| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 1 /8/ 2006

 

 

هل صحيح أن مجموعة كوماندوز تركية إقتحمت مكتب رئيس كوردستان ..؟

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

جاء في بعض الأخبار ونقلا عن صحيفة ( كونش ـ الشمس ) التركية، بان مجموعة كوماندوز تابعة لقوات العمليات الخاصة التركية قامت باقتحام مكتب رئيس كوردستان مسعود البارزاني أثناء تواجده فيه.. وكما ذكرت الصحيفة فإن المجموعة أبلغت رسالة مفادها : أينما تكن، نستطيع الوصول إليك، ونعتقلك متى ما شئنا..!

هكذا بكل بساطة نزلت ملائكة العذاب بالباراشوتات مسومين، والجمع الكوردي كأن على رؤوسهم الطير، صمٌ بكمٌ، وهم في دهشتهم لا يتحركون، ولا يرف لهم جفن فينتبهون.. سلموا الرسالة وأدوا الأمانة، وعادوا مرفرفين فوق السماوات حتى حطوا في ارض الحرام في أنقرة التي بورك فيها بآيات ( ما اسعد الذي يقول انه تركي ) و ( تركي واحد يساوي الدنيا ) و ( من لم يؤمن بتركيته في تركيا فاولئك هم الخدم والأذلاء ) وهلم جرا ..!

من الواضح ان تركيا لم تتوان في سبك الأكاذيب طوال تأريخها، كما لم تُقصِّر في نسج المؤامرات ضد الكورد تأريخا وجغرافية ولغة وقادة وشخصيات وزعماء وصلحاء وعلماء، كل ذلك من أجل خلق البلبلة والإضطراب بين نسيج شعب كوردستان، وخلق التردد والقنوط بينهم وتوقع الاسوأ، والإيحاء إليهم بأن لا أمل في أي مكسب يحققونه أو اي هدف يسعون إليه.. لذا فانهم حينما يشعرون ان هامة وقامة الكورد قد إرتفعت شيئا ما، لا يقر لهم قرار، ولو تسنى لهم لجعلوا بلاد الكورد ـ حتى التي في خارج حدود تركيا ـ قاعا صفصفا واعادوها الى العصر الحجري وجعلوا عاليها سافلها كما هو الحال مع لبنان الذي تحول إلى خرائب وأنقاض، كشقيقته فلسطين، بعيدا عن كل بعد اخلاقي وإنساني، ولم يعد في وسع اي إنسان أن يقبل تسويغات المعتدي، إلا الذي في قلبه مرض.

من يطلع على ما كتبه الصحفي التركي الأستاذ محمد نورالدين بتأريخ 2006/06/04 في جريدة الشرق القطرية تحت عنوان ( محاولة إغتيال أردوغان .. عصابات تهطل من السماء .. العسكرية ) يعلم بان محاولة الإغتيالات ـ حتى لشخصيات مدنية تركية ـ ليست بجديدة في قاموس الامن والعسكر التركي، حيث يقول : " واسفرت التحقيقات الأولية عن معلومات مثيرة وهي ان المخططين ينتمون إلى منظمة او كما أطلقت عليها وسائل الإعلام التركية " عصابة أتابيلر .. عصابة جديدة تضاف إلى العديد من العصابات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة، والقاسم المشترك بينها هو إن لها جذورا عسكرية، ترى في السلطة تهاونا في المسائل الوطنية والسيادية مثل قبرص والمسالة الكوردية والإتحاد الأوروبي .. وإنها ذات صلة قوية بالمؤسسات العسكرية والأمنية. والعديد من عمليات الإغتيال التي وصفت ب " مجهولة الفاعل " تبين انها من تخطيط وتنفيذ مجموعات تابعة لضباط في الجيش" .

واللافت هو قول الكاتب التركي عن فروع هذه العصابة : " وهذه العصابات تمتد على مدى الوجود التركماني في العالم، والعصابة الجديدة لها إمتدادات في شمال العراق ـ جنوب كوردستان ـ حيث وجود قوى قومية تركمانية متشددة، وترفع هذه العصابات شعار الحفاظ على الوطن التركي والحماية من الخطر الكوردي ".. ويضيف الكاتب قائلا : " ووجد في وثائق عصابة أتابيلر، أن الوطن تحت الإحتلال وحان الوقت للعمل المسلح. وتكشف هذه الوثائق عن أن إستهداف جنيد زابسو مستشار اردوغان، إنما لكونه من أصل كوردي وذات صلة بالإدارة الأمريكية " .

كأن الشيطان ألقى في أمنيتهم أن لا حياة للأتراك بوجود الكورد.. أنا شخصيا ادعو اصحاب الشأن الكوردستاني والعراقي، أن ياخذوا القضية المذكورة من قبل المحلل التركي محمل الجد، فهي مهمة إلى درجة انها قد تنعكس سلبا لا على الكورد فقط، وإنما على جميع الأطياف والشعوب في المنطقة وخاصة في الدولة الفيدرالية..وقد يبدو للمطلع على الجبهة التركمانية وتأريخها ومناوراتها وألفباء توجهاتها العنصرية والفاشية، بان دورا تخريبيا تدميريا على كل المستويات بانتظارها، لهذا انا أقترح بتصنيف الجبهة في قائمة الأحزاب الممنوعة في الدولة الإتحادية، وإزالة آثارها التي مازالت باقية في كوردستان والعراق من دون داع.

وفيما يخص خبر إقتحام مجموعة كوماندوز، فان كل المؤشرات تؤكد على عدم صحته، وحرية حركة رئيس كوردستان في مدن وقصبات البلاد في المدة الاخيرة خير دليل على ذلك.. ولكن العصابات التركية وعملائهم وابواقهم امثال صحيفة كونش لا يمكن أن يؤمَن مكرهم، ونشر هذه الأخبار والأكاذيب برهان على ما يبيتونه لخلق الشكوك والإضطرابات كما فعلوا مع السيد أردوغان. ولا يمكن كذلك تبرئة إيران في حبك المؤامرات وباسلوب في غاية من الشناعة قد تبز تركيا فيها، كما عملت ضد الزعيمين الشهيدين قاسملو وشرفكندي في وقت المباحثات.

إن الخبر المذكور لا يمكن أن يكون قد صدر في غفلة من ادارة الصحيفة، وإن كان ينم عن غباءهم في ذات الوقت.. ومن جانب آخر كانت هذه الأكذوبة الملفقة حلقة من سلسلة الاكاذيب التي إعتاد تأريخهم إختلاق شئ منها بين آونة وأخرى منذ مجيئهم غزاة محتلين إلى هذه المنطقة، والتي بدأت باكذوبة الحديث الملفق والمفترى ( لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) الذي أسند إلى سيد البشرية عليه السلام زورا وبهتانا، والذي ـ حسب إدعاءهم ـ بَشر فيه بمجئ محمد الفاتح الذي يملأ الأرض عدلا، في حين أن فطاحل علماء الحديث إعتبروه من الأحاديث الموضوعة، وكل ما بني على الباطل فهو باطل .. لهذا لم تجد الشعوب التي عاشت تحت سلطانهم إلا التأخر والتقهقر والذل والهوان، ووضع الكورد اكبر برهان.