| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى الخميسي

 

 

 

 

السبت 11 / 11 / 2006

 

 

مع الحلم من اجل الوطن الى الدكتورعبد الاله الصائغ المحترم


موسى الخميسي - رومــــا

الهزيمة يا سيدي العزيز بدأت منذ زمن بعيد، والوليمة هي الاخرى بدأت منذ زمن بعيد أيضاً.
فصورة الوطن يداس في الداخل بينما العديد من حكامنا يمنهجون حفلة الذبح اليومي التي تقوم بها ميليشيات القتل والموت والاغتصاب واجبار الضعفاء من ابناء الاقليات الدينية العراقية على تغيير عقيدتهم الدينية .
والكل تجمع، القتلة، الفاشيست، السفاحون، من بهم عقدة الدونية، مهندسوا التواطؤات والاصطفافات، واصحاب الفضائيات الذين يستسهلون عرض ذبح الابرياء على الهواء مباشرة، جنبا الى جنب الضالعين منذ ثلاثة عقود، في تخطيط الجرائم والاهوال، وتغييب الشروط الانسانية لناس كانوا فيما مضى مثل بدر التمام، الان يتصدعون ويتلاشون ومن ثم يبادون ، بمجانية يصاحبها النشيج والدموع .
كل شيء قد تم ترتيبه في الشارع العراقي المذبوح المهمش المريض، وما في حلوقنا الان غير المرارة
ليجعلو ا الشعب العراقي مثل مأساة الحسين الشهيد وحيدا ينزف حين صاح :
ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي يا سيوف خذيني
فلا تبك يا سيدي العزيز، يا عبد الاله الصايغ، لموطن الحلم والخيال والشاهد الاول لصرخاتنا وحاضن طفولتنا وكل البراءات الاولى التي لم نزل نحاكيها ونستنطقها برسومنا وحروفنا ونلجأ اليها كلما هالنا داء الحنين ، ونحن نكابد مرارات غربتنا .
ثمة دافع نبيل محملا بحلم قديم وبرهبة المتخيل، يزحف في روحك الطيبة وفي ارواحنا، في الاعماق لاعادة ذلك المكان المقدس الىالعين والعقل والذاكرة.
ثمة هاجس يدفعنا جميعا الى اعادة صياغة العراق وفق متخيل انساني جديد، تدار فيه ارادة الفرح بأيد ابنائه، وان تقوم فيه مؤسسات مدنية عراقية حقيقية من التكنوقراط والعلماء، عراق الدولة المدنية والدستور والقانون وعراق احترام حقوق الانسان الذي لحق به ظلم مثالي نادر على ايدي البرابرة.
ثمة شيء يتحرك في قلوبنا جميعا ويستوطن اوردتنا لاكتشاف عراق اخر بمرئياته واخوته وتفاصيله وفتنته ورغبات ابنائه.
ثمة رغبة كبيرة نحملها جميعا برؤية اماكن طفولتنا من جديد، نشم رائحة الازقة ونتذوق طعم المساءات العراقية ونحتضن الامهات والشوارع والارصفة، بدون سكاكين الاعداء.
ثمة امل نسعى اليه جميعا يرفع التدهور والخراب والبداوة التي انتشرت في كل بقعة وزاوية كانت عليها في سابق الايام مسحة الحداثة والمدنية والرقي.
امل يعيد لبلاد الرافدين وجها حضاريا لايكون مرتعا للقتلة والجلادين واللصوص والخارجين عن القوانين والنواميس والاعراف .
ان دعوتكم لمؤتمر ثقافي عراقي عام، هي واحدة من الصرخات لترميم وبناء ما انهار في العقل العراقي
ان كان في ذلك حلما، فنحن معك في حلمك وحلم كل المثقفين العراقيين في المنافي، بما استزدنا من معارف، واحتكاك بالثقافات والتقاليد في البلدان التي نعيش فيها، والتي نمت وطورت وانضجت تجاربها السياسية والابداعية ومنحت الانسان سعة الادراك في صوغ السؤال الحر، المنطلق في شتى مناحي الحياة والوجود.
نحن نحلم، ان كان الامر هكذا ، فالمستقبل سيكون كفيلا بمخيلتنا البشرية.
ان مثل هذه الدعوة لمثقفي المنفى، وهم المزودون برؤية متلونة ومتسعة وممتزجة بملامح كونية من خلال تواصلهم مع ابداعات وثقافات الشعوب الاخرى ، ستجد طريقها من الخارج الى الوطن العزيز، لكي نساهم في بناء جديد لعراق جديد متخلص من نظام العبث والقتل وخال من وسائل القمع والابادة.
نجد انفسنا بدعوتك منخرطين في اعادة تشكيل وانقاذ ما يمكن انقاذه ذلك لان العراق لازال في منطقة الروح وينبغي اعادة بنائه وفق منطق جمالي جديد.