| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 7 /10/ 2006

 




هل سيستسلم الإستبداد للسلام الكوردي.؟

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

أعلن حزب العمال الكوردستاني وقف إطلاق النار إعتبارا من الأول من هذا الشهر ومن جانب واحد، وبالترافق مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن والتهديدات التي أطلقها المسؤولون العسكريون الأتراك في رفض كل محاولة أحادية الجانب من طرف الحزب المذكور لوقف المعارك، وكذلك الدعوة لإلقاء السلاح من دون شروط والتسليم لأقرب موقع عسكري تركي أو مركز شرطة على الحدود.!

كما هو معلوم فان هذه الدعوة الكوردستانية للسلام، ليست بالمرة الأولى، وقد سبقتها اربع دعوات أخرى، ولبلد لم تزل تمارَس فيه سياسة التمييز العنصري والفوقية القومية التي تحولت ـ للأسف ـ لدى العاقل والجاهل منهم إلى دين وديدن، بفعل عملية التربية والتكرار على مر الزمن.

بطبيعة الحال ليس معلوما ماذا سيكون الحديث والجديد وكيف تكون ردود المواقف لدى اللبيب والبليد.. ولكن لكون أضرار النهج التركي قد تعدت إلى ضرب مصالح الدول العظمى كذلك، فانه ـ لحسن حظ الكورد ! ـ بلغ السيل الزبى ولم تعد الدنيا تطيق هذا التعنت من دون تحريك وإثارة للخروج من المأزق الذي تورطت فيه حتى تركيا جراء سكر الغرور من الذين ( أحلوا قومهم دار البوار ).. وقد يعني لقاء وفد من السفارة الأمريكية بمسؤولين كورد في حزب المجتمع الديمقراطي في تركيا عقب الإعلان الكوردي للسلام، أن ثمة وراء الأكمة ما وراءها وقد تظهر قريبا علائم مخفية للأنام.

والشئ الأهم الآن هو أن يكون الكورد صوتا واحدا، بكل أحزابهم وأجزاءهم وفصائلهم ( وليجدوا فيكم غلظة ).. فان هذا سيلعب دورا هاما على المستوى الكوردستاني والإقليمي والعالمي.. ويجعل تركيا تسمع لما يطالب به الكورد ومناصروهم أكثر، ويسد كذلك الثغرات التي قد تساعد دعاة الحرب على إختراقها لإضعاف الكورد من البدو وفي الحضر، وتفشل تنفيذ مخططاتهم لتصفية الكورد وجعلهم شذر مذر، مقابل تنازلات بسيطة من خلال الإعتراف ببعض فتات الحقوق التي لا تسمن ولا تغني من جوع لا عند الجن ولا لدى البشر.

من الواضح أن المسيرة مع الحكومة التركية التي تحمل في رحمها التناقضات والحميات الجاهلية والهوى، لن تكون باليسيرة والقصيرة، بسبب ان أي تغيير في موقفها يستلزم التعرض للأسس التي بنيت عليها الجمهورية، أي العقيدة الكمالية التي صارت وكأنها ليست من صنع وقول البشر.! ولا يخفى في نفس الوقت أن في كل تحرك بهذا الإتجاه، يتحقق ما يزيد التحولات صلابة ويعود بالفائدة على مجمل القضية الكوردستانية .. إضافة للنصر الذي تحققه الإنسانية في هذه البقعة بالذات، حيث ستُمحى ـ ولو على المدى البعيد ـ آثار أشنع آيديولوجية عنصرية روَّعت الكل، ليس الكورد فحسب.

لست متفائلا بهذه الدرجة، ولكني سعيد بالإصرار الكوردستاني والتناسق الموجود بين قياداتها ـ على الأقل لحد الآن وضمنيا ـ لنيل الحقوق المغتصبة ولو درجة درجة، ومؤمن بأن نهاية الباطل لابد وآتية لأن الظلم بلغ أوجه، وبعض الرؤوس التعبانة بحاجة إلى رجَّة.. وأعتقد انه مع رفض العسكر ـ كما يبدو من بين التصريحات الجيدة والفجة ـ ، فان قول السيد اردوغان بأنهم سوف لا يلجأون للسلاح في حال عدم تعرض القوات الكوردستانية لقواتهم يحمل دلالة قوية في النأي عن المغامرة والإجتياح.. فإنه ـ إضافة للتلميحات الأمريكية ويمكن وضع زيارة أردوغان ضمن هذا السياق أيضا ـ قد يعطى بصيصا من الأمل المقيد بالظلام، والذي يشير إلى أن الإستبداد التركي بدأ يتراجع ويستسلم وشرعت حالة الإنعتاق ـ من ظلم البشر ـ بالتحرك ولو على مضض وإستحياء، مع أنهم هددوا بقطع التيار الكهربائي والوقود عن جنوب كوردستان في حال عدم طرد المناوئين الذين أثاروا لديهم حالة من الهيستريا والإستياء.!