ظاهرة الارهاب، وندافع عن انساننا المظلوم في زمن الغاء ضوابط الحماية وتعدد السلطات وتشابكها وسيادة بعضها على بعض. لانريد استغلال معاناة اهلنا الذين نعتبرهم رهائن الحاجة والتشرد، فلهؤلاء النازحين الخاضعين لشحنات الالم والخوف، لهم ما يكفيهم، ولهم ايضا حرمة الحياة وكرامة الانسان، وان كانت هناك حقا جهود تبذل من هذا وذاك بصدق واندفاع للتخفيف من معاناتهم، هو ان نمد ايادينا برغيف الخبز بعيدا لاشباع قوتهم اليومي، ونمد لابنائهم وبناتهم بالقلم والدفتر لمواصلة الدراسة ، بعيدا عن المزايدة، فلهم حقا علينا جميعا بالدعم.
دعمنا لعوائلنا المتعففة هو اليوم محك للجميع، نصطف الى جانبه وندافع عنه ونعده حكما في مواقفنا، لاننا بحاجة الى تطبيق متساوي بالعدالة التي امرنا الله بها على كل من ترك وطنه وانضم الى جحافل الناجين من الموت والبطش الذي لايرحم احد. لانريد في حملتنا الجديدة ان نسمع احدا ما بانه يقدم المساعدة لفلان من اقاربه ليكون بذلك ذريعة بعدم مدّ يده للاخرين، فعلينا ان نتحرر قليلا من مثل هذه الاوهام وان كانت صادقة، ولنكن ايضا بعيدين عن سموم المزايدة التي ادانها اتحادنا باستمرار، لاننا اعتبرناها من الاعباء المزيفة القادرة على خيانتنا. علينا ان نكون جميعا يدا واحدة، يد للتبرع الصامت الذي يليق بصمت اخوتنا واخواتنا في الاردن وسوريا ، تملكنا رؤية جديدة تتماشى مع كبر عقولنا على ما اخترعه الاعداء من مذاهب وعشائر وايديولوجيات ضيقة.
اي عمل خير يمكن اعتباره جزءا مهما في هويتنا المندائية العراقية، جزء يساهم في بناء الاخوة ويحمل معان جديدة لشخصيتنا، معان مبنية على الشعور بقابليتنا وتسامحنا كنسيج اجتماعي، وليس على ثقافة التسلط والمزايدة والتشمت والخطاب البكائي. علينا الخروج اينما كنا في سوريا او الاردن او اقليم كردستان من الاجواء الميتة التي بنيناها داخل انفسنا والتي اتسمت بالمظلومية، من اجل توسيع رؤيتنا لبناء تفكير جديد يعتمد على الانفتاح ورفض منطق الغالب الذي يسحق الاخر وفق مبادىء وقيم زرعها النظام السابق في شخصية الفرد والجماعة. علينا تغيير خطابنا وادائه ليرتقي الى مستويات الحياة الصعبة التي يعيشها اخوتنا العراقيين الان في محنتهم العصيبة، فالمندائيون اليوم يدفعون جبرا وقسرا وليس اختيارا لكل قرار ولكل موقف.
نحن ايها الاخوة والاخوات نستطيع ان ننهض، ونستطيع ان نتوافق على العدل والكرامة والمساواة، واسقاط منهج التسلط والمزايدة، شرط ان نتجاوز الهزيمة بداخلنا والتخلي عن مشاعر الانتكاس والانكسار، فالمسؤولية كبيرة، ونحن ننتظر خياراتكم اصدقاء وورفاق درب ومؤسسات واحزاب وجماعات عراقية، لنختبركم وانتم جميعا اهلا لثقتنا.