| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 28 /9/ 2006

 




حَصِّنوا بَلَدَكمْ بالعدل بين الترك والكورد.. فلا حاجة لمراقبة الحدود.!

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

جاء في الأخبار أن الحكومة التركية تنوي شراء مناطيد أمريكية للمراقبة الجوية، مجهزة بالرادارات من اجل تتبع نشاطات وتحركات حزب العمال الكوردستاني على الحدود الفاصلة مع كوردستان الفيدرالية.. وذكرت صحيفة " ميلليت التركية " اليومية أن لجنة التنفيذ للصناعات العسكرية التركية سوف تعقد إجتماعها في القريب العاجل برئاسة أردوغان رئيس الوزراء التركي للتباحث بشأن شراء منطادين أمريكيين، يمكنهما التحليق فوق إرتفاع عال ومتوسط لتسجيل التحركات المناوئة .

تأتي هذه الخطوة في وقت مثلت مجموعة من رؤساء البلديات الكورد في تركيا أمام المحاكم بتهمة خطاب ارسلوه لرئيس وزراء الدانمارك، طالبوا فيه عدم الإذعان لمطلب تركيا بغلق قناة روز ـ تيفي الكوردية التي ترسل أمواجها عبر الدانمارك .

إن خطوة شراء المناطيد التي تريد تركيا أن تخطوها لدرء خطر العناصر المناوئة كما تدعي، حلقة من حلقات إجراءاتها العتيقة والجديدة التي سجلت فيها فشلها وإنكسارها، ومن ثم دليل على كونها هزمت وتنهزم في حروبها وتتعرض في كل يوم إلى نكسات مادية ومعنوية مضافة، بعد أن أدخلت كل ما عندها من قوات عسكرية وجندرمة وعملاء ومرتزقة إلى أتون الحرب، وكل ما لديها من وسائل إعلامية وأدوات لكسر الأنف والمعنويات، ناهيكم عن التخريب الذي شهدته المنطقة‘ والتهجير الذي لم يتوقف، وحملة الإعتقالات والإغتيالات التي لم تهدأ في يوم ما، بالرغم من نداءات منظمات حقوق الإنسان والعقلاء من بني الأتراك .

من الواضح إن نداءات اردوغان للسلام بعد أن إعترف في آمد وعلى رؤوس الأشهاد بوجود مشكلة كوردية وضرورة حلها بالسرعة الممكنة، أصبحت من الأفعال الماضية المكسورة وليست المنصوبة وضَرَبهَا النسيان، وصارت ضحية الجبن والتخاذل.. وبالتالي فإن هذه التبدلات والتحولات الجارية على تكتيكات محاربة الكورد، دليل على فشل حكومة اردوغان وصحبه في إيجاد الحلول لقضية الكورد.. في وقت ينادي الكورد بكل فصائلهم وأحرار العالم الأتراكَ للجلوس على طاولة المفاوضات لحقن الدماء الكوردية التركية التي تجري منذ أكثر من ثمانية عقود.

إننا نعلم أن نظام المراقبة الجديد الذي تريد الحكومة التركية تطبيقه على الحدود التركية ـ الكوردستانية ليس من أجل السيطرة على تحركات القوى الكوردية المناوئة لتركيا فحسب، لأن ما تتعرض له القوات التركية وما يحدث من مواجهات ومصادمات هو في العمق التركي والقوات التركية مزروعة على إمتداد حدودها.. وإن ما يجرى هو ـ كذلك ـ بسبب تخوفها المرعب مما يحصل في كوردستان الفيدرالية من تقدم في المجالات السياسية وكتابة الدستور وإصدار التشريعات لتثبيت أسس كيانها .

لا أشك في إلتزام السيد أردوغان بالقيم الإسلامية، من صلاة او صوم، او في ممارسة شعائر أخرى مثل التراويح وصلاة قيام الليل قبل النوم.. ولكن أستغرب من سكوته هو وحزبه على كل ما يجري من إنتهاكات للكورد، وعدم نبسهم ببنت شفة ضد تلكم الاساليب الوحشية التي تتبعها الأجهزة العسكرية الفاشية والتي تجاوزت كل القوانين الوضعية والسماوية وفاقت حدود الصبر، وجعلت من تركيا آخر دولة بقت على ارض الله وهي لم تزل تتشبث بمبادئ العنصرية والقهر .

إن ما يجري في تركيا من محاولات جديدة يشهد لها تأريخ الصراع الكوردستاني ـ التركي بالفشل والخيبة، ليس إلا خطوة غبية أخرى من قبل خريجي مدرسة الشوفينية، وكذلك نداء إلى الذين نظن أنهم قرأوا رسالة والي حمص إلى الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، والتي يقول فيها : إن سور المدينة قد تهدم بفعل المتربصين، فإن أذِنَ لي أمير المؤمنين إصلاحه حفظا من تجاوز الأعداء .! فكتب إليه الخليفة عمر :
" حَصِّن مدينتك بالعدل ونَقِّ طرقها من الظلم.. فانه حصنها .! "
وحتى يعلم الأتراك أن لا جدوى من نصب رادارات ولا قاذفات ولا حتى قنابل ذرية على الحدود، مادام العدل غائبا والظلم باقيا وليست له حدود .!