| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 19 /1/ 2006

 


 

 

هل طبعت الأوراق النقدية وجوازات السفر... بالكوردية أيضا.؟

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

الدستور الإتحادي وبرغم عدم تحقق كل ما كان يتمناه الكورد فيه وقد ظلموا في امور أساسية، إلا أنه يمكن القول ـ وكما أشرت في مقالات سابقة ـ بأن بعض مواده تحمل سقفا يمكن أن يظلل الجميع، بما في ذلك المادة الرابعة التي تعتبر من المواد التي تبني جسرا متينا تتعانق وتلتقي عليها اللغتان العربية بعظمتها التي لها شأن وإعتبار خاص لدى الكورد باعتبارها لغة صَلاتهم على الأقل، وما من كوردي لايحسن قراءة الفاتحة والمعوذتين حتى لو لم يكن مسلما، والكوردية التي تتميز بجمال أخاذ يعكس روعة جبال وعيون وشلالات وربيع ونوروز كوردستان وكما يقول أغلب المستشرقين الذين درسوها وأحاطوا بزخرفتها.. ولحسن حظ الشعوب فان كل لغة ـ منها التركمانية والكلدوآشورية وغيرهما ـ جميلة وجذابة لأن الطبيعة كلها جمال وجاذبية، ولكون خالقها جميلا لا يحب ولا يصدر عنه إلا الجمال والبداعة ( بديع السموات والأرض )..

والمشرعون إن كانوا قد ركب رؤوسهم صداع بعض السياسيين فيما يخص بعض المواد وخاصة بنظر الكورد، ولكن يجب أن يُقال الحق دائما وأبدا فإنهم أحسنوا الأداء في المادة التي تخص اللغات وكل اللغات.. مع الأخذ بنظر الإعتبار خصوصية العربية والكوردية، وهذا الأمر متبع في كل البلاد المتقدمة التي تتواجد فيها القوميات الكبيرة، إلا شرقنا التعيس الذي يدّعي ولا يفعلْ، ويُلهه دائما الأملْ، وبذلك سقط في الحضيض والوحلْ!

فالمادة الرابعة من الدستور وفي الفقرتين اللتين تخصان العربية والكوردية تقول : أـ اللغتان العربية والكوردية هما اللغتان الرسميتان. ب: يحدد نطاق المصطلح لغة رسمية، وكيفية تطبيق أحكام هذه المادة بقانون يشمل:
أـ إصدار الجريدة الرسمية باللغتين.
ب ـ التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية كمجلس النواب، ومجلس الوزراء، والمحاكم، والمؤتمرات الرسمية باي من اللغتين.
ج ـ الإعتراف بالوثائق الرسمية والمراسلة باللغتين وإصدار الوثائق الرسمية بهما.
د ـ فتح مدارس باللغتين على وفق الضوابط التربوية.
هـ ـ أية مجالات أخرى يحتمها مبدأ المساواة، مثل الأوراق النقدية، وجوازات السفر، والطوابع..

القارئ للمادة المذكورة وبدقة يجد أن مساحة تعليم وتعلم العربية والكوردية تكاد تمتد إلى كل ركن من أركان الدولة في حال تطبيقها، بل تكاد تدخل حتى كل قرية في الدولة الإتحادية، بل كل بيت.. كما لاحظنا مع الإستمارات الإنتخابية.. فإن كان لنا عتاب وملاحظات على أداء المفوضية العليا المستقلة فيما يخص الأمور التقنية فإنه لابد من تسجيل نقطة إمتياز لها فيما يخص كونهم رواد تطبيق العربية والكوردية في مجالاتهما معا وطبقا للقانون.. بعد كتابة إسم " الجمعية الوطنية " بالكوردية " ئه نجومه نى نيشتمانى " أيضا في صالة البرلمان الإتحادي.

