| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن جوامير

mohsinjwamir@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 12 /8/ 2006

 




حزب العمال الكوردستاني.. قد يشارك في المقاومة اللبنانية كذلك

 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

لا يبدو في الأفق أن تركيا لها إستعداد للتصالح مع كوردها والجنوح إلى السلم، في حال تكثف يوما بعد آخر من جمع قواتها العسكرية برا وجوا في كل مناطق شمال كوردستان وعلى الحدود مع الجنوب الفيدرالي، وهي تشتبك في كل لحظة مع قوات المقاومة الكوردية، وفي كل يوم يسقط العشرات من القتلى والجرحى بين الطرفين ومن المدنيين، إضافة للدمار الذي يلحق بالمنطقة كل ساعة.. وحسب المصادر فانه لم يحدث وأن جمعت الحكومة التركية سابقا في حروبها الطاحنة مع الكورد مثل هذه الآليات والعدة العسكرية وهذا العدد الهائل من العسكر والجندرمة، وكأنها تستمد بقاءها وحيويتها من ملاحقة الكورد وتحويل بلادهم إلى رماد وحياتهم إلى مُقلقات، مثلما جعلوا لغتهم وتاريخهم تحت أنقاض عنصرية الأتاتوركية.

كما هو معلوم فان حزب العمال الكوردستاني، وإن كان له قواعد عسكرية ثابتة هنا وهناك، إلا أنه وخاصة بعد العمليات والمواجهات مع القوات التركية، ظهر ان وجوده لم يعد محصورا في جبل قنديل ـ مثلا ـ في جنوب كوردستان او إقليم معين من أقاليم البلاد، وإن كان له كثافة ملحوظة ونشاط أبرز في أحضان الجبل المذكور.

هنا يمكن القول بأن الأرضية التي بات حزب العمال الكوردستاني يتحرك عليها قد أصابها تغيير او في طريقها إلى تغيير نوعي، سواء حدث هذا مراعاة للوضع الكوردى الحساس في كوردستان الفيدرالية، او باتفاق مع هذا الطرف او ذاك، أو من خلال قراءته للساحة وتكتيكاته..مع بقاء فرضية تدخل تركيا في جنوب كوردستان في كل حين لغايات في نفسها وبضوء أخضر من أمريكا.

والجدير بالذكر أن التحولات الحاصلة في المنطقة بعد حرب إسرائيل على فلسطين ولبنان ومجازرها التي تبدو انها وبفعل فاعليها لا تبْقي ولا تذرْ ولا تتوخى الحذرْ، قد تهيئ الجو النفسي والواقعي أكثر من أي وقت مضى لكي ينضم بعض مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ـ ولو على شكل مجموعات ـ وبالرغم من الإختلاف الآيديولوجي البين ـ لجبهة المقاومة في لبنان.. وهم جاهزون ومجهزون عسكريا ولا يقل إستعدادهم وثباتهم وطاعتهم وبلاءهم عن المحاربين اللبنانيين، وخاصة في حال وجود قوات الجيش التركي ضمن القوات الدولية في جنوب لبنان، وعلى الأقل للإنتقام.. في وقت لا يستغرق الوصول إلى جنوب لبنان أكثر من عشية وضحاها ؟

لا يُستبعد هذا وكل شئ جائز في عالم الدمار والجنائز، وذلك على خلفية وجود التناقضات الراهنة في التعامل مع القضايا المشابهة باشكال مغايرة، وبمكاييل شتى، أو على الأقل بتأثير ردود الفعل والتداعيات التي تنتج عنها.. ناهيكم عن كون الكثير من قادة الحزب المذكور قد تدربوا ـ من باب النضال المشترك ـ في معسكرات فلسطينية في البقاع اللبناني، وإضافة للصدمة التي تعرض لها الحزب بفعل الطريقة التي اُلقي بها القبض على زعيمه عبدالله أوجلان في 15 فبراير 1999 في كينيا بعملية مشتركة بين الإستخبارات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي والميت التركي، وتحول هذا الإعتقال إلى جرح لم يندمل لحد اللحظة حتى من لدن المعارضين له، وفي زمن لا بواكي لهم.

فهل يعي الكبار هذه المعادلات المضطربة المقلقة، فينظرون إلى القضية الكوردية في المنطقة بمنظار واحد وعلى اساس أن الكورد أمة واحدة وكوردستان أرض واحدة، وذلك سدا للذرائع ودرأ للتصدُّعات المحتملة والمضاعفات المؤكدة التي لا يُتوقع منها إلا أن تجعل المنطقة خاوية على عروشها، اليوم وليس غداً، سواء في لبنان أو كوردستان ؟