| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 31 /7/ 2006

 

 


وزير البيشمركه في كوردستان يهدد تركيا بالرد على أي تجاوز..!

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

نشر موقع هريم الألكتروني تصريحات على لسان وزير البيشمركه في كوردستان الفريق علي عثمان نشرت في صحيفة ( هه ولير بوست )، وذلك بصدد التهديدات التركية باجتياح جنوب كوردستان بذريعة ملاحقة الحزب العمال الكوردستاني الذي صعد من عملياته في تركيا والحق خسائر جسيمة بالجيش التركي.. وقد جاء في رد الفريق على تساؤلات الصحيفة المذكورة في حال دخول الأتراك أرض كوردستان، ما يلي : " حتى الآن لم يدخل اي جندي تركي اراضي كوردستان، بيد أنه في حال تدخل الجيش التركي سوف ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة.. " .

كل من تابع ويتابع ما تجريه الحكومة التركية من إستعدادات عسكرية بشتى انواعها ـ وبدعم إيراني واضح ـ يعلم تماما ما تنويه الحكومة التركية من القيام به ضد شعب كوردستان، وما الذي تبغيه وراء تلكم المناورات، وما هي النتائج الكارثية التي سوف تواجه المنطقة بالتوازي والتزامن مع ما يحدث في لبنان من قتال ومواجهات ومجازر ودمار وتشريد وحرق للأخضر واليابس، إن اقدمت على حماقة ما.. إضافة لحدوث شرخ أوسع وجرح أعمق بين الكورد والأتراك والذي طال نزيفه من دون داع أو سبب يقبله العقل والقانون والمنطق الإنساني والعيش المشترك.

والقاصمة هي أن الغفلة التي اوقع العساكر والآخرون أنفسهم وشعبهم فيها هي في ظنهم انه بمجرد القضاء على مقاتلي الحزب العمال الكوردستاني وقواعدهم وتقويضها، فان السلام والإستقرار سوف يرفرفان برايتهما في اجواء المجتمعين التركي والكوردستاني في تركيا، وكأن المشكلة الكوردية برزت ببروز العمال الكوردستاني وليس عمرها حوالي قرن، وإلا فان الكورد تمتعوا ويتمتعون في جنات تجري من تحتها النهار، رضيت الحكومة التركية عنهم ورضوا هم عنها..!

قد يظن العسكر التركي بان دباباتهم ومدرعاتهم وطوابير جندرمتهم وطائراتهم سوف تكون بمثابة الحصون التي تمنعهم من صواعق ورعود الكورد، وستصبح أرض كوردستان مستباحة لأهواءهم وجرائمهم.. ولكن لعلهم يدرون قبل ان يزجوا مرتزقتهم في نفق قد لا تكون لها نهاية، بان البعوضة تدمي مقلة الأسد إن جاز التشبيه.. وكل الحركات الثورية في العالم لم تكن في يوم ما في حجم وقوة وعدد وعدة القوى التي ملكت جيشا جرارا.. وبقدر جرائم الحكومات والكوارث التي تجلبها على الشعوب، يكون حجم روح الإنتقام والمقاومة.

بطبيعة الحال، وقبل أن يصرح وزير البيشمركه بتلكم التصريحات التحذيرية، فان الرئيسين مام جلال وكاك مسعود وكذلك رئيس الوزراء نيجيرفان قد حذروا ونبهوا تركيا بعدم التفكير بالتوغل في اراضي جنوب كوردستان وجلب المأساة للمنطقة، واللجوء إلى المفاوضات مع الغريم .. وجاءت بعض هذه الإشارات في وقت إنتقد حكام تركيا الحكومة الإسرائيلية بشدة على ضربها للبنان وإجتياح أراضيها، وبالتالي إستعداد تركيا لتكون طرفا في تثبيت دعائم السلام بين ألأطراف المتحاربة وتكون قوةً ضمن القوة الدولية في جنوب لبنان، متناسين أن ما هم بصدد تنفيذه ضد الكورد وعلى المدى البعيد قد يفوق ما تبَيته إسرائيل ضد خصومها، وحالهم ليس إلا كحال الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل، وإدعاءاتهم لا تتجاوز حدود المكر والأساطير والخزعبلات، ودعواتهم قد بال عليها الشيطان منذ زمان.

إذا كانت قوة البيشمركه وتنظيماتها وتشكيلاتها تؤهلها لتكون مرشحة ـ من بعض الأطراف ـ لأخذ زمام الأمن في العراق ايضا، ولكن عقلاء الكورد يرفضون ذلك بسبب وجود الملابسات والإشكالات الداعية إلى النأى عن تلكم الأجواء حاليا .. فانه حري بهذه القوة أن تصد الهجمة التي هيأ الأتراك كل مستلزماتها، لكي لا تتكرر تجربة احتلال الكويت في كوردستان وتنتهي نهاية مزرية، وقبل أن تتفاقم الأمور ويعيثوا في الارض الفساد .