| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن صابط الجيلاوي

 

 

 

 

الثلاثاء 7 / 11 / 2006

 

 

نهاية الدكتاتور ليست نهاية استسهال القتل....!

 

محسن الجيلاوي

حكمت المحكمة كما هو متوقع ومستحق على أكبر سفاح عراقي معاصر بالإعدام..تلك هي نهاية عادلة كما كانت دوما نهايات أولئك الذين استرخصوا دماء الناس وعاثوا فسادا في الأرض...
ولكن المشكلة الأكبر هي بقاء عقلية الأجرام وإباحة الدم حتى أن ذلك شكل مخيلة عراقية مريضة حقا لا تنتمي حتى لشرائع الغاب وسلوك الحيوانات...
فالمدافعون عن الدكتاتور يقولون: انظروا كم يقتل حكام العراق الجديد من البشر يوميا..ويأتيهم الجواب المضاد ولكن صدام قتل بالهبل ( بالملايين ) أما جرائمنا فهي خيار نضالي...تلك هي مساومات ونسب مئوية على تبرير مستوى عمق ووسع الجريمة وليس الاعتراض على الجوهر الأهم والأجدر إنسانيا وحقوقيا أن القاتل لنفس واحدة أو ملايين يبقى من وجهة نظر أي عدالة حتى ولو كانت بدائية ومجروحة لكن فيها حس رحيم وإنساني على انه مجرم مهما كانت النوايا طالما أن القتل تم وفق مبارزة غير متكافئة وبلا غطاء شرعي وقانوني....!
لقد استمعت لنقاش غريب بين مجموعة من الناس على شكل ووجود وتعدد القتلة عراقيا وهل يمكن وضعهم في سلة واحدة أمام قضاء عادل لكي ينالوا جزائهم لكي نوقف دورة القتل المنفلتة في كامل تاريخه المعاصر... أعترض احد المثقفين مدعيا بأن هناك أوليات..فلنسكت على المجرمين الصغار لأنهم يشاركون في عملية سياسية متناسيا أنها لم تقدم ولو بصيص أمل شحيح على أن الأوضاع ستكون أفضل..لمست أن هناك مساومة أساسها في النخب التي هي نتاج للعقلية العراقية الجمعية ( المسيسة ) بشكل شيطاني على شكل توصيف الجريمة وتصنفيها فقتل مئة فيها وجهة نظر أما قتل مبالغ فيه عندها يعلو الصراخ أنقذونا من دكتاتور يذبحنا من الوريد إلى الوريد...!
حسنا فعل القاضي رؤوف سواء كان متفقا مع السلطة أم قاضيا مستقلا عنها ولكن بالتأكيد أسس لروح عدل جديدة ستبيح لنا الجرأة والحرية في مقاضاة قتلتنا وهم كثر للأسف في عراق اليوم...!
بدون دولة فيها قانون مستقل وصارم يخضع لشروطه الجميع ستستمر دورة الجريمة المفتوحة بلا حدود ومعها يستمر التبرير الأيدلوجي والديني والمذهبي والطائفي والقومي والعشائري لذبح الناس ومعها سنصرخ من جديد أنقذونا...
هناك فرصة لوقف ذلك من قبل القوى الحية التي غيبتها غوغاء السياسة دونها سنحتاج إلى الشرفاء في هذا العالم عسى أن يفعلوا شيئا في بداية ألفية جديدة في مساهمة جادة وفاعلة في إنقاذ أمة يقودها هذا الكم الهائل من القتلة يساندهم احتلال بغيض تبخرت سائر شعاراته عن الحرية والديمقراطية...ضمير العالم أمام مسؤولية كبرى في ضرورة إنقاذ شعب من هذا العبث المجنون...!
من لدية رأي آخر ليس أمامي سوى الصراخ ( تعالوا أنظروا الدم في الشوارع...) خوفي أن يذهب صراخي مع صراخ ملايين العراقيين في برية يعلوها صوت الرصاص ورائحة البارود التي تحصد أجمل ما في العراق ناسه الطيبين الذين تكالب عليهم الأشرار من كل صوب وحدب...!