كما يعرف الجميع، فان مواد الدستور أو أي مادة قانونية أخرى، العبرة بتطبيقها حرفيا ومنذ صدورها ولاسيما في مثل هذه الأمور المهمة وكذلك السهلة.. دع عنك أن تطبيقها يكون بادرة حُسن نية قوية ومؤثرة ومشجعة لتطبيق البقية الباقية من المواد شيئا فشيئا، بالرغم من أن الدول المتقدمة يتساوى عندها تطبيق مواد القانون طالما صدر، أي أن كل مادة قانونية مهمة، صغيرها وكبيرها.. وكأني بهم قرأوا مذكرات ماوتسي تونغ الذي يحكي عن حال أنصاره في الحرب، حيث يقول أنهم أثناء الحرب لم تكن لديهم مشاكل تذكر فيما يخص قتال العدو والموت في سبيل الهدف، ولكن أغلب المشاكل التي سببت لهم القبوضية والإرهاق كانت ناجمة عن نزاع الثوار فيما بينهم على الخبز والبطانية والأسِرّة والأحذية والنطاق !

أظن أنه آن الأوان للبدء فورا وبايجاد الآلية اللازمة والتي هي متوفرة ورخيصة وفي متناول اليد، لتطبيق هذه المادة على جميع المستويات، بدءا بمدخل القصر الجمهوري ومرورا بمداخل الوزارات والمديريات العامة والمعاهد والكليات والمدارس والمؤسسات والمستشفيات والمطارات وعلى صدر الطائرات، وإنتهاء بالأوراق النقدية وجوازات السفر والطوابع.

وقد يفاجأ القارئ الكريم إذا ما قلت أن دولة السويد لا تتوانى في نشر المعلومات الإنتخابية ـ مثلا ـ بلغات كل الجاليات الكبيرة في نفوسها في البلد، منها الكوردية على سبيل المثال.. حتى أن بعض الأسواق الإستهلاكية تعتمد هذا الاسلوب لرواج بضائعها وتكتب على لوحاتها بلغات الجاليات المتواجدة في منطقتها وعلى أكياسها، منها ألعربية " مرحبا بكم " والكوردية " به خير بين " مثلا.. واصبح من الامور العادية كتابة " مطعم الشرق " بالعربية أو " جيشتخانه ى نيركز ـ مطعم نيركز " أو " شيرينيى هه ولير ـ حلويات أربيل " بالكوردية أيضا.. وكذلك باللغات الأخرى.

ومن نافلة القول أن وضع هذه المادة في حيز التنفيذ قد يجرنا إلى ان نقول أنه من الضرورة بمكان التفكير في أن يتعلم كل مسؤول كبير في بغداد خاصة شيئا من الكوردية، حتى تتقرب النفوس أكثر وتتودد إلى بعضها ومن باب أضعف الإيمان " والذي له دوره وتأثيره على النفوس " كما نعتقد.. ومثلما تتقن غالبية أعضاء برلمان كوردستان اللغة العربية الحبيبة. والشئ بالشئ يذكر، فانك قلما تجد مدرسة في السويد وفيها تلاميذ كورد ـ وما أكثرهم ـ لا يعلم معلموها أو معلماتها أو عمالها بأن كلمة ( جوني ؟ ) تعني : كيف حالك ؟

وهنا فان اول ما يتبادر إلى الذهن هو هل أن السيد رئيس الجمهورية الذي يدعو إلى التمسك بتطبيق مواد الدستور بحذافيرها وبحماسة، بادر بالأمر بكتابة " سه روكايه تيى كومار " بالكوردية بجانب " رئاسة الجمهورية " على مدخل قصره، وكذلك رئاسة مجلس الوزراء " سه روكايه تيى ئه نجومه نى وه زيران " وكذلك الوزارات، إلتزاما بالدستور ؟..

إن إعارة الإهتمام بمثل هذه الامور، جديرة بخلق المصداقية التي طالما اُفتقدت بسبب عدم الجدية التي تعود عليها الشرق الغارق في ترك الوعود والعقود الموثقة على الأوراق، من دون تنفيذ.. وبالتالي آلت الامور الكبار إلى نفس المصير التي آلت إليها الأمور الصغار..

وبيت القصيد هنا هو أننا سمعنا قبل فترة بأن جوازات إتحادية جديدة صدرت حديثا، ولكن لم نسمع أنها كتبت عليها بالكوردية أيضا. وكذلك أصدر وزير المالية الإتحادي قرار إعتزام الوزارة إصدار سندات بقيمة ملياري دولار في إطار تسوية ديون البلاد، ولكن لم يُذكر أنها ستكون بكلتا اللغتين.

وأعلاه سؤال نطرحه على كلتا الوزارتين، فهل من مجيب؟