| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ماجدة غضبان المشلب
Masaash2000@yaoo.com

 

 

 

السبت 11/5/ 2013

 

قصص قصيرة جدا

د. ماجدة غضبان المشلب

الأبواب لا تغلق إلا بعد ان توصد القلوب بوجه الحب ، و يقفل الوطن برتاج الظلم كوة سجنه الكبير...

الباب (1)

- ما الذي تذكر؟
- الجدار
- و ماذا بعد؟
- شرخ فيه؟
- و ايضا ؟
- خيوط العنكبوت
- و بعد؟؟؟؟؟
- هذا كل شيء....

جلس بإعياء و قد انتابه اليأس..
- انا ايضا...لا أذكر أكثر من هذا
- صوت صفير الفراغ.. يملأ جوفينا..
- لا جدار يعيد الصدى..، لا أرض تتلقفنا ، لا سماء فوق رأسينا؟؟.
غادرت دموعه المحجرين بصمت..تركها تنتشر على خديه و تضيع بين تجاعيد وجهه..
- لا جدوى من رفقة تائهين..سأسير بأتجاه مغاير..
اغلقتُ باب المدى..و حملتُ الطريق الوهمي على كتفي..

الباب (2)
الغيوم تتضرع لقطرات المطر ان تثقل و تهزها الريح لتجهض اخر حمل لها...
ارتعشتُ غيظأ..
صهوة مسرجة تقتنص حلم الرحيل في انتشاء كسول..و انا انتظر ان تنمو ارجل الحصان المفترضة..
قيود ما تربطني بغيمة عاجزة عن النبض في عروق السماء المتشابكة مع جفاف الارض و تشققها..
رميت بكل كلمات التوسل و الرجاء على عتبة الوداع......
اغلقت باب الدنيا.......
و عانق الدهليز جسدي ببرودة قبر مجهول......

الباب (3)
انحنت ثلاث مرات و التقطت الكثير من حبات البـَرَد....
- انها تباشير قطن السماء.....
ضحكنا.. ثم التقت عبراتنا..
- يا لسذاجة سنين البراءة
لم تمنحني كف رفيق طريق ، و لا كلمة راعدة بحجم السنوات الضوئية التي احتازت شجرة التوت عند المفرق ، حيث كان للمطر مليون عذر ليغرق ملابسنا بطيشه ، و يعري الشهوات المتبرعمة بخجل تحت تضاريس جسدين فتيين..
الان لا اشجار هنا تشبه شجرتنا تلك ، ولا البـَرَد يشبه حالوبنا *
- هل تعلمين ان المواسم لا تتكرر؟؟؟
- و لا اي شتاء يشبه شتاء سبقه!!.
اغلقنا بابين مختلفي اللون و الاتجاه..
كلانا لم يقف خلف ستارة النافذة مترقبا الآخر!!!.

الباب (4)
صغيرة قرب البنايات الكبيرة..لم تعرف شغف الطفولة ، خوفها من الشارع..من المارة ..من السيارات..من البنايات الضخمة..يرتسم كجدول رقراق في عينين واسعتين..
- خالة اتشترين علكة؟؟
- نعم حبيبتي هات العلبة كلها..
ابتسمت..
كان القاطعان الاماميان قد سقطا ، فعلمت انها بسن المدرسة..
- اين تقطنين؟؟
- انني هناك في الحواسم..
ابتعدتْ كما اقتربتْ بخوف و توجس..
- اي اسم غريب هذا لموطن الفقراء؟؟؟.
ركلت بقدمي كل الأبواب المفتوحة على الجروح المتقيحة..و انشغلتُ بالبحث عن موضع جديد لسيارتي بين زحام المفرزة.
 

* حالوبنا ، الحالوب باللهجة العراقية هو البـَرَد
 




 

 

 

 

free web counter